ليس سراً أن المتاجر تستعين بطرقٍ ماكرة لإقناعك بإنفاق المزيد من المال، وعندما يتعلّق الأمر بقطاع السلع الفاخرة، فهناك قدرٌ مهول من المال سيفارق حسابك البنكي في ثوانٍ.
إذ إن قيمة تجارة السلع الفاخرة، التي تشمل كُل شيء بداية من السيارات والطائرات النفاثة حتى الأعمال الفنية، تبلغ مليارات من الدولارات.
وعلى هذا الأساس، اجتمع كبار المديرين التنفيذيين في نيويورك، حيث أقامت مجلة Luxury Daily مؤتمرها السنوي Luxury First Look لعام 2017، وتساءلوا كيف يمكنهم إقناعك بالتخلي عن قدر أكبر من المال الذي جمعته بصعوبة، وشاركوا إجاباتهم المدهشة مع بعضهم البعض، فيما نقلتها صحيفة The Independent البريطانية.
عندما يتعلق الأمر بالتسوق، تُصمَّم المتاجر منتجاتها بعناية، وتهتم بكُل تفاصيلها لضمان زيادة إنفاق الزبائن، لكن سيشهد هذا العام تغيّراً في بؤرة التركيز. إذ ستحوِّل متاجر بيع السلع الفاخرة شكلها من تصميم الديكور الداخلي رفيع الذوق، إلى مراكز يخوض فيها المستهلك تجربة تسوق كاملة بدلاً من ذلك.
يمتزج التسوق حالياً بشكلٍ متسارع في مكانٍ واحد مع مساحاتٍ إضافية تتضمن مطاعم، وصالونات تجميل. وكنتيجةٍ لذلك، يقضي الزبائن وقتاً أطول في المتجر، وبالتالي ينفقون المزيد من المال.
وتعي تلك الشركات رفيعة المستوى تغيُّر قيم متسوقيها، ما يجعل تغيّرها مع زبونها بما يوافق احتياجاته شيئاً ضرورياً. وبينما يتجه عدد أكثر منا إلى العالم الرقمي، حان الوقت أن تفعل تجارة الرفاهية الشيء ذاته.
وفي عام 2017، لم تعد طرق الدعاية التقليدية مُجدية، بدلاً من ذلك، أصبح الأمر مرتبطاً بالدعاية المتخصصة. وبالنسبة للشركات التي تريد الوصول للمستهلكين فاحشي الثراء، والذين جمع 80% منهم ثرواتهم خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، تستهدف تلك الشركات جيل الألفية (بعد مواليد 2000)، وبالتالي، يزداد الاعتماد على الإعلام الرقمي والمحتوى الأصلي الموجّه.
وسواء كُنت تتسوق في متاجر “ليدل” أو متجر “لويس فيتون” للأزياء، تعتبر خدمة المستهلك جوهرية. لكن في سوق الرفاهية، يعلو سقف التوقعات إلى ما هو أهم من ذلك.
بالتالي، يهتم التجار العاملون بالقطاع بإعطاء موظفيهم سلطة أوسع لاتخاذ القرار، والتعامل مع شكاوى الزبائن فوراً.
على سبيل المثال، يقول مهدي افتكاري، المدير العالم لفندق “فور سيزونز” بنيويورك، إنَّ الموظفين يمكنهم الآن تولي مسؤولية الشكاوى بأنفسهم، وإنَّ تلك السياسة شهدت زيادة ملحوظة في معدلات رضا الزبائن.
وبينما تبدو هذه التغيُّرات إيجابية لصالح كُلٍّ من المستهلك والعلامات التجارية، لكن من المهم أن تتذكر أنَّ الأمر كله متعلق بملء جيوب هؤلاء التجار في النهاية، وهم بارعون في ذلك.