وكالات – بزنس كلاس:
كشف إعلامي إسرائيلي بارز عن تورط الإمارات في المشاركة في قصف قطاع غزة قبل نحو ثلاثة أسابيع. ويأتي الاعلان عن هذا التطور، بعد أيام قليلة من كشف مجلة نيويوركر الأمريكية عن تدخل عسكري إماراتي بغطاء جوي صهيوني في سيناء بزعم المشاركة في محاربة تنظيم الدولة، وأن الامارات “بحسب المجلة” نشرت جنودها لتدريب ومساعدة القوات المصرية التي تقاتل المسلحين في سيناء بمساعدة من الطائرات الحربية الإسرائيلية، وبالتنسيق مع وكالات الاستخبارات الاسرائيلية التي تزودها بالمعلومات، كما تقوم القوات الإماراتية في بعض الأحيان بمهام لمكافحة الإرهاب في سيناء.
كوهين يتحدى خلفان
فاجأ الإعلامي الإسرائيلي والباحث الأكاديمي في “معهد بيجين — سادات” إيدي كوهين المتابعين بالكشف عن مشاركة طيار إماراتي من سلاح الجو الإسرائيلي في قصف قطاع غزة قبل نحو ثلاثة أسابيع، خلال عملية تدريبية على طائرة “إف 35″، متحديا نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان بانكار ذلك.
وتحدى كوهين، في تدوينة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” نائب رئيس شرطة دبي أن ينكر هذا الأمر قائلا: هل ينكر ضاحي خلفان تميم وجود طيار إماراتي شارك ضمن سلاح الجو الاسرائيلي في القصف على الإرهابيين في غزة قبل ثلاثة أسابيع وهو يتدرب على طائرات f35 الإسرائيلية عندنا؟!.. أتحداه أن ينكر ذلك.
تغريدة خلفان:
وكان كوهين قد دخل في سجال حاد مع نائب قائد شرطة دبي الأسبوع الماضي، حيث فضح ذلك التراشق تفاصيل جديدة بشأن اغتيال القيادي في حركة “حماس” محمود المبحوح في دبي عام 2010.
وجاء هذا السجال على خلفية تغريدات لخلفان هاجم فيها إسرائيل، ما حدا بكوهين إلى تهديد نائب رئيس شرطة دبي بفتح ملفه، كاشفاً عن زيارة سرية قام بها لـ “إسرائيل” مؤخراً، الأمر الذي جعل خلفان يحاول من خلال تغريداته إظهار نفسه معادياً لـ “إسرائيل” ووجودها، على الرغم من دعواته السابقة لضرورة التعامل معها، والتعامل مع اليهود كأبناء عم.
وقال خلفان: “على العرب أن يدركوا هذه الحقيقة، لأن إسرائيل لا هم لها إلا إحداث الدمار للوطن العربي، فهو السبيل الوحيد لكي تبقى مهيمنة”. ليرد عليه “كوهين” متوعداً بفضحه قائلاً: “إسرائيل تاج راسك يا ضاحي خرفان، إذا بتواصل التطاول على اليهود وعلى إسرائيل قسما سأفتح ملفك وملف زيارتك السرية مع وفد أمني في السنوات الأخيرة إلى إسرائيل، لقد أعذر من أنذر.. تغريدة واحدة ضد إسرائيل أو اليهود اعتباراً من الآن وملفك سيفتح”.
ولم يقف كوهين عند هذا، بل كشف تفاصيل واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية تعقيداً، وهي عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي عام 2010، حيث كتب قائلاً: “المبحوح دخل دبي يوم 18 يناير 2010 م بجواز سفر مزور لأنه خايف من السلطات الاماراتية، راح ضاحي خلفان مبلغ محمد دحلان والأخير بلغ CIA، والأمريكان بلغوا الموساد، والذي أعطاهم كارت غرفة المبحوح خلفان وانتظرهم حتى يخرجوا، ليصرح أنهم الموساد”، متسائلاً: “طيب 8 سنوات وين الإنتربول عنهم كما هددت سابقاً؟”.
وفد إماراتي في إسرائيل
وكانت قناة “i24News” الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية قد كشفت الشهر الماضي نقلا عن مصدر خليجي أن وفدا عسكريا من دولة الامارات، زار إسرائيل مؤخرا برفقة مسؤول أمريكي رفيع.
وأضاف المصدر الخليجي أن الوفد العسكري الاماراتي تابع لسلاح الجو الاماراتي، وقد زار إسرائيل من اجل الاطلاع على قدرات أحدث المقاتلات الامريكية الصنع F35 المتواجدة لدى سلاح الجو الإسرائيلي.
وتابع المصدر أن المسؤولين الإسرائيليين قدموا عرضا امام الوفد الاماراتي لقدرات المقاتلة F35 ليتشكل لدى الوفد الضيف انطباع عن قدرات الطائرة.
الكتيبة 1001:
وكان تقرير مجلة نيويوركر الأمريكية قد تحدث عن الكتيبة 1001 التابعة لمحمد دحلان — قيادي حركة فتح المفصول — الموجودة في سيناء للتنسيق مع القوات الإماراتية، والتي كشف عنها المغرد الشهير طامح الذي أكد تورط الإمارات في مجزرة مسجد الروضة بشمال سيناء في مصر، والتي أودت بحياة 309 أشخاص، بينهم 27 طفلاً.
من جانبه، قال حسام فوزي رئيس لجنة فض المنازعات بسيناء في تصريحات سابقة لـ”الشرق”: إن وجود القوات الإماراتية في سيناء يأتي في إطار إتمام صفقة القرن بعكس ما ينشر في الإعلام أو في البيانات الرسمية، وهو ما يتوافق مع استراتيجية الرئيس الأمريكي الكبرى والتي تتمحور بشكل رئيسي في حشد تحالف بين دول الحصار “السعودية والامارات ومصر والبحرين” مع إسرائيل بحجة مواجهة النفوذ الإيراني، مشيرًا إلى أن الخاسر الأكبر من هذه الخطة هو المحور السني، وفي القلب منه الفلسطينيون، حيث سينتهي هذا التحالف بالاعتراف الرسمي والعلني بإسرائيل من جانب الامارات والسعودية، وهذا ما أكدته الصحف الأمريكية نفسها.
وأكد رئيس لجنة فض المنازعات بسيناء، مشاركة القوات الاماراتية في قتال مسلحي سيناء بمساعدة الطيران الإسرائيلي بدون طيار، وبالتنسيق التام بينهما وبين النظام الانقلابي في مصر، موضحًا أن الجيش المصري يحتاج بالفعل إلى تدريب، وكذلك الشرطة التابعة لوزارة الداخلية، إذ ينقصهم الجانب التقني والتدريبي على المواجهة والقتال، نظراً لأن الجيش المصري لم يخض أي حرب منذ عام 1973، لذا فهو يحتاج إلى التدريب وإعادة التأهيل، لكنه في الوقت ذاته لا يحتاج لرصد الأماكن في سيناء، لانه يعلمها جيدًا ويعرف سيناء شبراً شبراً. مضيفًا، ونظرا لان الامارات ليس لديها جيش نظامي محترف، ولم تخض أي حرب نظامية من قبل، حيث إنها تعتمد اعتمادا كليا على المرتزقة الأجانب، فإن من سيقوم بالتدريب هم محترفو المرتزقة الأجانب الذين سينقلون الخبرة لهم.