تكافح بلدة “كوريبو” السويسرية خطر الانقراض بعدد سكان 12 شخصا فقط وبمتوسط أعمار 75 عاما، وهو ما يجعلها ليست فقط أصغر تعداد سكان في سويسرا لكن الأكبر عمرا كذلك.
ويعد التراجع الديموجرافي للبلدة جزءا من أزمة أوسع وجدل مشتعل حول كيفية وقف الانخفاض الملحوظ في سكان المناطق الريفية في أوروبا وإيجاد الفرص الاقتصادية البديلة للزراعة لإبقاء الشباب في مثل تلك البلدات.
وتعتقد السلطات السويسرية أنها عثرت على حل لمشكلة كوريبو، حيث وافق المسؤولون في يوليو/حزيران الماضي على السماح لمؤسسة خيرية بتحويل 30 منزلا مهجورا في البلدة إلى فندق.
وتتبع الخطة السويسرية نموذجا تم تطبيقه في بلدة إيطالية قريبة معروفة باسم “الفندق المشتت”.
وشيدت مثل تلك الفنادق التي تعتمد على المنازل المنفصلة للمرة الأولى في منطقة فريولي شمال شرق إيطاليا لإعادة إحياء القرى التي دمرها زلزال 1976، حسب فابيو جياكوماتسي، مهندس معماري ورئيس مؤسسة كوريبو.
وفي البداية، من المخطط أن يحتوي الفندق على 25 سريرا تنتشر في مجموعة من المنازل التي سيتم ترميمها قريبا، على أن تتمركز المساحة العامة للفندق حول منطقة استقبال جديدة تقع داخل المطعم الموسمي للبلدة، والذي سيتم توسيعه وترميمه كذلك.
بعد 2019، من المقرر إضافة مزيد من الأسّرة بجانب إنشاء غرفة ندوات يمكن للرؤوساء التنفيذيون تأجيرها كملاذ للعمل.
وأعلنت مؤسسة كوريبو غير الهادفة للربح أنها جمعت بالفعل 2.2 مليون فرانك سويسري من بين 3.2 مليون تحتاجهم لبدء العمل في المشروع العام المقبل، لافتة إلى أن معظم تلك الأموال جاءت من التبرع العام والقروض البنكية.
ومن المتوقع أن تصبح تكلفة استئجار غرفة بالفندق بين 100 إلى 150 فرانك سويسري في الليلة الواحدة، وهو ما يتوافق مع أسعار الفنادق في المنطقة المحيطة بالبلدة.