كميات مياه أمطار الشتاء تستحق التخزين.. فما هي المقترحات الممكنة؟

الدوحة – بزنس كلاس:

الماء مصدر الحياة على سطح الأرض وهي نعمة يجب ترشيدها واستخدامها الاستخدام الأمثل، وهو ما تفعله كثير من الدول، وبالرغم من أن قطر نجحت في ملف الأمن الغذائي لاسيما بالقطاع الزراعي إلا أن خبراء يرون أن مياه الأمطار نعمة مرسلة من السماء ومهدرة في الأرض، ويقترحون توظيفها لري المشاريع الزراعية تخفيفاً لاستنزاف المخزون الجوفي، وذلك عبر توجيهها إلى خزانات المياه الجوفية الطبيعية بالدولة من خلال شبكة تصريف مياه الأمطار لاسيما وأن الكميات التي تهطل في بعض المواسم وخلال فترة قصيرة تنشأ عنها بحيرات في مناطق الخزانات الجوفية، وهي كذلك مياه عذبة ونظيفة تصلح للزراعة والشرب.

تفريغ المياه في الروض القريبة

قال السيد سفر آل شافي الوكيل المساعد بوزارة البلدية والبيئة لشؤون الخدمات ورئيس لجنة طوارئ الأمطار إن مياه الأمطار التي يتم سحبها من مختلف المواقع بالدولة يتم تفريغها في المواقع البرية القريبة من نقاط تجمع المياه، وغالباً ما يتم تثبيت التربة بها وسقاية الروض القريبة، وأضاف نحن في لجنة طوارئ الأمطار نتهم بالسرعة أكثر من اختيار أماكن تفريغ المياه، لذا يتم اختيار المواقع القريبة لتجفيف برك مياه الأمطار في الشوارع الرئيسية والفرعية بالسرعة المطلوبة حرصاً منا على تسهيل حركة السير وإعادة الشوارع إلى الخدمة بالشكل الطبيعي، حيث تقوم خطة لجنة طوارئ الأمطار على حصر مواقع تجمع المياه في مختلف مناطق الدولة، وتباشر البلديات بسحب كميات المياه حال سقوط الأمطار على الدولة، علماً أن لجنة طوارئ الأمطار تبقى على أهبه الاستعداد طيلة الموسم المطير.
وعن مدى الاستفادة من مياه الأمطار قال آل شافي قد يتم الاستفادة بشكل بسيط منها من قبل هيئة الأشغال العامة «أشغال» في البنيات ومشاريع البنية التحتية وغيرها، وقد يكون هنالك مشروع ربط شبكة تصريف مياه الأمطار أما بخزان لحفظ المياه أو ارجاعها إلى البحر.

كميات المياه تستحق التخزين

أكد السيد عبدالله الحداد كبير المتنبئين الجويين في إدارة الارصاد الجوية أن كمية الأمطار التي هطلت على مناطق الدولة التي تتواجد بها محطات رصد في إحدى المرات التي هطلت فيها الأمطار هذا العام قد تجاوزت الـ 1200 مل أي ما يساوي بحيرة بعمق مترين بحجم استاد خليفة الدولي 5 مرات، وأضاف: ما تم رصده من أمطار في هذا الموسم بلغ نحو 500 مل ومازلنا في بداية الموسم، مؤيداً بذلك فكرة الاستفادة من مياه الأمطار في المشاريع الزراعية من خلال تخزينها اما عبر توجيهها إلى الخزانات الجوفية أو إنشاء خزانات لحفظ المياه.
وقال: بالرغم من أن كميات الأمطار التي تهطل على البلاد متفاوتة من حيث الكمية في كل موسم إلا أنني أرى جدوى تخزينها والاستفادة منها بدلاً من تفريغها في البر، مشيراً إلى أن البلاد شهدت في مواسم مطيرة هطول كميات كبيرة جداً مثل الموسم الماضي حيث بلغ منسوب المياه الثلاثة أمتار في بعض الأماكن مثل الانفاق، موضحاً أن مياه الأمطار عذبة وصالحة للزراعة والشرب وغيرها، وبما أننا في بلد صحراوي فلا بد من التفكير في الاستفادة منها قدر المستطاع .

بالإمكان توجيهها إلى خزانات المياه الجوفية

أكدت الدكتورة لطيفة شاهين النعيمي أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة – قسم الكيمياء وعلوم الأرض في جامعة قطر أنه يمكن توظيف مياه الأمطار والاستفادة منها عبر توجيهها إلى خزانات المياه الجوفية الطبيعية من خلال شبكة تصريف، وأبدت استعدادها للتعاون مع الجهات المعنية لتنفيذ هذا المشروع بالشكل الصحيح، مشيرة إلى عدم جدوى إنشاء خزانات من الخرسانة مرتبطة بشبكة تصريف المياه حيث إنها غير منطقية ومكلفة جداً بينما نستطيع توجيه مياه الأمطار عبر الشبكة إلى الأماكن التي توجد بها تراكيب مختلفة من الصخور الرسوبية والمكونات الجيولوجية على ان تكون خزانات مياه جوفية.
وفي هذا السياق لفتت الدكتورة لطيفة إلى قضية المياه الجوفية المرتفعة المنسوب عن مستوى سطح البحر لاسيما في المنطقة الجنوبية من البلاد والتي أنشئ لها عدد من محطات تصريف المياه الجوفية وتكلف الدوله ملايين الريالات من أجل تصريفها إلى البحر لحل مشاكل هندسية تخص المنشآت والبنية التحتية، موضحة أنه يمكن توجيه هذه المياه واحتوائها عبر قنوات محددة مثل فكرة حفر قنوات نهرية وأن كانت تبدو غير منطقية في دولة صحراوية، ولكني منذ قرابة 20 عاما أعمل على هذا البحث ومتأكدة من نجاحه بإذن الله في حال أتيحت لي فرصة تمكنني من تطبيق البحث عملياً، بحيث يتم احتواء مصادر المياه العذبة، وتوجيهها بما يخدم قطاع الزراعة والبيئة بدلا من تصريفها إلى البحر.
وأضافت د. النعيمي: يشمل ذلك مياه الأمطار وإن كان الموسم المطير قصيرا في بلادنا، ولكن تهطل كميات كبيرة في فترة زمنية محدودة يمكن توظيفها في هذا الأمر أو توجيهها إلى الخزانات الجوفية الطبيعية لتشكل بحيرة،
وأردفت: كذلك لدينا مسألة مياه الصرف الصحي المعالجة إلى درجة النقاوة بما يعرف (بالتنقية الثلاثيه أو الرباعية ) والتي يمكن استغلاها أيضاً، لأنها تعود بعد المعالجة مياه عذبة يمكن استغلالها في زيادة المسطحات الخضراء والري للمزارع والأشجار لإنشاء مدن خضراء ذات مناخ معتدل ولطيف، لافتة إلى أنه ما يتم استخدامه حاليا من المياه المعالجة في زراعة الأعلاف الخضراء لايساوي 2% فقط من مياه الصرف الصحي المعالج حالياً.
وفي ختام حديثها شددت دكتورة لطيفة النعيمي على أن قطر غنية بمصادر المياه العذبة والمياه الجوفية أحدها وليس كلها ويمكن الاستفادة بشكل أفضل، وأن لاقت العلوم الجيولوجية الدعم المطلوب والاهتمام الكافي ربما نجحت في حل العديد من المشاكل التي تتعلق بمصادر المياه، وابتكار آليات لإدارة واستخدام مخزون المياه الجوفية الاستخدام الأمثل.

«البلدية والبيئة» درست هذا المقترح من قبل

يرى علي سعد الكعبي عضو اللجنة الدائمة لشؤون المزارع بوزارة البلدية والبيئة أن فكرة استغلال مياه الأمطار في ري المزارع غير مجدية وذات تكلفة باهظة جداً لكميات أمطار قليلة مقارنة بالدول المطيرة.
وقال إن كميات الأمطار التي تسقط على البلاد سنوياً لا تستحق إنشاء مشاريع لحفظها، وأضاف أن وزارة البلدية والبيئة قد درست هذا الأمر في وقت سابق وقد عمل بعض الباحثين والمختصين على هذا الملف ولكن لم يخرجوا بنتيجة تذكر.
وحول مصادر المياه العذبة يرى الكعبي أن مخزون المياه الجوفية وفير ويحقق أهداف الأمن الغذائي ويمكن الاعتماد عليه كمصدر لري المزارع.

السابق
جامعة قطر: إعلان اسماء المقبولين في البكالوريوس اليوم
التالي
بدء فعاليات مهرجان سوق واقف وسوق الوكرة