كشف مخطط أبوظبي لنسف مجلس التعاون

الدوحة – وكالات:

نشرت وسائل إعلام محلية تقريراً حول الدور السيء الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تصعيد الخلاف مع قطر والعمل على تفكيك وحدة الخليج العربي وضرب منظومة مجلس التعاون الخليجي. فقد قالت صحيفة “الشرق” القطرية بأن إمارة أبوظبي تقود مخططاً شيطانياً لنسف وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولا تألوا جهدا في تجييش آلتها الإعلامية الممولة بسخاء داخل الإمارات وخارجها، للترويج لمخطط إقصاء أو تجميد عضوية قطر في المجلس الذي يمر بأزمة سياسية طاحنة وصفت بالأسوأ منذ تاسيسه عام 1981م.

الأكاديمي والسياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، “المقرب من دوائر الحكم في أبوظبي”، زعم أن عدة عواصم خليجية تفكر حالياً وبجدية تامة في إيجاد صيغة قانونية لتجميد عضوية دولة قطر في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على الرغم من تأكيد الدوحة رسميا أنها لا تنوي الإنسحاب من المجلس.

وقال عبدالله، في مقال نشره بموقع “سي إن إن الأمريكي”، إن المنظومة الخليجية السداسية بلغت حافة هاوية غير مسبوقة، تنذر إما بفقدان أو تجميد عضوية قطر التي هي من الستة الدول الأعضاء المؤسسين للمجلس.. مضيفاً: “في أسوأ السيناريوهات، إذا انتهى حال مجلس التعاون الخليجي المكون من 6 دول حاليا إلى أن يصبح مجلسا مكونًا من 5 أعضاء، أي أن يكون مجلس التعاون الخليجي بدون قطر مؤقتا، سيظل مجلس التعاون قائما كمنظومة سياسية وأمنية فاعلة ومستمرة”.

وأفرد الأكاديمي الإماراتي سطور مقاله للتقليل من تداعيات إخراج قطر من منظمومة التعاون الخليجي، فكتب: “لا شك أن مجلس تعاون خليجي مكون من خمسة أعضاء سوف يكون انتكاسة للوراء بالنسبة لمشروع الاندماج الخليجي الذي اعتبر حتى وقت قريب النموذج الاندماجي الإقليمي الوحيد الناجح في المنطقة العربية. ومع ذلك، إن كانت النتيجة النهائية لتجميد عضوية قطر هي مجلس تعاون خليجي خماسي، فإن هذا لا يعني نهاية العالم، والمؤكد أنه لا يعني نهاية منظومة خليجية عمرها 37 سنة”.

وناقض عبدالله نفسه، حين قال إنه من المحتمل أن يثير مجلس تعاون بدون قطر مشاعر سلبية واستياء في كل من عُمان والكويت.. مستبعداً أن يكون ذلك دافعا لانسحاب الكويت وعمان من المجلس. ولكنه عاد وقال إن “حالة الانقسام التي وقعت في الخامس من يونيو/حزيران أثّرت سلبا على صورة المجلس، كما عطلت نشاطاته وجمدت اجتماعاته وزعزعت تماسك دوله، بل امتدت لتلامس النسيج الاجتماعي الخليجي الذي كان دائما بمنأى من الخلاف السياسي الخليجي، والآن أصبحت المنظومة الخليجية – التي كانت نموذجا للاستقرار – متخمة بالتوترات التي لا تلوح في الأفق أي نهاية لها.

وواصل الأكاديمي الإماراتي ذكر الشيء ونقيضه، فبعد أن روّج لمجلس تعاون خليجي من خمس دول، عاد ليقول: “التوتر الراهن في المشهد السياسي الخليجي، والذي يمكن أن يستمر حتى موعد انعقاد القمة الخليجية السنوية في ديسمبر/كانون الأول 2017، سوف يتم علاجه واحتواؤه، وسيثبت مجلس التعاون أنه جاء ليبقى ويتحول من مرحلة التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد الخليجي”.

وتمثل حالة التخبط في مقال عبدالخالق عبدالله.. نموذجاً واضحاً لكم التناقض والارتجاف الذي يسيطر على إعلام دول الحصار وخاصة أبواق إمارة أبوظبي، التي تروج بكل قوة لإقصاء قطر من مجلس التعاون الخليجي، رغم أن قطر أعلنتها صريحة على لسان وزير الخارجية “انسحاب قطر من مجلس التعاون غير وارد”..

وتسعى دول الحصار وخاصة الإمارات منذ بداية الحصار الجائر المفروض على قطر إلى تقويض أي مبادرات لحل الازمة عن طريق الحوار القائم على احترام السيادة، وتشويه سمعة قطر في مؤتمرات وندوات مشبوهة مدعومة من اللوبي الصهيوني في أوروبا والولايات المتحدة بهدف إخضاع قطر للوصاية وتجريدها من استقلالية قرارها.

السابق
التعليم: “أوفاز” خالفت القانون بشكل صريح
التالي
“فيفا” تعاقب الرياض بسبب حقوق البث