نجح برشلونة في صنع التاريخ مجدداً بتعويض تأخره ذهاباً أمام باريس سان جيرمان بنتيجة (4-0) إلى تأهل إياباً بعد الفوز (6-1) في أكبر عودة عبر تاريخ دوري أبطال أوروبا ، وعلى الرغم من المجهود المضاعف الذي بذله برشلونة من أجل قطع بطاقة اعتيادية إلى ربع النهائي لكن يمكن اعتباره الأكثر استخلاصاً للدروس من دور الـ 16 ما يجعله الأقرب لمعانقة اللقب للمرة السادسة في تاريخه في نهائي كارديف .
وابتداءً من ربع النهائي من المنتظر أن نرى برشلونة أكثر جدية وتركيز من مباراة الذهاب بعد فهم الدرس جيداً أمام سان جيرمان ، إضافة إلى ضرورة محاكاة النجاعة الهجومية الكبيرة التي ظهر بها الفريق في مباراة والريمونتادا حيث استطاع الفريق تسجيل 6 أهداف من أصل 10 تسديدات مؤطرة على المرمى و 20 في المجمل .
وهناك أيضاً درس تكتيكي يمكن الاستفادة منه من مباراة العودة والتاريخية حيث كان لخطة لويس إنريكي المفضلة 3-4-3 مفعول السحر مع استعادة ماسكيرانو وانييستا ، حيث وعلى الأغلب ربما سيعتمدها إنريكي فيما تبقى من الموسم وخصوصاً في دوري أبطال أوروبا كونها الخطة التي تمنح الفريق سيطرة أكبر وحدة هجومية أعلى مع منح ميسي حرية مطلقة خلف ثلاثي الهجوم واعتماد رافينيا كجناح أيمن والتي تتحول كثيراً إلى 3-1-4-2 لضمان تغطية دفاعية من نيمار ورافينيا على الأجنحة .
وفي نقطة موازية ربما إعلان لويس إنريكي رحيله مبكراً عن الفريق مع نهاية الموسم سيعطي دفعة إضافية للفريق من أجل توديع مدربهم والبصم على نهاية مرحلة أخرى بأفضل طريقة ممكنة بالفوز بالألقاب الثلاثة ، إضافة أن المدرب نفسه تحرر من كل ضغوط الصحافة والجماهير الآن ليأخذ حرية أكبر في اختيار خططه التكتيكية أو في تدبير الفريق بشكل عام خلال الشهرين ونصف المتبقيين .
وسواء كانت مباراة الذهاب أو الإياب داخل ميدانه يجب أن يستغل برشلونة أفضلية حصنه “كامب نو” وسط أكثر من 90 ألف من أنصاره جعلوا 90 دقيقة جحيماً على باريس سان جيرمان ، ولن يرضى زملاء ميسي بأقل من تلك الأجواء فيما تبقى من الموسم وخصوصاً في دوري الأبطال حيث سيكون الفريق على موعد مع قمة أخرى ربما تجمعه مع بايرن ميونيخ أو ريال مدريد مجدداً .
من المؤكد أن طريقة التأهل التاريخية ستمنح برشلونة دفعة معنوية كبيرة خلال ما تبقى من الموسم وخصوصاً في دوري الأبطال ، حيث أن الفريق سيكتسب ثقة أكبر في النفس إضافة إلى أنه سيستخلص دروساً أكبر من هذا التأهل الصعب كما ذكرنا بعد أن كان قد وضع قدمه الأولى خارج المسابقة ما يجب استثماره في باقي المشوار من أجل تحقيق اللقب الأوروبي السادس في نهائي كارديف .
لكن وفي المقابل لا يجب إعطاء التأهل في حد ذاته قيمة أكبر مما يستحق وهو الأمر الذي يعلمه لويس إنريكي ونجومه جيداً ، حيث أن برشلونة لم يبلغ سوى ربع نهائي دوري الأبطال وهو مكان الفريق الطبيعي خلال آخر 10 مواسم لذلك يجب أن تعود الأقدام على الأرض سريعاً وأن يبدأ التفكير والتحضير لبقية المواجهات واحدة تلو الأخرى بعد تجدد حلم الثلاثية مع العودة إلى صدارة الدوري الإسباني وانتظار نهائي كأس ملك إسبانيا أمام ديبورتيفو ألافيس .