الدوحة – قنا:
أكد سعادة الدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن الحصار لم يؤثر على تدفق السياحة العالمية إلى قطر، متوقعا أن تستقطب قطر أكثر من 6 ملايين سائح سنويا، تنعكس أعدادهم الكبيرة إيجابا على إجمالي الناتج المحلي.
ونوه الرفاعي في حوار مع صحيفة “الشرق” القطرية الصادرة اليوم بوجود إرادة قطرية لتوظيف السياحة لتصبح أحد عوامل التنمية المستدامة باعتبارها “نفطا لا ينضب”.. وقال ” إن الإنسان القطري يمتلك خاصتين مهمتين جدا في ترسيخ الفعل السياحي أولاهما القدرة على الترحيب والدفء، والثانية المهنية والحرفية في تنظيم الأحداث”.. مضيفا “أن المزج بين الترحيب والمهنية العالية يؤهل قطر أن تكون في موقع متقدم جدا في مجال السياحة “.
وحول فوز الدوحة باستضافة احتفالات اليوم العالمي للسياحة أشار إلى أن هذا القرار تم اتخاذه منذ سنتين في كولومبيا وقد ارتأى جميع الأعضاء أن ليس هناك ما يبرر إطلاقا تغيير هذا القرار .. مؤكدا أنه تم اتخاذ القرار بشكل علمي وموضوعي وليس بشكل عاطفي وبدون أي تأثير أو ضغوطات سياسية من أي جهة أو دولة.
وقال إن هذا الحدث ذو تأثير كبير على قطاع السياحة القطري نظرا لدوره الفاعل في تعزيز مسيرته الناجحة ودفع عجلة نموه المتسارعة، علما أن صناعة السياحة القطرية لم تتأثر إطلاقا بمعطيات الحصار وما زالت قطر تستقبل أعداداً كبيرة من السياحة العالمية، مضيفا ” أنه لم يجد أي ضيف من ضيوف قطر من خارج المنطقة يتردد في الحضور إلى الدوحة التي تقدم منتجا سياحيا عصرياً “.
وأوضح أن المنظمة العالمية للسياحة ليست لديها أي مؤشرات تؤكد تراجع السياحة العالمية إلى قطر، ولكن التراجع الوحيد هو من سياح دول الجوار.. وقال “مازالت تدفقات سياح آسيا وأوروبا مستمرة إلى الدوحة”.
وأضاف “بالنسبة إلى قطر رب ضارة نافعة” فهي الآن أمام تحدٍ بسبب معطيات الحصار وبدأت تفكر تفكيراً عملياً ومنطقياً يتمثل مضمونه في تنويع مصادر السياحة مثل منحها دخول 80 جنسية دون تأشيرة مسبقة، ففي بعض الأحيان الأزمات تساعد في تعزيز الصناعة وتقويتها”.
وأشار إلى أن السياح من مختلف دول العالم لم يعد لديهم استعداد للذهاب إلى السفارات للحصول على تأشيرات تستغرق مدة إصدارها أسبوعين أو ثلاثة، “فالعالم لم يعد يقبل هذا المنطق، وبالتالي فإن دولة قطر الآن أصبحت دولة متقدمة جدا على الكثير من دول العالم والأولى في المنطقة بلا منازع”.
وأوضح أن مساهمة القطاع السياحي في الناتج الاقتصادي لدولة قطر تقدر بنسبة 3 في المائة ولكن السياسات والتشريعات التي تتبعها الدولة لتعزيز معطيات العمل السياحي ستسهم في زيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي، خاصة وأن هناك إرادة لتوظيف السياحة لتصبح أحد عوامل التنمية المستدامة.
وأكد ارتباط قطاع الطيران بالسياحة ارتباطاً وثيقاً، مشيرا في هذا السياق إلى دور الخطوط القطرية في تعزيز القطاع السياحي…وقال ” الخطوط القطرية قصة نجاح تاريخية، حيث استطاعت أن تجعل من الدوحة مركز التقاء ووصل بالعالم، ومقصداً سياحياً نوعياً ومركزاً للترانزيت الدولي”.
وأضاف ” هذا الأمر أعطى الدوحة قيمة عالية كما أعطى الشركة قيمة أكبر، والأهم من ذلك فإن قرار تأشيرة الترانزيت المجانية لمدة 96 ساعة لجميع الجنسيات وغيرها من قرارات التأشيرات ستسهم في استقطاب العديد من الزوار “.
كما نوه بالبنية التحتية السياحية في قطر والتي تعتبر راسخة وقوية، فضلا عن كونها متقدمة جدا وتستطيع أن تستوعب أعداداً كبيرة من الزوار .