قوة الدوحة.. الناعمة!

وكالات – بزنس كلاس:

أشار بحث أكاديمي بريطاني إلى أن قطر استخدمت قوتها الناعمة خلال تعاملها مع الواقع الدولي المحيط بها بشكل جيد، حيث تكمن قوتها في تطوير مواردها لاسيما في الطيران والسياحة ووسائل الاعلام والفن والموسيقى والرياضة، بجانب استخدامها على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..
وذكر البحث الذي أعده كل من الباحثين “مايكل برانجان” و”ريتشارد جليانوتي” في أكاديمية “Oxford University Press” البريطانية أن قطر تعتبر نموذجاً متميزاً في استخدام القوة الناعمة في العلاقات الدولية والإقليمية، واستخدمتها في جميع المجالات، وعرض الباحثان استخدام قطر لقوتها الناعمة خلال الـ 8 سنوات الماضية بدءاً من عام 2010، عندما فازت باستضافة مونديال كأس العالم المقررة في عام 2022..
كما حصدت شبكة “الجزيرة” جائزة القناة الاخبارية لعام 2012 وفي عام 2015 استحوذ جهاز قطر للاستثمار على أفضل الصفقات التجارية والاستثمارية على مستوى العالم وبريطانيا، وفي عام 2017 أصبحت الخطوط الجوية القطرية أفضل الخطوط العالمية في تقديم خدماتها الجوية، مؤكدا البحث على أن ملامح القوة الناعمة التي استخدمتها قطر على الساحة العالمية تعكس نجاحها في السعي للحصول على صورة جديدة رفيعة المستوى كطرف طموح ورائد على الساحة الدولية في جميع المجالات، مما جعل العديد من الأكاديميين والخبراء الدوليين يعتبرون قطر دليلاً قوياً على كيفية سعي الدول إلى ممارسة قوتها الناعمة لتحقيق اهدافها من خلال مميزاتها بدلا من الإكراه وذلك على مستوى الساحة العالمية.
الإعلام أهم الروافد
وأفرد البحث أهم روافد القوة الناعمة لدولة قطر، وأولها في مجال الإعلام، وهو إنشاء شبكة الجزيرة لتكون أول قناة إخبارية عربية في الشرق الأوسط تبث عبر 24 ساعة يوميا، وتتوجه إلى أكثر من 300 مليون اسرة في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، وتعتبر مثالا يشابه هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ومحطة “سي إن إن” الأمريكية، وقدمت شبكة “الجزيرة” تجربة اعلامية غير تقليدية لجماهير عالمية، مما جعلها تتواءم مع القيم الخاصة بها ومصالح الآخرين، موضحاً البحث أن استخدام قطر لقناة الجزيرة اثار الإعجاب بقوتها وشجع بدوره الكثير على محاكاتها والسعي إلى قطر للحصول على التوجيه والمشاركة في القرارات الدولية ومن ثم القيادة.
الطيران والموسيقى
وأشار البحث البريطاني إلى الرافد الثاني جاء في مجال الطيران حيث استخدمت قطر الطيران كي يكون أحد أفرع القوة الناعمة المتميزة التي تستخدمها في علاقاتها مع العالم الخارجي، حيث برزت الخطوط الجوية القطرية كواحدة من أسرع الخطوط نموا في العالم، فهي تتوجه إلى 150 وجهة عبر خمس قارات في العالم، وهي أول شركة طيران شرق أوسطية تنضم إلى التحالف الجوي “One world”، وحصولها على العديد من الجوائز العالمية خلال السنوات الماضية، كما اشار البحث إلى أن قطر استخدمت الموسيقى كي تكون رسالتها إلى العالم الخارجي وقوة ناعمة ثالثة مؤثرة، فأسست اوركسترا قطر الفلهارمونية في عام 2007 وقامت هذه الفرقة الموسيقى بجولات حول العالم مقدمة فنوناً عربية وغربية للجمهور الخارجي، ومن بين الروافد الثقافية التي استخدمتها قطر كقوة ناعمة هي افتتاحها متحف الفن الإسلامي الذي صممه المعماري الصيني الأمريكي “أم بي” في عام 2008، وهو يضم مجموعة من أندر التحف الإسلامية في العالم، كي يكون نوعا من القوة الناعمة التي عن طريقها تؤثر في العالم وتنقل إليه وتنقل عنه الكثير من التجارب، وتضع نفسها في مكانة محددة.
مؤسسات وبطولات
وتطرق البحث البريطاني إلى أن قطر استخدمت قوتها الناعمة عبر الرياضة حيث أصبحت مركزا عالميا لتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى مثل دورة الألعاب العربية التي أقيمت في عام 2011، وبطولة العالم لألعاب القوى وكأس العالم المقررة في عام 2022، كما أنشأت أكاديمية “أسباير” للتفوق الرياضي في الدوحة كي توفر فرصا للتدريب وتطوير المهارات الرياضية والتدريب الطبي الرياضي على أعلى مستوى تقني ومهني في العالم.
استثمارات سياحية
وأسهب البحث في عرض قدرات قوة قطر الناعمة التي تستخدمها بشكل جيد في علاقاتها مع العالم الخارجي، كي تكون ذات نموذج متميز بين الدول، حيث ذكر أن قطر استخدمت السياحة كأحد الروافد، مشيرا البحث أن قطر سعت إلى الاستثمار في مجال السياحة بشكل جيد، وقدمت مميزات تنافسية لجذب المزيد من السياح إليها، من خلال تنويع استراتيجيتها، ومثال على ذلك اقامة مهرجان قطر الصيفي السنوي الذي استمر لمدة شهر كامل مقدما عروضا حية من العروض الموسيقية والترفيهية والرياضية، وقد حقق ما يقرب من 130 مليون جنيه استرليني في عام 2016.
الجانبان الخيري والتعليمي
وعلى الجانب الانساني والخيري كانت قطر حاضرة بقوتها الناعمة في هذا المجال حيث سعت لتكون نشطة بشكل واضح، وفي عام 2005 بعد إعصار “كاترينا” تبرعت قطر ب100 مليون دولار أمريكي للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية في ولاية “نيوأورليانز” الأمريكية، وفي عام 2017 تبرعت قطر ب 30 مليون دولار أمريكي للمساعدة في إعادة بناء المجتمعات في ولاية “تكساس” بعد الإعصار “هارفي”، كما أرسل الهلال الأحمر القطري مسعفين إلى نيبال لإنقاذ أكثر من 300 مريض بعد زلزال “كاتماندو” الذي اودى بحياة أكثر من 7 آلاف شخص، أما على الصعيد التعليمي، فقد أنشأت قطر المدينة التعليمية في عام 1997 وهو حرم جامعي تصل مساحته إلى 14 كيلو متراً مربعاً، ويضم العديد من الجامعات العالمية، مثل ” جورجتاون” و”نورثويسترن” و” تكساس إيه آند إم” وجامعة “لندن”، وأيضاً أنشأت قطر مؤسسة قطر للسعي في زيادة النهوض بالتعليم وزاد اهتمامها بالسيدات باعطائهن الفرص كاملة مثل الرجال، كما سعت قطر إلى منح السيدات حق الانتخاب لتكون أول دولة خليجية تعطي هذا الحق.
السابق
الخارجية الأمريكية: أزمة الخليج أثرت على جهود مكافحة الإرهاب
التالي
وزير الخارجية يلتقي رئيس اليونان