كتارا.. القلب النابض للساحة الإبداعية القطرية

 بُني حي “كتارا” الثقافي على قطعة أرض تم استصلاحها، ويقع شمال شرقي الدوحة، بين لؤلؤة قطر ومنطقة أبراج الدفينة التي تُعتبر واجهة قطر السياحية والاقتصادية. وأصبح الحيّ القلب النابض للساحة الإبداعية في قطر منذ افتتاحه في العام 2010.

ويُعتبر الحي وجهةً فنية عالمية لتضمنه العديد من المعارض، والمسارح، وقاعات الحفلات، التي تستضيف برامج، وعروض، ومهرجانات على مدار العام.

ويحظى الحي، الذي يقع بين ناطحات سحاب الخليج الغربي وجزيرة اللؤلؤة الاصطناعية، بشعبيةٍ لدى السكان المحليين والأجانب.

ووصفته رئيسة العلاقات العامة للمجمّع، مليكة محمد الشريم، بـ”نقطة تحول” وسط جهود الدولة في تعزيز الوعي الثقافي والتبادل الفنّي، حيث يتضمّن عشرات المعارض التي تشمل العديد من أعمال الفنانين المحليين والعالميين.

ولكن، تكمن سمته المميزة في استضافته للعديد من الفعاليات مثل مهرجان الجاز الأوروبي، ومهرجان المحامل التقليدية التي تحتفي بالتراث البحري القطري، بالإضافة إلى معرض مخصص لتربية الصقور التي تعتبر جزءاً من الهوية الثقافية للبلاد.

وأما خارج الحي، فيمكنك أيضاً الاستمتاع بشاطئ “كتارا”، الذي يمتد على مساحة 1.5 ميل، وأنشطته العائلية مثل: السباحة، وركوب قوارب الكانو والكاياك.

ويعطي حي “كتارا” الشعور للفرد بأنه يسير في وسط أزقّة تعطيه لمحةً عن سوقٍ قديمة، حيث تعكس مبانيها القصيرة الصفراء الباهتة العمارة التقليدية في قطر.

وما يعزز من جاذبية حي “كتارا” هو المدرج الروماني المكشوف الذي تلتقي فيه العمارة الرومانية بملامح عربية إسلامية، ما يشكّل تحفةً فنيّة. وتبلغ مساحة المدرج، الذي افتتح في العام 2011 بحضور الموسيقي اليوناني فانجليس، 3,275 متراً مربّعاً ويتسع لخمسة آلاف شخص.

وعلى بعد بضع خطوات من المدرّج يقع المسجد الذهبي المغطى برقائق ذهبية صغيرة من الطراز العثماني. ومن الجهة الأخرى، يقف مسجد “كتارا” الذي صُمم من قبل المعمارية التركية زينب فاضل أوغلو، وتغطيه قطع الفسيفساء التركوازية والبنفسجية.

وبجانب المسجد توجد هياكل تقليدية هي المفضّلة لدى المصورين، وهي أبراج الحمام. ويمتد طول هذه الهياكل إلى 15 متراً ويصل عرضها إلى 4.25 أمتار. وهي مصنوعة من الصلصال والقرميد، وتتخللها الثقوب والأعمدة الخشبية في نمطٍ متناسق.

وأمّا لعشّاق الطعام، فمن حسن حظّهم أن أفضل الأماكن لتناول الطعام، تتوفر في حي “كتارا” مثل: مطعم “ماميغ” بأطباقه الأرمينية واللبنانية، ومطعم “سكر باشا” الفاخر بأطباقه العثمانية.

ولمحبّي الحلويات، يمكنهم زيارة “Chac’Late” ليتسنّى لهم الاختيار بين الكعك ونوافير الشكولاتة الشهيّة.

بالطبع، لا يمكنك إكمال زيارتك بدون الاستمتاع بشاي الكرك، في مقهى “تشاباتي وكرك”، الذي يعد سلعةً رئيسية في قطر منذ عقود.

السابق
من “مدينة أشباح” إلى منتجع فاخر يشع بالحياة
التالي
جنات زيورخ .. عاصمة الشوكولاتة