انقلبت الآية، بات كريستيانو رونالدو يقدم أداء أفضل مع منتخب بلاده البرتغال عما يقدمه مع ريال مدريد، فاللاعب يعيش أسوأ مواسمه في النادي الملكي بلغة الأرقام، وحتى إن لم تنظر للأرقام، من السهل عليك كمتابع أن تلاحظ تراجع مستواه قليلاً في الفترة الأخيرة، لكنه في نفس الوقت ضاعف أداؤه مع المنتخب وأصبح حاسماً في معظم المباريات.
في الماضي كان يتم اتهام رونالدو بأنه لا يظهر بنفس المستوى مع المنتخب، ورغم أنه كان له أدوار حاسمة في العديد من المباريات الدولية لكنه لم يكن بذات الفاعلية التي هو عليها في ريال مدريد، لكن الأمور الآن انقلبت رأساً على عقب.
تراجع مستوى الدون مع الريال قد يكون مفهوماً لأن اللاعب أتم عامه 32، وهناك فوضى في مركزه الجديد في الفريق الذي لم يتضح حتى الآن بالشكل الكافي، لكن ما يبدو غريباً أن يتطور مستواه مع البرتغال إلى هذا الحد، فهو يتصدر هدافي التصفيات برصيد 9 أهداف، وأحرز 13 هدف في عام 20016، وهذا أفضل سجل تهديفي له على الصعيد الدولي، عدا عن تسجيله ثنائية يوم أمس في شباك المجر، ورغم محاولة البعض التقليل من مساهمته في فوز البرتغال بلقب اليورو إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، فأهدافه كانت حاسمة جداً في رحلة اللقب.
إذاً، ما الذي جعل رونالدو ينفجر مع البرتغال وهو يمر بأصعب أوقاته في ريال مدريد؟
الحافز والبحث عن التاريخ
على صعيد الأندية، حقق رونالدو كل شيء ممكن في كرة القدم، ورغم أن منافسته مع ليونيل ميسي على الأرقام القياسية ما زالت مستمرة، إلا أن رونالدو لم يعد بذلك الشغف الذي كان عليه في الماضي، حيث أصبح يخرج مبتسماً من اللقاء حتى لو لم يسجل، وهذا يوضح جلياً تشبعه من الإنجازات مع الأندية إلى حدٍ ما.
وبعد مسيرة حافلة مع مانشستر يونايتد وريال مدريد، أدرك رونالدو أنه يجب عليه التركيز أكثر مع البرتغال إن كان يريد حقاً أن يبقى أسمه كواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، فإنجازات الأندية قد لا تكفي أحياناً.
رونالدو القائد الأوحد في البرتغال
دور رونالدو في برازيل أوروبا أكبر بمراحل من دوره في ريال مدريد على الصعيد المعنوي، فصحيح أن الدون أسطورة في سانتياجو برنابيو والجميع يحترمه ويهابه أحياناً، لكن هناك نجوم آخرين يمكنه تحمل عبئ القيادة، مثل سيرجيو راموس، جاريث بيل، توني كروس، لوكا مودريتش وحتى كريم بنزيما ومارسيلو في بعض الأحيان.
في البرتغال الوضع أصبح مختلف في الأعوام القليلة الماضية، فرونالدو هو من يملك شارة القيادة، ويبتعد بفارق كبير عن جميع اللاعبين الآخرين من حيث النجومية، لذلك فإن مسؤوليته أصبحت مضاعفة، فلم يعد يمكنه التراخي أو الاتكال على الغير.
فيرناندو سانتوس فهم خطة مورينيو وأنشيلوتي
جوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي أكدا في عدة مناسبات على أن خطة ريال مدريد كانت تقوم دائماً على رونالدو، وذلك لا يعني أن يتم إيصال له الكرات في جميع الهجمات، بل تفريغ المساحات له ليكون دائماً في المكان المناسب.
ومنذ استلام فيرناندو سانتوس تدريب البرتغال، شاهدنا تطور ملحوظ في أداء رونالدو، فهو فهم جيداً الإستراتيجية التي كان يتبعها مورينيو وأنشيلوتي، حيث أصبحت خطة الفريق تقوم بالأساس على تواجده، وليس الاعتماد عليه بشكل عشوائي ومكثف كما كان يحدث في السابق.
لم يواجه فرق صعبة
ليس تقليلاً من الدور الكبير لرونالدو مع البرتغال، لكن يجب الإشارة إلى أن المنتخبات التي واجهها رونالدو في التصفيات كانت ضعيفة، وهذا قد يكون ساعده بشكل أو بآخر للتألق بشكل ملفت، وتقديم أداء مثل الذي كان يقدمه ريال مدريد في المواسم الماضية، لذلك يبقى الحكم الحقيقي على رونالدو في كأس القارات بعد شهرين من الآن وفي مونديال روسيا 2018.