منذ قيام اللاعب أندريس إنيستا بتسجيل هدف الفوز في نهائي بطولة كأس العالم 2010 وإهداء منتخب إسبانيا اللقب العالمي الأول في الحادي عشر من يوليو 2010 وهو يحظى باحترام الجماهير الإسبانية ، بحيث من النادر أن تطلق عليه صافرات الاستهجان سواء في الملعب أو عندما يغادر الميدان.
وازدادت شعبية اللاعب الملقب بالرسام في إسبانيا بشكل كبير جداً منذ تسجيل الهدف في نهائي كأس العالم ، والكشف عن صورة اللاعب الراحل دانيال خاركي ، فيما امتد هذا الاحترام الكبير حتى في ملعب في سانتياجو برنابيو ، حيث حصل هناك على تحية كبيرة للغاية من جماهير ريال مدريد.
ومع ذلك ، فإن الاستثناء الوحيد من احترام أندريس إنيستا هو ملعب سان ماميس أو الكتدرائية كما تحب جماهير أتلتيك بلباو الحديث عنه ، حيث يطلق إسم “الوغد” على لاعب خط الوسط المخضرم كلما دخل كاتدرائية كرة القدم أو غادرها ، فيما تطلق عاصفة مدوية من صافرات الاستهجان كلما لمس الكرة.
وخلال إحدى المباريات التي جمعت بين أتلتيك بلباو وبرشلونة في ملعب سان ماميس في أبريل / نيسان 2013 ، فقد قرر الجهاز الفني للبرسا استبدال إنيستا ، فيما بدأ الجمهور بالتشويش وإطلاق صفارات الاستهجان التي استفزت اللاعب ، خصوصاً أنه تعرض للإهانة من الجماهير المتواجدة خلف مقاعد البدلاء.
وخلال جلوس أندريس إنيستا على مقاعد البدلاء ، فقد اشتعلت مواجهة بينه وبين أحد مشجعي أتلتيك بلباو الذي كان يقبع وراء المقاعد ، الأمر الذي دفع النجم الإسباني للوقوف والدخول في مواجهة مع هذا المشجع من خلال توبيخه ، قبل أن ينفجر اللاعب غضباً في حالة نادرة وقال له : “أخرس وأجلس في مكانك”.
* لماذا هذا العداء المتأصل في بلباو ضد إنيستا؟.
السبب الأول له علاقة في الأسطر الأولى من هذا التقرير ، وهو الهدف الذي سجله أندريس إنيستا في نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 ، والذي جعل من منتخب إسبانيا بطلاً للعالم ، وبالتالي فإن جماهير أتلتيك بلباو على وجه الخصوص لا تعتبر نفسها إسبانية ، وهو ما يفسر شعور القوميات في العديد من الأقاليم.
وما زاد الطين بلة ، أن إنيستا تألق في موسم 2010-2011 مباشرة بعد نجاح منتخب إسبانيا في كأس العالم ، حيث لعب “الرسام” دوراً تعتبره جماهير أتلتيك بلباو “عدائياً” خلال المباراة التي جرت في أيلول / سبتمبر 2010 بين فريق أسود الباسك وبرشلونة على ملعب سان ماميس القديم من خلال التسبب بطرد فرناندو آموريبيتا.
وترى شريحة واسعة من جماهير أتلتيك بلباو أن أندريس إنيستا قام بالتحايل والتمثيل لإجبار الحكم ماتيو لاهوز على طرد المدافع فرناندو آموريبيتا في تلك الليلة التي انتهت بفوز برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدف ، وبالتالي أصبح ملعب سان ماميس الجديد مثل سلفه مسرحاً للقضايا السياسية والرياضية والتأكيد على كراهية لاعب يحظى بمكانة كبيرة في بقية مناطق إسبانيا.