اعتبر لاعب وسط ألمانيا وريال مدريد الإسباني توني كروس أن ادعاءات زميله مسعود أوزيل بوجود عنصرية داخل المنتخب الوطني “هراء” و”غير ملائمة”.
وتطرق كروس البالغ 28 عاما في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الالمانية الى قرار أوزيل باعتزال اللعب مع المنتخب بسبب ما اعتبره عنصرية بعد الأزمة الواسعة التي تسببت بها صورة جمعت اللاعب التركي الأصل، بالرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال كروس “مسعود لاعب قديم في المنتخب الوطني ويستحق مخرجا أفضل كلاعب كرة قدم. لعبت مع مسعود لسنوات عديدة وأعرف أنه شخص جيد. لكن الطريقة التي اعتزل بها كانت غير ملائمة”.
ورأى كروس “أن الجزء من بيان (اعتزاله) التي كانت عادلة ومبررة، طغت عليها لسوء الحظ نسبة أكبر من الهراء. أعتقد أنه هو نفسه يعرف أن لا وجود للعنصرية داخل المنتخب الوطني والاتحاد الألماني لكرة القدم. على العكس ، نحن ملتزمون دائما بالتنوع والإندماج. مسعود كان مثالا جيدا لذلك، مثل العديد من زملائنا في الفريق”.
وقرر أوزيل، المولود في ألمانيا لعائلة تركية الأصل، الاعتزال دوليا بعد مونديال روسيا الذي ودعته ألمانيا بطلة 2014 من الدور الأول، بسبب الانتقادات القاسية التي تعرض لها منذ الصورة المثيرة للجدل التي جمعته وزميله في المنتخب الألماني التركي الأصل ايضا ايلكاي غوندوغان مع أردوغان في أيار/مايو، مما أثار أسئلة حول ولائه لألمانيا قبل نهائيات كأس العالم في روسيا، وفي ظل التوتر في العلاقات بين برلين وأنقرة.
وردا على ما تعرض له قبل وخلال نهائيات كأس العالم، أعلن أوزيل في أواخر تموز/يوليو أنه “بقلب مفعم بالاسى، وبعد الكثير من التفكير بسبب الأحداث الأخيرة، لن أعود لألعب على المستوى الدولي ما دمت أشعر بهذه العنصرية وعدم الاحترام تجاهي”.
وبرر ابن الـ29 عاما قراره الذي حظي بتأييد رسمي تركي، أنه “عندما نفوز أصبح ألمانيا، وعندما نخسر أتحول الى مهاجر”، منتقدا بشكل أساسي رئيس الاتحاد الألماني للعبة راينهارد غريندل الذي أعرب لاحقا عن أسفه لعدم الدفاع عن اللاعب، معربا عن “أسفه الشديد” لاعتماد “خطاب عنصري” في مقاربة قضية أوزيل مع أردوغان.
لكن كما الاتحاد الالماني، رفض غريندل الاتهامات العنصرية التي وجهها اليه أوزيل في بيان الاعتزال الطويل، كما انه لم يتقدم بالاعتذار للاعب خط وسط أرسنال الإنكليزي.
وبدوره، رأى كروس أن أوزيل أخطأ بلقائه أردوغان (في لندن) ثم انتظار شهرين للخروج عن صمته بشأن القضية، مضيفا “تم انتقاد مسعود بسبب الصورة – وعن وجه حق. وفوت فرصة لتبرير نفسه. ومع ذلك، حظي بدعم كامل من قبل الطاقم التدريبي والفريق (الوطني)”.
وتابع “لاحقا، ومثل بقيتنا، انتقد بسبب الأداء في كأس العالم. من المؤكد أن نوع النقد لم يكن دائما في مستوى جيد (مبرر)، لكن عليك أن تتعامل مع ذلك كلاعب”.