لندن – وكالات – بزنس كلاس:
قال سعادة السيد كريس غرايلينغ وزير المواصلات وعضو البرلمان في المملكة المتحدة: إن دولة قطر تشهد تطوراً ملحوظاً نحو بناء اقتصاد متسارع ونمو مطرد، حيث تنفذ برنامجاً تنموياً طموحاً، تحولت بموجبه الدوحة إلى ورشة عمل لمشاريع متنوعة، من شأنها أن تجعل منها مركزاً اقتصادياً قوياً في المنطقة والعالم.
وأضاف سعادة وزير المواصلات البريطاني -في لقاء خاص مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»- أنه أجرى محادثات مع مسؤولين قطريين ضمن اجتماعات بناءة خلال زيارته الراهنة للدوحة، حيث أعرب من خلال تلك الاجتماعات عن استعداد بلاده للعمل الوثيق مع دولة قطر في تنفيذ المشاريع الكبرى التي تشهدها الدولة في الوقت الراهن مثل: توسعة مطار حمد الدولي، وغيره من المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية، مبيناً أن مثل تلك المشاريع تعد فرصة حقيقية للعمل على تعميق الشراكة الثنائية بين قطر وبريطانيا.
قال سعادة السيد كريس غرايلينغ، إن قطر وبريطانيا تجمعهما شراكات مهمة في أكثر من ميدان وقطاع واعد، كما تتوفر أمامهما فرص متعددة لخلق مجالات أخرى للتعاون من شأنها أن ترتقي بالعلاقة القائمة بين البلدين من مجرد تعاون اقتصادي، إلى تأسيس شراكة استراتيجية تمهد الطريق لتعميق التعاون الدفاعي بين الدولتين.
فرص واعدة
ولفت إلى أن ما تسعى دولة قطر لتشييده من مشاريع في مجال البنى التحتية، وما أعلنت عنه من استثمارات كبيرة خصصتها لتطوير هذا القطاع، يفتح الباب أمام فرص واعدة للتعاون وتبادل الخبرات بين الدولتين، لتحقيق ما تنشده الدوحة من تطور في قطاع النقل وما يستلزمه ذلك من توفير بنية تحتية متطورة، خاصة في ضوء استعداد الدوحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. وأعرب سعادته عن استعداد بلاده للمساعدة في تنظيم بطولة كأس العالم، وذلك انطلاقاً من خبراتها المكتسبة من تنظيم أحداث عالمية، كان آخرها استضافة دورة الألعاب الأولمبية، فضلاً عن العديد من الفعاليات الأخرى، حيث تضع بريطانيا تلك التجارب أمام دولة قطر لتسهيل تنظيم الأحداث الكبيرة، واختصار الطريق للوصول إلى الأهداف المنشودة، معرباً عن تطلع بلاده للعمل الوثيق مع دولة قطر، حتى تحقق ما تصبو إليه من استضافة بطولة كأس عالم رائعة وفريدة.
وحول مستوى التعاون القائم بين البلدين على مستوى النقل الجوي، قال سعادة وزير المواصلات البريطاني، إن زيارته لدولة قطر شهدت العديد من المحادثات التي تمحورت حول تطوير وتعزيز التعاون في مجال الطيران، مشيراً إلى وجود استثمارات بريطانية لدعم وتطوير مراقبة وإدارة الحركة الجوية في قطر، حيث تتمتع المملكة المتحدة بقدرات عالية في الأنظمة المتعلقة بهذا القطاع، يمكن أن تسهم في تطوير كفاءة الإدارة القطرية في هذا المجال .. معرباً عن أمله في أن تتمكن الشركات البريطانية من لعب دور في توسعة مطار حمد الدولي، «في الوقت الذي يقوم فيه جهاز قطر للاستثمار بدور كبير في توسعة مطار هيثرو في لندن».
تعزيز الاستثمارات
وثمّن وزير المواصلات البريطاني ما أسفر عنه منتدى «قطر والمملكة المتحدة للأعمال والاستثمار» من فرص واعدة، وما فتح من آفاق جديدة للاستثمار والتعاون بين الطرفين، حيث التزم الجانب القطري باستثمار 5 مليارات جنيه إسترليني خلال السنوات الثلاث المقبلة، لافتاً إلى أن زيارته للدوحة شهدت محادثات حول تعزيز استثمارات المملكة المتحدة في قطر، مؤكداً حرص الحكومة البريطانية على رؤية شركات بلاده تتمدد حول العالم، في الوقت الذي تحرص فيه على جذب مزيد من الشركات القطرية للاستثمار في المملكة المتحدة.
وفيما يتعلق بتقييمه لأداء الاقتصاد القطري، خصوصاً في ظل الحصار الجائر المفروض على قطر، قال سعادته إن اقتصاد دولة قطر مرّ بمرحلة صعبة خلال الفترة الماضية، إلا أنه أثبت قوته وصلابته، واستمر في النمو والتطور والنجاح، مؤكداً رغبة المملكة المتحدة في إيجاد حل للنزاع الدائر في المنطقة في أقرب وقت ممكن، والعمل على إعادة العلاقات إلى طبيعتها، وذلك انطلاقاً مما تتمتع به من علاقات طيبة مع جميع المعنيين في هذا الخلاف.
ولدى سؤاله عن مدى تأثر المصالح البريطانية في دولة قطر من الحصار الجائر على البلاد، قال سعادة وزير المواصلات البريطاني: «إن الحصار ينبغي ألا يؤثر على المصالح المشتركة بين قطر وبريطانيا.. ويجب على جميع الأصدقاء الوقوف إلى جانب بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، وهذا ما تسعى بريطانيا للقيام به».
اتفاقيات التجارة
وفيما يتعلق برغبة بلاده في التوصل إلى مزيد من اتفاقيات التجارة مع قطر، خاصة بعد إعلانها الخروج من الاتحاد الأوروبي، أوضح سعادة الوزير أن بريطانيا تطمح لتعزيز العلاقات التجارية مع جميع دول العالم، بالإضافة إلى الحفاظ على علاقات جوار جيدة مع محيطها في الاتحاد الأوروبي، واستمرار التعاون المشترك بين الطرفين، لافتاً إلى أن بلاده تعد واحدة من أكبر أسواق التصدير في العالم، الأمر الذي يدفعها إلى السعي لتعزيز العلاقات التجارية مع دول عديدة، وفتح فرص استثمارية جديدة، من خلال عقد اتفاقيات تجارية واسعة النطاق، إثر خروجها من الاتحاد الأوروبي. وتابع قائلاً: «تطمح المملكة المتحدة لأن تكون شريكاً استثمارياً وتجارياً قوياً مع دول الشراكة، كما تسعى إلى تكوين صداقات وتحالفات جيدة وطويلة الأمد على غرار العلاقات التي تربطها بدولة قطر».
وعند سؤاله عن مجالات التعاون المشترك التي لم تكتشف بعد بين قطر وبريطانيا، أشار سعادته إلى قطاعات من بينها الاقتصاد الرقمي الصاعد في المملكة المتحدة، باعتباره اقتصاداً إبداعياً واعداً، بالإضافة إلى التقدم في مجال تكنولوجيا قطاع النفط والغاز، وغيرها من قطاعات تشكل أرضية خصبة وفرصة مهمة للاستثمارات القطرية في بريطانيا، معرباً عن أمله في أن يكون هناك استثمار أكبر في المستقبل لشركات الطاقة البريطانية، خصوصاً وأن هناك مجموعة كاملة من القطاعات تشكل فرصة لتعميق العلاقات الثنائية بين الجانبين.