لا بد من فرص استثمارية حقيقية.. غياب شركات كبيرة عن “سيتي سكيب قطر 2017”

رغم أن معرض “سيتي سكيب قطر 2017” يشهد حضوراً متميزا بين المشاركين من شركات كبيرة إلا أن الأزمة العقارية التي مر بها القطاع في دولة قطر خلال 2016 أرخت بظلالها على المعرض الذي شهد غياب لاعبين دوليين وإقلميين كبار عن صالاته. فقد أكد مدير معرض «سيتي سكيب» قطر أن غياب لاعبين كبار عن النسخة الحالية للمعرض في نسخته السادسة يعود للأزمة الكبيرة التي تعرَّض لها القطاع في 2016 الأمر الذي انعكس على إستراتيجيات المشاريع الخاصة بالشركات وضبط إنفاقها التسويقي والتمويلي.

وبيَّن زكريا أن الدعم الحكومي أهم العوامل المؤثرة في استقرار السوق العقاري وذلك من خلال الرؤية الوطنية لقطر 2030 وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، ونفى أن يواجه السوق ضغوطاً في المستقبل، مشيراً إلى أن شركات العقار في المنطقة تعلمت من أخطائها وتعمل على تفادي الأزمات مستقبلاً.

وفي معرض جوابه حول ما الذي يجعل قطاع العقار جاذباً، قال زكريا أنه حتى ينمو القطاع ويكون جاذباً لابد أن تكون هناك فرص استثمارية حقيقية، وحالياً معظم الشركات العقارية حول العالم، وتحديداً في دول مجلس التعاون، تعلمت من أخطائها خلال الأزمات السابقة، فعندما نحكي اليوم عن فرصة عقارية يكون عائدها الربحي ما بين 10 إلى 15% ومن ثم يحدث انخفاض كبير بعد سنة أو سنتين، فإن هذا النوع من الاستثمار غير مجد للمؤسسات والمستثمرين العاملين في القطاع العقاري، وأفضل من ذلك أن يكون العائد الاستثماري مثلاً في حدود 5% إلى 7% ومستقر لفترة من الزمن وتعتبر هذه فرصة استثمارية حقيقية.

وفي دولة مثل قطر نجد أن الرؤية الوطنية لقطر 2030 تجسد دعم الدولة للعديد من المشاريع التي تحقق الاستقرار والأمان الاستثماري، كما تعمل على دعم قطاعات مثل الضيافة والتجزئة وغيرها من القطاعات المرتبطة بالنمو العقاري.

وبخصوص كيفية مساهمة معرض «سيتي سكيب» في جعل المستثمرين القطريين يتجهون للاستثمار في الداخل أكثر من الخارج، أجاب زكريا ان هناك رؤية واضحة من سيتي سكيب تجاه هذه القضية فإذا نظرت لعدد الشركات المشاركة في المعرض من المطورين العقاريين القطريين تلاحظ قوة المشاركة بالنسبة الغالبة لهذه الشركات.

ولكن بشكل عام «سيتي سكيب» لا يمكنه ضبط توجهات المستثمرين القطريين للخارج ولا أتوقع أن أحداً يستطيع أن يفعل ذلك لأن ذلك يعود للقرارات الشخصية للمستثمرين فكل مستثمر أو عميل يبحث عن السوق الأفضل وبه عائد استثماري أقوى ومن ثم يذهب للاستثمار فيه وهذا معيار نسبي يعود لكل مستثمر على حدة.

أكثر من ذلك يمكنني القول إن مساهمة «سيتي سكيب» في عجلة التنمية بقطر تنطلق من كونه أصبح منصة لإطلاق مشاريع تنموية جديدة وفرص استثمارية عقارية جديدة ويتم عرض هذه الفرص أيضاً للمستثمرين من جميع أنحاء العالم الذين لا يعرفون شيئاً عن حجم الفرص الاستثمارية في قطاع الضيافة والسياحة والتجارة والسكن، وهنا يأتي دور المعرض في التعريف بهذه الفرص، أي أنه أصبح منصة إعلامية متكاملة لهذه المشاريع والفرص عبر العالم وهو حلقة الوصل ما بين المستثمر والمطور والدولة لتحديد مواقع الفرص الاستثمارية.

وفي تفسيره لغياب لاعبين كبار عن هذه النسخة من سيتي سكيب، أوضح زكريا أن 2016 كانت سنة صعبة على الجميع، الأمر الذي انعكس على الإستراتيجيات الخاصة في الإنفاق التسويقي للشركات وكان لها قراراتها في عدم مشاركتها في النسخة الحالية تحسباً للمشاريع القادمة التي يمكن أن تطرح في 2018.

ولكن نحن كمنظمين نرى أن 2018 سيكون الأفضل ونحن نتوقع مشاركة هؤلاء اللاعبين الكبار في العام المقبل.

والعالم أجمع يرى أن 2016 سنة صعبة وقامت كل شركة بوضع إستراتيجياتها الخاصة لتوافق هذه الأوضاع التي مرت بها هذه الشركات كما نلاحظ غياب المناخ الاقتصادي المحفز لهذه المؤسسات.

ولكن ذلك لا يعني غياب العديد من اللاعبين الكبار عن السوق أو من المعرض الحالي وهؤلاء ما زال لديهم مبيعات كبيرة ولديهم حضور قوي في السوق.

السابق
أجمل قرى أوروبا… هنا عيشي الأمل
التالي
سرّ بسيط لإنقاص الوزن عن طريق وجبة الفطور!