دعا سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى، إيجاد حل جذري لقضية مسلمي”الروهينجيا” في جمهورية اتحاد ميانمار، عبر التسوية السلمية والشاملة والحوار تحقيقا للوحدة الوطنية .
جاء ذلك في كلمة لسعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، اليوم، خلال مشاركته في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث وضع أقلية الروهينجيا المسلمة في ميانمار بالعاصمة الماليزية كوالالمبور .
وأكد وزير الدولة في الكلمة على إيمان دولة قطر بأن تسوية النزاعات يجب أن تتم بالطرق السلمية، وبالوساطة لتقريب وجهات النظر المتباينة لأطراف الصراع، فآثار الصراعات والنزاعات لا تنحصر في حيز جغرافي معين وإنما تجتاز الحدود، لتصبح من مهددات الأمن والسلم العالميين .
و قال ” نجتمع اليوم والعالم الإسلامي لا يزال يواجه العديد من التحديات التي تؤثر على وحدته واستقراره، وتحد من التواصل الثقافي والتعاون العالمي. ولا ريب أن الاستقرار في العالم الإسلامي هو استقرار للعالم أجمع، وأن حل الصراعات التي تعيشها شعوبه هو إسهام في بناء السلام العالمي وترسيخ للقيم الإنسانية ” .
و أشار وزير الدولة إلى أن قضية الروهينجيا هي قضية إنسانية في المقام الأول،وتحتاج إلى حوار وأنماط جديدة من التعاون والشراكة، فحل الصراعات لا ينفصل عن المشاريع التنموية، وتحقيق العدالة الانتقالية، وسيادة القانون والحكم الرشيد، ومعالجة انتهاكات حقوق الإنسان .
و أضاف “إننا في دولة قطر ندعم المصالحة الوطنية وندعم كذلك جميع الجهود الرامية لزيادة الوعي الإقليمي والدولي بالآثار الناجمة عن هذه القضية. كما أن دولة قطر تضع هذه القضية ضمن أولوياتها، فقد تعهدت بمساعدات مالية لبعض دول الجوار لتغطية تكاليف استضافة اللاجئين الروهينجيا، إلى جانب المساعدات في داخل ميانمار، وعلى وجه الخصوص في ولاية(راخين)”.
وتابع ” إن حرصنا على التسوية السلمية يأتي انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن استمرار هذه القضية والاشتباكات بين مختلف الأطراف، وخطاب الكراهية، والتحريض على العنف يساهم في خلق بيئة للتطرف العنيف من مختلف الأطراف، وفي خلق حالة من الفوضى تستهدف الأبرياء والآمنين، الأمر الذي سينعكس سلباً على أمن واستقرار المنطقة بأسرها ” .
و أكد وزير الدولة أنه ” يقع على عاتق منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك المجتمع الدولي لعب دور أساسي في رفع مستوى التعاون لوضع آلية تحرك على المستوى الإقليمي والدولي لحل قضية الروهينجيا، كما يجب علينا جميعاً التعاون، لوضع حل جذري لهذه القضية حتى يعيش إخواننا الروهينجيا مع بني وطنهم بالكرامة التي يستحقونها وفي بيئة آمنة تنعم بالاستقرار والازدهار والنمو والوحدة الوطنية ” .
و وجه سعادته الشكر والتقدير إلى مملكة ماليزيا على استضافتها الكريمة لهذا الاجتماع المهم، و على حسن الاستقبال و كرم الضيافة,مشيداً بجهود الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في الإعداد الجيد لهذا الاجتماع و جهودها في إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة .