كنوز تركيا الدفينة للرحّالة هذا الصيف

الدوحة – بزنس كلاس

مما لا شك فيه أن السفر في تركيا يعد بمثابة استراحة للشباب بعد الترحال في أوروبا هذا الصيف. فتركيا دولة كبيرة تغطي مساحة 783,356 كيلومتر مربع وتقع في الشمال الشرقي من القارة الأوروبية. وهي دولة يمكن أن يستمتع فيها شخصان بيومهما مقابل أقل من 100 دولار. ويشمل ذلك تناول المأكولات الشهية، والإقامة والتنقلات الداخلية والعامة، بالإضافة إلى أي تذاكر قد يحتاجها المسافر لدخول المواقع السياحية والطبيعية.

وبميزانية محدودة، يُنصح الرحّالة باستخدام دليل ورقي بدلًا من اللجوء لدليل سياحي، ووضع مسار للرحلة يتسم بالتأني والمرونة للتعامل مع التغييرات التي تطرأ في اللحظة الأخيرة. كما أن التخطيط لزيارة المواقع الأثرية والتاريخية في ريف تركيا الأخّاذ سيترك انطباعًا يدوم طويلًا.

لا تتردد في زيارة مدينة أسبيندوس، والمعروفة ببلدة بلقيس الحديثة، والمدرج الروماني المذهل فيها، والذي بُني خلال فترة حكم الإمبراطور الشهير ماركوس أوريليوس بين عامي 161 و180 للميلاد. ونظرًا لأنه لم يفقد شيئًا من روعته التي كان عليها عند تشييده، فهو أحد أهم الأمثلة العالمية على المدرجات الرومانية التي حفظت عبر الزمن. ويقع هذا الموقع على الشاطئ التركي الجنوبي المطل على البحر المتوسط، وعلى بعد سبعة وأربعين كيلومتر من مدينة أنتاليا.

أما بعد ذلك، فعليك زيارة كابادوكيا، وهي منطقة تقع في وسط الأناضول، ومعروفة بطبيعتها التي تشبه سطح القمر، والمدن المشيدة تحت سطح الأرض، والكهوف والمنازل المنحوتة في الصخور. وتمتاز بالوديان والأخاديد والتلال التي شكلتها عوامل الحتّ والتعرية من أمطارٍ ورياح على مدى ملايين السنين.

ويمكن للرحّالة الإقامة في كهوف حقيقية عند استكشاف هذه الوجهة المذهلة، والتي لا يضاهيها مكان على سطح الأرض. وعادة ما يصل الزوار إليها عند شروق الشمس (بواسطة حافلات ليلية) ويقابلهم فيها المظاهر الفريدة لهذه المنطقة السحرية. ويمكن التنقل في المنطقة مشيًا وباستخدام خارطة فقط.

كما تُعد مدينة إسطنبول إحدى أفضل الأماكن لقضاء الوقت والاستمتاع بالقيام بالكثير من الأنشطة ورؤية الكثير ضمن ميزانية محدودة. وهي عادة ما تُعد أكثر المدن التركية متعة، وتمتاز بغناها بالمواقع الأثرية والتجارب المذهلة للرحّالة.

إذ تشتهر المدينة بالطعام الذي يُباع في الشوارع، وسحرها الأصيل القديم الذي يختلط بالأبنية الحديثة. فيمكن للرحالة تناول الطعام الشهي الذي يُقدم عادة بكميات كبيرة مقابل مبالغ لا تتجاوز 4 دولارات للشخص الواحد. كما يُمكنهم تناول الكباب الشهي والدونر كباب من مئات الأكشاك المنتشرة في المدينة.

ومن الأطعمة المعرفة أيضًا شطائر السمك، والمعروفة باسم “باليك إكميك” بالتركية وتعني حرفيًا “الخبز بالسمك”، وهي مكونة من سمك الماكريل المشوي والبصل والطماطم والخس. وعادة ما يمكنك تناول أفضل سندويشات “الباليك إكميك” من مطاعم شواء متنقلة على ضفاف مضيق البسفور وإلى جانب جسر جالاتا.

أما في ميدان تقسيم، فيمكنك تناول شطيرة “ديلي كاشارلي توست” الشهية. وهي أساساً شطيرة من الجبنة المشوية التي يُضاف إليها شرائح من لحم لسان البقر، وعادة ما يتم تناولها بشكل كبير في منطقة بايوغلو.

ويمكنك تناول مشروب “بوظة” التقليدي والمُشبع في أي مكان في إسطنبول، وهو مشروب محضر من الذرة البيضاء المطحونة والمغلية والمصفّاة، والتي تُخمّر بعد ذلك ليتم تزيينها في نهاية الأمر بالقرفة والحمّص المحمّص. وقد كان هذا المشروب شائعًا في العهد العثماني، ويبيعه الباعة المتجولون والمحلات أو المقاهي الصغيرة.

وسيساعدك الذهاب إلى أحد الحمّامات التركية العامة على الاسترخاء بعد قضاء يوم طويل في التجول في شوارع إسطنبول الشبيهة بالمتاهة. ولنيل قسط من الراحة والاسترخاء، يمكنك أن تقصد أحد الحمامات الكثيرة التي تملأ المدينة، والاستمتاع بجلسة فرك وتنظيف الجلد، والاستحمام بالماء الحار، والتحدث مع السكان المحليين الذين يستمتعون بجلستهم اليومية في الحمام. وتعود هذه الحمامات إلى أكثر من 1,500 عام، وقد أصبحت مراكز تجمع ثقافية حيث يلتقي الناس ويتفاعلون.

ومما لا شك فيه أن الإقامة في الفنادق الصغيرة أو دور الضيافة في إسطنبول يعد أفضل خيار للرحّالة للإقامة في إسطنبول. إذ تتراوح أسعار الغرف بين 40 و50 دولار لليلة، مما يجعل العديد من الرحّالة يفضلون مشاركة الغرفة مع غيرهم للتقيد بميزانيتهم اليومية.

السابق
كاظم الساهر يوجه ضربة قاضية لمحمد عساف
التالي
ألبوم W يشعل الساحة الفنية قبل صدوره