الدوحة – قنا:
دشنت المؤسسة العامة القطرية للماء والكهرباء “كهرماء” أمس، تشغيل مجموعة من الألواح الشمسية بمدرسة سميسمة الابتدائية والإعدادية بنين للمساهمة في تغطية أحمال المدرسة من إضاءة وأحمال خفيفة وذلك ضمن مشروع الألواح الشمسية.
وأكد المهندس صالح المري رئيس قسم تقنيات الطاقة المتجددة بالمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء”، أن مشروع الألواح الشمسية أحد بواكير مشاريع كهرماء، وهو عبارة عن مشروع لتركيب ألواح كهروضوئية على أسطح المباني الحكومية، والتي من ضمنها المدارس، حيث بدأنا بمدارس في سميسمة والظعاين والوكرة.
مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من بناء هذه الألواح الكهروضوئية حسب الدراسة تشجيع استخدام استهلاك الطاقات المتجددة في المباني الحكومية وتفاعلها مع الأحمال، لافتا إلى أن البدء بالمدارس يأتي لفتح فرصة للطلبة للاطلاع على نوع جديد من مصادر الطاقة المتجددة، منوها إلى أن المدارس التي سيطبق عليها هذا المشروع يتم ترشيحها من طرف وزارة التعليم.
مراحل تجريبية
وأضاف المري في تصريحات صحفية على هامش تشغيل هذه الألواح، أن مشروع الألواح الشمسية ما زال في طور مراحله التجريبية، قائلا: “نسعى لتطبيقه في المستقبل على مبان حكومية أكثر، حتى في المباني الخاصة، مشيرًا إلى أن الفترة التجريبية فرصة للناس للاطلاع على هذا المشروع، والذي يمكن استخدامه كذلك في العزب وغيرها من الاستخدامات في مجالات مختلفة”.
وأوضح المري أن الألواح التي تم تركيبها على مدرسة سميسمة الابتدائية والإعدادية بنين تغذي من 5 كيلوواط إلى 10 كيلوواط، وهي نسبة بسيطة من استهلاك المدرسة، مشيرًا إلى أن هذه الطاقة يتم استخدامها في الإنارة أساسا.
لافتاً إلى أن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء كهرماء، بصدد تطبيق هذه التقنية على أسطح بعض المراكز الصحية لإنتاج مياه ساخنة أو مياه باردة أو حتى لإنتاج طاقة كهروضوئية، لافتا إلى أنه تم تحديد بعض المراكز الصحية المرشحة لهذا المشروع، إلا أنه لم يتم حتى الآن اختيار مركز بعينه لينطلق منه المشروع، مشيرًا إلى أن الاختيار يخضع لمعايير فنية من أهمها مناسبة الأسطح وخلوها من المعدات، لافتا إلى أنه تم ترشيح ثلاثة مراكز صحية من طرف وزارة الصحة، وسيتم اختيار أحد هذه المراكز لبدء تجربة المشروع.
وبخصوص ما إذا كان هذا المشروع أكثر توفيرا من الطاقة الكهربائية العادية، أوضح المري أن الطاقة الكهربائية المنتجة بالطرق التقليدية هي طاقة مدعومة بشكل كبير من الدولة، فعند مقارنتها باستهلاك في الدول الأخرى يمكن أن تكون أكثر توفيرا، مشيرًا إلى أن دولة قطر تدعم الكهرباء للمواطنين والمقيمين، دعما يصل إلى نسبة 90 %، فمن يدفع فاتورة اليوم لا يدفع إلا 10 % من القيمة الحقيقية للفاتورة بفضل دعم الدولة، مشيرًا إلى أن اختيار كهرماء للبدء بمشروع الألواح الشمسية بالمباني الحكومية هو لملاءمتها من الناحية الفنية، معتبرا أن الطاقة الشمسية هي طاقة مكملة ولن تحل محل الطاقة الكهربائية التقليدية، مشددا على أن الطاقة الأحفورية ستظل هي الأكثر استهلاكا خلال المائة عام القادمة حسب تحليل كافة الخبراء والمختصين في مجال الطاقة..
وبخصوص ما إذا كانت هناك خطوات فعلية للبدء في هذا المشروع وتزويد المباني الحكومية بهذه الألواح الشمسية، أوضح المري أن كهرماء تنسق مع العديد من الجهات الحكومية لتطبيق هذا المشروع، وهناك خطوات عملية مع وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، وحتى وزارة الأوقاف لرفع كفاءة الاستهلاك في المساجد وغيرها، مشيرًا إلى أنه وقع الاختيار أولا على المدارس نظرا لكونها أكثر انتشارا، وسهولة إعادة النموذج مرة أخرى لأن أغلب المدارس تصميمها متشابه جدا، كذلك المراكز الصحية تصميمها متشابه، وبالتالي سيتم تركيب هذه الألواح حسب الظروف الفنية وحسب الحاجة..
دعم المنتج الوطني
وفي رده على سؤال عن ما إذا كان هذا المشروع يركز على المنتج المحلي في مجال الطاقة الشمسية، قال المري إن بعض هذه الألواح محلي وبعضها مستورد، مشددا على أن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء تدعم المنتج المحلي، والأولوية دائما لهذا المنتج في حال توافقه مع الشروط الفنية، لافتا إلى أن كهرماء تدعم توطين الصناعة مجال الكهرباء والماء وهي بصدد إطلاق نسخة من “اشتر المنتج الوطني” بالتعاون مع بنك قطر للتنمية.
وبخصوص خطط كهرماء في مجال إنتاج الطاقة الشمسية ومشروع إنتاج 200 ميجاوات من هذه الطاقة، أوضح المري أن المؤسسة القطرية العامة للكهرباء والماء ملتزمة بخطط الدولة بإنتاج 200 ميجاواط من خلال الطاقة الشمسية، والآن نحن ننتج حوالي 100 ميجاواط من هذه الطاقة، لافتا إلى تسريع الخطوات للوصول لإنتاج كامل 200 ميجاواط في الموعدد المحدد، منوها إلى أن الطاقة الشمسية هي الأكثر حظا بأن تكون طاقة مكملة في قطر، لأن قطر حباها الله بطاقة شمسية، حيث تعتبر قطر من أفضل الدول في الأشعة الشمسية، وبالتالي فإن الطاقة الشمسية تعتبر أكثر الطاقات المتجددة لتكون مكملة للطاقة الأحفورية.
يذكر أن مشروع الألواح الشمسية يأتي ضمن البرنامج الوطني للمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء” “ترشيد” الذي يهدف لترشيد النفقات وتوفير الموارد الحيوية للبلاد والبُعد عن الثقافة الاستهلاكية.
كما أن بنك قطر للتنمية، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» سينظمان بعد غد الأحد النسخة الثالثة من ملتقى “اشتر المنتج الوطني” لصناعة وتوطين الأعمال لقطاعي الكهرباء والماء، والذي يسعى إلى دعم الصناعات الوطنية ومساعدة المصنعين القطريين في توسيع نطاق عملهم المحلي وإيجاد فرص التوريد والشراء المحلية، وينطلق الملتقى في 18 – 17 الجاري، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات في القطاعات التالية:
المنتجات والخدمات المتعلقة بالكهرباء، المنتجات والخدمات المتعلقة بالمياه، والمنتجات والخدمات المتعلقة بإعادة تدوير.
علاوة على ذلك، ستكون في الملتقى ورشة عمل سيتم تقديمها من قبل كهرماء والتي تهدف إلى:
مشاركة احتياجات المشتريات من قبل كهرماء، والتعرف على شروط وإجراءات العمليات الداخلية في المشتريات لكهرماء، وتقديم التوجيه في كيفية التعامل مع كهرماء.