تشكيلات Metiers d’Art هي محطة موسمية مع الأناقة الخالدة التي ترتبط بالإرث العريق الذي تركته لنا غابريال شانيل.
عوّدنا المدير الإبداعي كارل لاغرفيلد أن ينتقل بنا من مدينة إلى أخرى لتقديم هذه التشكيلات، وآخرها كانت تشكيلة Paris- Hamburg 2017- 2018 التي سافر معها إلى مدينة الأم، هامبورغ، وبوحي من أجواء الستينيات فيها، قدّم تشكيلته التي جاءت غنية بالزخارف والتطريز والشك والأكسسوارت المستوحاة من عالم البحّارة.
بعد هامبورغ، سافر لاغرفيلد من جديدة بهذه التشكيلة إلى مدينة أخرى: موسكو! إنها واحدة من أهم عواصم العالم، وفيها طبقة عريضة من ذوّاقة الأناقة المترفة وعشاق الموضة العصرية.
في أجواء شبيهة إلى حد بعيد بالديكور الداخالي لمبنى الـElbphilharmonie حيث أقيم العرض الأساسي، قدّمت دار Chanel من جديد تشكيلة Metiers d’Art في Pavilion 69 ذي الهندسة المعمارية العصرية والمبدعة.
حضر العرض عدد من سفيرات شانيل الدائمات، مثل كارولين دو ميغري، الممثلة مارين فاتش، العارضة الكورية سو جو بارك، فضلاً عن مشاهير روس، مثل الممثلة Ravshana Kurkova والممثلة Irina Starshenbaum وراقصة الباليه Anastasia Shevtsova.
تفاصيل المجموعةوللسفن دور محوري في حياة الناس في مدينة هامبورغ. فالنهر هو وسيلة اتصالها الأهم مع العالم الخارجي. وبوحي من الحياة المليئة بالزخم على ضفاف نهر الألب، قدّم كارل لاغرفيلد واحدة من أجمل تشكيلات .Chanel فهامبورغ هي مدينته الأم، وكان العرض بمثابة العودة من جديد إلى الوطن.
كل ما يحيط بالميناء تُرجم بوضوح في التشكيلة: إن كان على هيئة قطع محبوكة بتدرجات لونية من الصدأ، الأحمر، والأزرق الزاهي والتي جاءت بأنماط شبكية مستوحاة من المستودعات المصنوعة من الطوب وحاويات الشحن. واجهة الـ Elbphilharmonie اللامعة، أشهر بناء في المدينة، تُرجمت أيضاً إلى تفاصيل معدنية مثل الترتر على سترات التويد باللون الرمادي تارة، أو الأكسسوارات الذهبية على شكل سلاسل معدنية ومراسٍ متدلية، والكثير من ربطات العنق السوداء، المعاطف الطويلة المستقيمة التي تذكر بالمعاطف العسكرية، والجامبسوت السميك بنقشة الزيك زاك، والسترات الجلدية المستقيمة مع تقليمات أفقية باللون الكحلي..
لماذا روسيا؟يعود تاريخ العلاقات بين CHANEL وروسيا إلى عام 1920 وقد بقي هذا البلد بتاريخه المجيد وهندسته المعمارية الاستثنائية، جزءاً أساسياً من حياة مؤسستها. كانت غابرييل شانيل مفتونة بروسيا وعندما استضافت باريس الطبقة الأرستقراطية الروسية بعد الثورة في عام 1917 ، ترك الستايل السلافاني أثره الكبير في حياة المصممة وذوقها. ويعود ذلك إلى تعرفها عن كثب إلى الطبقة الأرستقراطية الروسية، فالدوق الأكبر ديمتري بافلوفيتش، ابن عم القيصر نيكولاس الثاني، عرّفها إلى روعة الرموز الإمبراطورية، فيما عملت أخته، الدوقة الكبرى ماريا بافلوفنا، رئيسة ورشة التطريز في محترف مادموزيل شانيل. في وقت لاحق، جنباً إلى جنب مع أرنست بوو – العطار الخاص بالقيصر – ابتكرت كوكو عطرها الأسطوري N°5 ومن بعده عطرها المفضّل Cuir de Russie. غابريال كانت أيضاً صديقة لكل من سيرج دياغليف، سيرج ليفار والملحن إيغور سترافينسكي. واليوم، ما زالت روسيا تحتضن إبداعات دار شانيل، حيث يتجلى التطريز الباذخ والسمات البيزنطية لجواهر الإمبراطورية الروسية في ظهور الأفكار المتكررة في عالم CHANEL.