كم دفعت أبوظبي لهذا القيادي الجمهوري بالولايات المتحدة حتى يهاجم الدوحة

وكالات – بزنس كلاس:

تابعت الإمارات العربية المتحدة، عرابة الحصار، العمل بكل ما بوسعها لتشويه سمعة قطر باستخدام كل السبل التي لا يمكن وصفها سوى بالوسخة. فقد ذكرت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، أمس أن رجل الأعمال إليوت برويدي، الذي شغل منصب نائب الرئيس المالي للجنة الوطنية في الحزب الجمهوري، تلقى ملايين الدولارات من جورج نادر، مستشار نظام أبوظبي، وأوضحت الوكالة أن نادر قدّم إلى برويدي  2.5 مليون دولار أمريكي؛ لإقناع واشنطن باتخاذ موقف ضد قطر، وأضافت إنه بعد شهر من تلقي برويدي الأموال ساهم في تنظيم مؤتمر في واشنطن ضد الدوحة التي تتعرض لحصار من السعودية والإمارات والبحرين منذ 5 يونيو الماضي.

وفي نفس السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز: إن رجل الأعمال إليوت برويدي متورط بالترويج لسياسات الإمارات والسعودية في منطقة الخليج من جانب، ومهاجمة قطر ومحاولة الإساءة لها من جانب آخر. وأضافت الصحيفة أن جورج نادر مستشار نظام أبوظبي ساعد برويدي بالمقابل في تطوير أعمال شركته سيركينوس التي تنشط في مجال الدفاع ومقرها ولاية فيرجينيا.

وأوضحت الصحيفة أن أعمال برويدي المقرب من الإدارة الأمريكية ازدهرت بعد فوز الرئيس ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي، فكان أن حصلت على مشاريع مجزية في مناطق عديدة من العالم، بما في ذلك عقود تجاوزت قيمتها الإجمالية مائتي مليون دولار لإنجاز أعمال ذات طابع دفاعي لدولة الإمارات.

أموال الإمارات المشبوهة
وتشير الصحيفة أيضا إلى أن شركة سيركينوس سعت إلى بناء مركز استخباراتي بتونس، لكن الأخيرة رفضت العرض، وطلبت في المقابل أن تستثمر الشركة في القطاع السياحي.

غير أن برويدي المعروف بتحمسه لإسرائيل، يواجه الآن عواقب محتملة؛ فجورج نادر – شريكه في أعماله التجارية- بدأ يتعاون مع روبرت مولر المحقق الخاص في التدخل الروسي المزعوم بانتخابات الرئاسة الأمريكية. وبدا برويدي أكثر اهتماماً بالسياسة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر2001 التي شكلت نهجه المتشدد إزاء السياسة الخارجية وهاجسه بشأن الدفاع عن إسرائيل.

ونقلت نيويورك تايمز – عن أشخاص قالت إنهم على إلمام بالتحقيقات- أن المحققين العاملين مع مولر وجهوا لنادر أسئلة عن اتصالاته بكبار مسؤولي إدارة ترامب، وعن دوره المحتمل في تحويل أموال من الإمارات لدعم جهود ترامب السياسية.

وكشفت الصحيفة عن أن جورج نادر ساعد شركة سيركينوس على الوصول إلى نظام أبوظبي، بينما استعان ببرويدي أيضا كقناة اتصال في صياغة سياسة إدارة ترامب تجاه منطقة الخليج لصالح الإمارات والسعودية، ونوهت بأن جورج نادر أُدين بتهم تتعلق باستغلال الأطفال في إنتاج مواد منافية للآداب والاعتداء على القاصرين.

وقالت نيويورك تايمز إنها حصلت على مئات الصفحات من بريد برويدي الإلكتروني، وكذلك العقود التي قدمتها إليها مجموعة مجهولة. لكن الصحيفة ذكرت أيضا أن ممثلين لرجل الأعمال إليوت برويدي أبلغوها بأن لديهم أدلة تثبت أن قراصنة سرقوا تلك المستندات انتقاماً منه لدوره الخبيث في الكثير من الأحداث والملفات.

 

 

وثيقة تفضح ممارسات جورج نادر

 

محاولات التأثير
وحسب نيويورك تايمز كشفت مئات الصفحات من الرسائل المتبادلة بين الرجلين عن أن جهداً كبيراً قد مورس للتأثير على الرئيس ترامب لصالح الإمارات والسعودية، وكان نادر قد كال المديح لبرويدي قائلا له: “كم تجيد التعامل مع الرئيس”، في إشارة إلى ترامب، وكرر على مسامع صديقه صاحب العلاقات القوية مع المتنفذين وصناع القرار، أنه أخبر الحكام الفعليين في كل من السعودية والإمارات عن “الدور المحوري والضروري والسحري الذي تقوم به لمساعدتهم”.

ومن الأدلة التي تحتويها الوثائق، التي لم يكشف عنها النقاب من قبل، أن نادر قدم نفسه للمسؤولين على أنه وسيط مكلف بالإنابة عن القيادة السعودية. ورفض محامي نادر التعليق على الأنباء، أما بالنسبة للسيد برويدي فقد قال شخصان مقربان منه إنه لم يتلق اتصالاً من فريق التحقيق الذي يديره المحامي الخاص.

ثمن الحملة
وفي الخامس والعشرين من مارس العام الماضي أرسل برويدي رسالة إيميل إلى نادر كانت عبارة عن بيانات مجدولة يستعرض فيها مقترحاً لتنظيم حملة في واشنطن للضغط السياسي والعلاقات العامة ضد قطر، وأخبره في الرسالة بأن الحملة ستكلف ما مقداره 12 مليون دولار، ومع ذلك فقد قدم نادر لبرويدي دفعة قدرها 2.5 مليون دولار مقابل “استشارات وتسويق وغير ذلك من الخدمات الاستشارية التي تم تقديمها”، والتي اعتبرت فيما يبدو مساهمة في دفع تكاليف تنظيم مؤتمرات عقدت في مركزين من مراكز الأبحاث في واشنطن هما معهد هدسون ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
ما مارسه نادر مع برويدي من تعهد وتأهيل، بحسب ما ورد في الوثائق التي حصلت عليها نيويورك تايمز، يعد نموذجا للأسلوب الذي سعت من خلاله دولتان في الخليج لكسب النفوذ داخل البيت الأبيض في عهد ترامب.

السابق
بدء اختبارات الفصل الثاني
التالي
المقاتلات القطرية لم تعترض أي طائرة ركاب إماراتية