كريستيانو الى يوفنتوس.. مسلسل مدريدي طويل

كريستيانو سيقدم قيمة معنوية لريال مدريد وفرصة لانقاذ النادي من عار عدم احترام أساطيرهم لكن في المقابل فإن هذه العلاقة استُنفذت كروياً ولا يمكن ان تُقدم فنياً اكثر من ذلك.
“رحلتي مع ريال مدريد كانت رائعة”، بهذه الكلمات قرر كريستيانو رونالدو أن يُهنئ جماهير النادي الملكي بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي. ومن الطبيعي في مكان ما ان نعترف بأن هذا التصريح كان له وقع أكبر من حقيقة الانجاز التاريخي الذي حققه المرينيغي حينها. لماذا في هذا التوقيت وهل حقاً أراد كريستيانو الرحيل؟

يُحكى ان صاحب لقب “الأفضل في العالم” للموسم المنصرم وأحد أبرز المرشحين له هذا الموسم يريد تحسين عقده مع ريال مدريد ويُطالب بان يعود الى قمّة هرم رواتب اللاعبين حول العالم بعد ان ان سحب هذا البساط من تحت أقدمامه من قبل منافسيه المباشرين ليونيل ميسي ونيمار. الا ان الجواب اتى من رئيس ريال دري فلونتينو بيريز بالامتناع نظراً الى عمر كريستيانو المرتفع (33) وما يعتبره برأيه “طلب غير عقلاني”.
لم تتوقف أزمة كريستيانو – مدريد عند هذا الحد بل تتناقل وسائل الاعلام الاسبانية والمدريدية خاصة ردود فعل غاضبة من قبل رونالدو على اثر عدم وقوف نناديه الى جانبه في قضية التهرب الضريبي الى رُفعت بحقه والتي تضطر ان يتعامل معها وحيداً على عكس مع حصل مع غريمه ليونيل ميسي الذي دأب ناديه على الوقوف في صفه وأصدر البيانات تلو الأخرى كيلا يشعر نجمهم التاريخي بما يشعر به كريستيانو اليوم.

 

أزمة كريستيانو أبعد من نجم يريد دوماً ان يكون محط انظار العالم الكروي حتى في عزّ اشتعال منافسات كأس العالم، اليوم ومع تسريب أخبار محاولة انتقاله الى يوفنتوس بعرض قد يُكلف السيدة العجوز أكثر من 300 مليون يورو بين سعر انتقال وراتب على عقد ممتد الى 4 سنوات وهو الأمر الغريب على نادي مثل يوفنتوس)، تتأرجح الأسئلة: “هل هو المسلسل المدريدي المتكرر في صيف كل عام؟”، ففي حين يتمتع كريستيانو بإجازاته في ايبيزا تتأرجح وسائل الاعلام بين أخبار انتقاله بين سان جيرمان تارة وعودة منتظرة الى مانشستر يونايتد تارة أخرى الى ان يُعلن بقائه مع صورة رفقة بيريز أثناء تحسين العقد.
الا ان ما حصل هذا العام من شرخ بين الطرفين أكبر من اي عام مضى. إن كان لجهة الاهتمام المتزايد بالتوقيع مع نيمار بأي سعر ممكن ورفض زيادة راتب البرتغالي أو ان كان لناحية أزمة الضرائب او حتى صافرات الاستهجان المتزايدة من قبل جماهير السانتياغو بيرنابيو بحقه وحق بعض من زملائه جراء الموسم السيء محلياً، هو الذي تتحكم به أولاً عواطف الشغف وحب الظهر على أنه الأفضل خاصة في بيته وبين جماهيره.
لماذا يوفنتوس؟ وهل يفعلها حقاً يوفنتوس؟
– “كانت رد فعل الجمهور من أجمل اللحظات، يوفنتوس هو نادٍ لطالما أحببته منذ الطفولة، أن يُصفق لك الناس هو ذكرى جميلة وستبقى في القلب، شكراً لكم جميعاً”. هذه كانت ردة فعل كريستيانو بعد تصفيق جماهير اليوفي على هدفه الرائع في شباكهم، وهو امر لم يعهده في مدريد، حيث اعند جماهير العالم وأكثرها مطالبة بالكمال.

 

-عدم الذهاب الى “نادي أموال” كباريس سان جيرمان أو الدوري الأميركي بل ليُظهر أنه ما زال في الـ33 قادر على اللعب في دوري تنافسي كالدوري الايطالي ومع نادٍ جُل ما يريده هو التتويج بدوري الأبطال الذي بات يحفظ سراديبه كريستيانو أكثر من منزله.

 

– فكرة الذهاب من الدوري الاسباني الى الدوري الايطالي أثبتت انها ليست “دعسة ناقصة” أبداً خصوصاً بعد مسيرة هيغوايين في السيري آ.
كريستيانو بانتقاله الى الدوري الايطالي- الدوري الدفاعي بامتياز – سيُثبت أنه حقاً لا ينوي وضع حد لمسيرته باكراً، لن يكون زلاتان رقم 2 ولا يريد وضع حد لطموحاته. لكن تبقى الأمور بيد السيدة العجوز التي تجمعها مصالح مشتركة مع رونالدو.
الطرفان سيقدمان على مغامرة وتغيير مسار، رونالدو سيترك النادي الذي ساهم معه في ارساء حقبة تاريخية لن تتكرر وسيُغادر ملعباً يُعتبر كمنزله. اما يوفنتوس فسيغامر بالدخول في سياسة “الصرف الأوروبي في سوق الانتقالات” وهو الأمر الذي ربما رأى النادي العجوز أنه الحل الأخير ليكون في مصافي الأندية الأوروبية التي تستقطب نجوم الصف الأول أمثال كريستيانو.

 

فُرص بقاءه في ريال مدريد وماذا يُمكن ان يُقدّم اكثر؟
بعد 3 ألقب دوري أبطال و 4 كرات ذهبية حققها وهو في صفوف المرينيغي من الطبيعي أن يُحاول لاعب بعزيمة رونالدو وحبه المتجدد للتحديات الجديدة أن يُغادر لكن لماذا الرحيل عن نادي أعطاه كل شيء؟
البقاء في مدريد يعني استمرار المنافسة اللصيقة بينه وبين غريمه ليونيل ميسي الأمر الذي يجفع الأسطورتين الى بذل كل ما يستطيعان فعله للبقاء في القمة.
كما يُمكن أن يستمر كأيقونة حية في ريال مدريد وقائد بكل معنى الكلمة وهو أمر يحتاجه ريال مدريد الذي لم يستطع المحافظة على اساطيره مؤخراً بدءاً من راؤول غونزاليس وصولاً الى ايكر كاسياس.
كريستيانو سيقدم قيمة معنوية لريال مدريد وفرصة لانقاذ النادي من عار عدم احترام أساطيرهم لكن في المقابل فإن هذه العلاقة استُنفذت  كروياً ولا يمكن ان تُقدم فنياً اكثر من ذلك.

السابق
الكشف عن أسباب انهيار العلاقة بين رونالدو وبيريز
التالي
البورصة تواصل الانتعاش لـ6 جلسات متتالية