كيف أجبرت المغرب العملاق الإسباني على التعادل؟

 

المغرب كانت أكثر تصميما وتركيزا من أسبانيا.
انتهت مباراة منتخب إسبانيا مع منتخب المغرب، بالتعادل الإيجابي بينهما بنتيجة (2-2)، في المباراة التي جرت بينهما ضمن مباريات الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية، من بطولة كأس العالم.
جاءت المباراة قوية ومفاجئة في تقلباتها، وعلى صعيد الرسم التكتيكي للفريقين فقد اتبع المنتخب الأسباني لعب وهي (4-3-3)، بينما كانت طريقة لعب المنتخب المغربي هي (4-2-3-1)، تتحول عند الدفاع الى (4-1-4-1).

 

المغرب نجحت في مغادرة المونديال وهي مكتسبة احترام كل العالم، عبر مردود جيد في مباراتين سابقتين، ولكن اليوم كادت تحقق المفاجأة المدوية، حيث نجحت في هدفها وهو التعادل وعدم تقبل خسارة جديدة، وكادت تحقق ما هوأبعد منه.
وحقيقة من كان يشاهد المباراة دونما أن يعرف ترتيب الفريقان بالمجموعة، لتخيل أن المغرب تنافس على إحدى بطاقتيّ التأهل، من فرط الحماس والشجاعة والاستبسال من لاعبيها، وهي ما كانت أسلحة أسود الأطلس أمام الماتادور الأسباني القويّ.

المغرب كان سلاحة الشجاعة هو الأمضى في مواجهة منتخب مدجج بأفضل مواهب العالم، وان كانت شجاعة مالت بعض الشيء للخشونة، الا أنها شجاعة الذود عن كبرياء اسم بلاده ومنتخبها، بعد حظ عثر صادفهم في مباراتين متتاليتين، كان فيهما الأفضل.
وللتأكيد على ذلك فإن الشجاعة قد ذابت بداخلها نجومية لاعبيه المهاريين، الذين لعبوا أدوارا دفاعية بحتة، مثل بلهندة، بوصوفة، زياش، لا تتماشى مع قدراتهم وما تعودوا عليهم، لكن حماستهم وحبهم لمنتخب بلادهم جعلهم يتنازلون عن أثمن ما يمتلكون.
فنيًا..المغرب لعب على دفاع المنطقة، بستائر حديدية متتالية ومتشابكة، وتركوا خالد بو طيب بمفرده في الهجوم، ونجح في تحقيق المطلوب منه عبر الهدف الأول، كما أن القوة في الالتحامات من الأسود، أرهبت نجوم أسبانيا، فمالوا الى عدم استخدام سلاحهم البراق، وهو المهارة وخاصة المراوغة.. ما عدا ايسكو، وانييستا بالشوط الأول.
إسبانيا.. نجحت في تكوين جبهة يسرى مهارية مكوكية مكونة من ألبا وانييستا وايسكو، كانت لها الأفضلية بالشوط الأول تحديدا، لكن لقلة المردود البدني للمخضرم انييستا، قلت حيويتها واسهامها الهجومي بالشوط الثان.
عاب على أسبانيا، عدم فاعليتهم، واستثمارهم الاستحواذ الكبير، وعدم تمكنهم من استخدام سلاح التسديد من خارج منطقة المرمى، كحل لفك شفرة المنتخب المغربي.
واخطأ هييرو بعدم الدفع بـ رودريجو بجوار كوستا، ويلعب بطريقة (4-4-2)، حتى يخلق فاعلية هجومية أكثر داخل منطقة المرمى المغربية.
التعادل فنيًا ليس عادلًا، قياسًا على التفوق الأسباني الميداني، لكنه عادل لتعويض المغاربة عن الحظ الجائر الذي وقف أمامهم مرتين من قبل.

 

الشوط الأول: تفوق إسباني وشجاعة مغربية.. الشوط كان في مجمله جاء لمصلحة المنتخب الإسباني، من حيث الانتشار والاستحواذ، الذي تخطى 70%، تمكنت المغرب من خطف هدف التقدم، لكن لم يستطع الحفاظ عليه لمدة طويلة، فجاء الرد سريعًا من الماتادور الإسباني، ولولا تألق الحارس المغربي، لخرج الشوط بغلة تهديفية أسبانية.
الشوط الثاني: المغاربة يتقدمون والأسبان يلهثون .. جرت أحداث معظم هذا الشوط في نصف ملعب المنتخب المغربي، بهجوم من أسبانيا وفي المقابل تكتل مغربي منظم، جعل اللا روخا لا يستطيع سوى تناقل التمريرات العرضية، مع خطورة فرص ليست محققة، حتى كاد نيسياري يحقق المفاجأة بهدفه الصادم للأسبان، لولا تعادل في الرمق الأخير.

 

أفضل ما في المباراة : مشاهدة شجاعة الأسود في الذود عن مرماهم وكبرياء منتخبهم.
اسوأ ما في المباراة : عدم رسم الفرحة على وجوه آلاف الجماهير المغاربة الذين آزروا بحماس.

 

أفضل لاعب : مناصفة بين.. ايسكو، انييستا، امرابط، سايس.
اسوأ لاعب : مناصفة بين.. بلهندة، سيلفا، راموس.

السابق
فوز الأخضر على مصر يودي بحياة مدرب على الهواء
التالي
هل استحق رونالدو الطرد أمام إيران؟