الدوحة – بزنس كلاس:
وسط حضور جماهيري غفير، افتتحت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) مهرجانها الخاص بعيد الأضحى المبارك، تحت عنوان «نوادر العرب» والذي يستمر طيلة أربعة أيام العيد.
وقد شاهد الجمهور على الواجهة البحرية عروضاً مسرحية شيقة، مزجت بين الاستعراض وفنون مسرح الظل، مع توفر جميع مقومات الحكاية، إضافة الى استمتاعه بعروض الألعاب النارية. كما حرصت «كتارا» على إدخال الفرح إلى قلوب زوارها الأطفال، بتوزيع العيديات، مما أضفى أجواء من البهجة والسرور.
وفي هذا السياق، قال سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا): مهرجان «كتارا» لعيد الأضحى المبارك أصبح عادة راسخة نسعى من خلالها إلى إدخال البهجة والفرحة على قلوب الزوار. كما نعمل على أن تكون الفعاليات والعروض المقدمة على غاية من التميز والخصوصية، بما يمكنها من جذب الجمهور، ولذلك نحرص على اختيار عناوين مميزة تكون بمثابة المحور الذي تدور حوله مختلف الأنشطة التي يتم تقديمها بهذه المناسبة، بما يضمن الفائدة والترفيه، ويعزز علاقة الجيل الناشئ بما توارثته المخيلة الشعبية المحكية أو التراثية، وهو ما يرسّخ في أذهانهم عمق تراثنا في بعيده القطري والعربي الأصيل.
كما أشار إلى أن عروض مسرح الظل التي تمّ تقديمها تستند إلى مجموعة مختارة من القصص، بما يجمع بين التسلية والترفيه، ويضمن الفرح والمسرة، مؤكداً أن مسرح الظل يُعد منصة مثالية يكتسب من خلالها الطفل المعارف والمبادئ والتفكير والتفاعل، بالإضافة إلى العديد من العناصر التي تجعل الطفل مبدعاً ومفكراً وموهوباً.
وكشف سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي أنه سيتم توزيع أكثر من 20 ألف عيدية، على زوار «كتارا» من الأطفال، وذلك طيلة أيام العيد.
وأضاف أن الحي الثقافي (كتارا) وجهة ثقافية وسياحية متميزة، وهو يعمل على إثراء الساحة السياحية والمشهد الثقافي المحلي، والاستفادة بما يتمتع به من موقع جغرافي مميز ومرافق متنوعة، تخوله لاستقبال جمهور غفير.
عروض مميزة
وكان الجمهور قد تابع ثلاثة عروض مسرحية، امتد كل واحد منها على نصف ساعة، حيث بدأ العرض الأول الساعة 6:30 مساء، في حين كان العرض الثاني الساعة 7:45. وقد ترافق مع هذين العرضين توزيع لعيدية «كتارا» على الأطفال، وذلك من الساعة 7 مساء إلى 7:45، ومن 8:15 مساء إلى 9:00. أما العرض الثالث فكان على الساعة 9 مساء لتختتم الفعاليات اليومية لمهرجان العيد بعروض مبهرة وساحرة للألعاب النارية بداية من الساعة 9:30 على شاطئ «كتارا». وقد تمّ تصميم مسرح خاص لهذه العروض، تمثل في شاشة عملاقة، تمّ من خلالها تقديم لوحات استعراضية تعتمد على فنون مسرح الظل، بالإضافة إلى عرض مشاهد من حكايات الطفولة المستوحاة من العديد من القصص والنوادر التي أثرت الخيال العربي.
وقد تميزت العروض بالتمازج بين الصورة والحركة والإيقاع، بما وفّر أجواء حماسية، وفرحة مبهرة قابلها الجمهور بالتصفيق والتشجيع. وتعتمد القصص التي تمّ عرضها، إضافة إلى الإضحاك، على الفائدة، حيث تلخص كل واحدة منها فائدة وعبرة. وتمثل هذه العروض فرصة شيقة ليتمثل الطفل عالم الحكايات أمامه، بما يشمله من هندسة معمارية، ولباس، وطريقة العيش.
وقد تفاعل الجمهور مع ما تم تقديمه من حكايات، والانتقال من واحدة إلى أخرى من خلال صوت الراوي، الذي يعيد للأذهان خصوصية هذه القصص والحكايا وتميزها، حيث يحتوي التراث العربي على العديد من النوادر التي أصبحت تشكل فلكلوراً شعبياً يميز الثقافة العربية، ومنها نذكر نوادر جحا، ونوادر الجاحظ، ونوادر أبي نواس، وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى ما تميزت به اللوحات الاستعراضية من تنوع، لتعكس في كل منها حكاية جديدة، تم تقديمها بأسلوب عصري لا يخلو من إبداع، دون المساس بجوهرها التراثي الشيق. وقد صفق الجمهور طويلاً تشجيعاً للفنانين الذين تمتعوا بخفة ومهارة عالية، ساعدتهم على أداء حركات جذابة أمتعت الحضور.
ألعاب نارية وعيدية للأطفال
وككل عام لم تغفل «كتارا» عن إسعاد زوارها من الأطفال، حيث خصصت عدداً من النقاط لتوزيع عيديتها، وهو ما أدخل البهجة عليهم، بما يحاكي أجواء الحصول على العيدية في العائلة.
أمّا عروض الألعاب النارية الشيّقة، والتي كانت الساعة 9:30 مساءً، فقد استقطبت جمهوراً غفيراً، من بينه عدد كبير يحرص على متابعتها سنوياً، لما توفره من إبهار ومتعة، ولالتقاط الصور التذكارية، لما ترسمه هذه الألعاب من ألوان وأشكال جميلة ومبهرة.
تجدر الإشارة إلى أن «كتارا» توفر لزوارها جميع الخدمات التي تضمن لهم التجول داخل الحي الثقافي، ومتابعة جميع الفعاليات، في أجواء من الراحة والمتعة، ومنها عربات (الجولف كار)، ناهيك عن «المقهاه»، وهي عربات للضيافة توفر القهوة والمياه للزوار بشكل مجاني، بالإضافة إلى توفر سيارة إسعاف في موقع المهرجان، وتواجد عدد كبير من المنظمين الذين يحرصون على تقديم جميع المعلومات، والإجابة عن مختلف تساؤلات الحضور، وإرشادهم إلى الأماكن التي يودون الذهاب إليها.