لماذا تعطي فنلندا أموالاً لمواطنيها العاطلين عن العمل

اضطّرت فنلندا إلى إنكار التقارير الإعلامية التي أشارت إلى أن تجربة “الدخل الأساسي” التي أجرتها البلاد قد فشلت فشلاً ذريعاً.

وبموجب تلك التجربة، يتقاضى 2000 عاطل، تتراوح أعمارهم بين 25 و58، دخلاً شهرياً غير مشروط قدره 560 يورو (ما يعادل 680 دولاراً أميركياً) معفياً من الضرائب.

وبحسب ما نقلت صحيفة Independent البريطانية، الجمعة 26 أبريل/نيسان 2018، أشارت التقارير إلى فشل تلك الخطة، وقالت إنه سيتم إيقاف تنفيذها، ولكن فنلندا وصفت تلك الأخبار بالمُضللة، وقالت إن التجربة ستظل قائمة حتى نهاية 2018.

ولكن.. لماذا تقوم البلاد أصلاً بذلك؟ وما هي الفوائد التي قد تُسفر عنها؟ وهل هي تعمل حقاً؟

إليك بعض الإجابات..

ما هو “الدخل الأساسي العالمي”؟

الدخل الأساسي العالمي (universal basic income UBI) هو مبلغ ثابت تقدمه الدولة لجميع مواطنيها (أو المقيمين الدائمين فيها) بغض النظر عن الدخل أو الوظيفة أو عدمها، ويوزع أسبوعياً أو شهرياً أو سنوياً، بدون شروط، وترتبط الفكرة بالتغيرات الناتجة عن الروبوتات والذكاء الاصطناعي التي تحد من فرص العمل للمواطنين.

ويسمى أيضاً (ضمان الدخل الأساسي، دخل المواطن، الدخل الأساسي غير المشروط، الدخل الأساسي الشامل (UBI)، المرتب الأساسي) ويحصل عليه المستفيدون سواء كانوا يعملون أو لا يعملون وسواء امتلكوا مصدراً آخر للدخل أم لا.

وأشاد مليارديرات مثل مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ، والمخترع والرئيس التنفيذي لشركة صناعات الفضاء إيلون ماسك، بالفكرة إذ وجدوا أنه يؤمن الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية بغض النظر عن العمل.

لماذا تجرّب فنلندا إقرار دخل أساسي موحَّد؟

تم بدء التجربة في يناير/كانون الثاني 2017. ومنذ ذلك الحين، يتلقى المشاركون فيه دخلاً أساسياً كل شهر، وهو مبلغ مستقل عن أي دخل آخر قد يتقاضونه، كما أنه ليس مشروطاً بالبحث عن عمل.

سيقوم الباحثون بدراسة تأثير زيادة الحوافز النقدية على العمل، وأثر تبسيط نظام الضمان الاجتماعي على معدل توظيف المشاركين في الدراسة.

وتركز حكومة يمين الوسط الفنلندية على التقشف، ولكنها تتطلع إلى خفض معدل البطالة في البلاد والذي تبلغ نسبته 8.5%، وينظر إلى تلك التجربة باعتبارها طريقة لفعل ذلك.

ويقول مؤيدو العمل بنظام الدخل الأساسي إنه سيساعد على انخراط العاطلين عن العمل في وظائف مؤقّتة، بدلاً من إجبارهم على البقاء عاطلين كي يظلوا قادرين على الحصول على تلك الفوائد.

ويقول داعموه إنه سيوفر جواً من الأمان، لأنه سيحل أزمة عدم الأمان المرتبطة بالعاملين الذين ليس لهم عقود عمل بدوام كامل، كما سيساعد على تعزيز التنقّل في سوق العمل، حيث سيظل لدى الناس مصدر دخل في الفترة بين ترك وظيفة والالتحاق بأخرى.

وستنظر الدراسة أيضاً في رفاهية المشاركين وخبراتهم عند التواصل وإجراء الأعمال مع السلطات.

وستستمر التجربة حتى نهاية العام، وبعدها سيتم إصدار دراسة تفصيلية، لمعرفة إذا كان الدخل الأساسي الممنوح للمواطنين يزيد من كفاءتهم أم يقلل منها.

وستتم مقارنة المجموعة التي تلقّت الدخل الأساسي والمكوّنة من 2000 شخص بمجموعة قوامها 173.000 شخص من السكان المستهدفين من غير المُدرجين في الدراسة، لدراسة الفروق في معدلات التوظيف بين الذين يتلقون والذين لا يتلقون دخلاً أساسياً.

جدل حول فكرة “الدخل الأساسي العالمي”

 

يقول المؤيدون للفكرة إنها قد تكون فكرة أكثر بساطة وشفاهية لتحقيق الرفاهية للمواطنين في دول اليوم، وإنا ستوفر بديلاً آمناً عن برامج الرعاية الاجتماعية المنفصلة بما في ذلك التأمين ضد البطالة، ودعم الأطفال، والمعاشات التقاعدية، والإعاقة، ودعم الإسكان.يقول المؤيدون للفكرة إنها قد تكون فكرة أكثر بساطة وشفاهية لتحقيق الرفاهية للمواطنين في دول اليوم، وإنا ستوفر بديلاً آمناً عن برامج الرعاية الاجتماعية المنفصلة بما في ذلك التأمين ضد البطالة، ودعم الأطفال، والمعاشات التقاعدية، والإعاقة، ودعم الإسكان.
إضافة لذلك يقول المؤيدون إن تطبيق الفكرة يمكن أن يعزز القدرة على الحد من الفقر أو حتى القضاء عليه.
وترتبط المناقشات حول الدخل الأساسي والأتمتة (التحول للآلات في الإنتاج بدلاً من الاعتماد على البشر) ارتباطًا وثيقًا. على سبيل المثال، يجادل مارك زوكربيرغ بأن الأتمتة ستأخذ الكثير من الوظائف من الناس في السنوات القادمة لصالح الآلات، وأن الدخل الأساسي ضروري بسبب ذلك لتعويض هؤلاء الذين سيفقدون وظائفهم. وقد دفعت المخاوف بشأن الأتمتة الكثيرين في صناعة التكنولوجيا العالية إلى القول بأن الدخل الأساسي هو نتيجة لنماذج أعمالهم.
في المقابل يرى المعارضون للفكرة أن الناس إذا حصلوا على المال بلا مقابل ولا شروط فإنهم لن يطوروا أنفسهم ولن يعملوا ببساطة لافتقاد الحافز

 

السابق
أحدهم أميركي وآخر من أصل تركي.. ليس كل المرشحين لتصميم فستان زفاف ميغان ماركل بريطانيين
التالي
هل سيُحرم القطريون من الحج هذا العام أيضاً؟!