قطر ورشة عمل مفتوحة لا تعيقها الأزمات الاقتصادية العالمية

٢٠٠ مليار دولار في خدمة المشاريع المرافقة للمونديال  

حركة الإنشاءات تستند إلى جدار التنمية.. والمشاريع العقارية في الطليعة

القطاع الفندقي يضع حجر الأساس لاستحقاقات الضيافة

بزنس كلاس – أنس سليمان

حركة الإنشاءات في قطر لا تتوقف بفضل التنمية الكبيرة التي تشهدها الدولة في جميع القطاعات، ومع الاقتراب من تنظيم مونديال 2022 تزداد وتيرة العمل حتي أصبحت قطر الآن أشبه بورشة عمل، ومن المتوقع أن يشهد قطاع الأعمال مزيداً من النمو خلال الفترة المقبلة رغم الازمات الاقتصادية الكبيرة التي يمر بها العالم، وتمثل الانشاءات الفندقية قاطرة نمو العقارات في ظل تنفيذ مشروعات عملاقة في قطاع الضيافة.

هذا وكشف مصدر مطلع لـ”بزنس كلاس” أن حجم المشاريع العقارية المقترحة قبل عام 2022 كبير للغاية حيث سيتم إنشاء قرابة 250 عقاراً لقطاع الضيافة معظمها سيكون فنادق، تستوعب 90 ألف غرفة، وسيبنى أيضاً 55 ألف غرفة في أنواع عقارية مختلفة، وأشار إلى أن الإنفاق على المباني التجارية سيظل على مستوى مرتفع خلال العامين المقبلين.

وقال أن هناك إقبالا كبيرا على الاستثمار في القطاع الفندقي قبل استضافة مونديال 2022 للاستفادة من الطفرة الكبيرة في أعداد الزوار خلال البطولة الرياضية الأبرز عالمياً، بالإضافة إلى أن عوائد الاستثمار الفندقي المضمونة مقارنة بالقطاعات الأخرى.

وأشار إلى أن التوسعات الفندقية تسير بوتيرة أعلي من معدلات الزيادة في أعداد الزوار خاصة من السوق الخليجي والذي يشكل أكثر من 40% من أجمالي الزوار، مؤكداً على ضرورة أن يكون هناك خطط مدروسة للتوسعات الفندقية.

فهناك 105 فنادق جديدة يجري بناؤها حالياً في قطر وهي في مراحل مختلفة من البناء، من فئة 3 و4 و5 نجوم يتوقع أن تضيف إلى قطاع الضيافة القطري ما يصل إلى نحو 21000 غرفة. فحسب المصدر أن عدد الفنادق من هذه الفئات الثلاث في قطر يصل حاليا نحو 115 فندقا، وتوفر نحو 20688 غرفة، وأنه مع انتهاء هذه الفنادق الجديدة والتي بعضها في مراحله النهائية سيصل إجمالي عدد الغرف الفندقية في قطر من فئة 3 و4 و5 نجوم إلى نحو 416888 غرفة، ما يمثل نموا في عدد الغرف بنسبة 101.5 في المئة.

قفزات وارتفاعات

وبحسب الغرف المتوفرة حاليا قال المصدر إن الفنادق من فئة 5 نجوم توفر حاليا نحو 12500 غرفة، فيما يتوقع أن يرتفع أعداد هذه الغرف إلى نحو 22500 غرفة ما يمثل نموا بنحو 80 في المئة بحلول 2030، فيما سيرتفع عدد الغرف التي توفرها الفنادق من فئة 4 نجوم إلى نحو 11500 غرفة صعودا من نحو 8500 غرفة متوفرة في الوقت الحالي بنمو يصل إلى نحو 35.2 في المئة. في حين ستحقق الغرف الفندقية من فئة 3 نجوم ارتفاعا بنحو 30 في المئة إذ من المتوقع أن تصعد من 5000 غرفة متوفرة حالياً إلى نحو 6500 في السنوات القليلة المقبلة.

ويرجع زيادة اقبال المستثمرين على القطاع الفندقي إلى العوائد شبه المضمونة التي يحققها القطاع ، حيث تنخفض مخاطر الاستثمار في مؤسسات الضيافة مقارنة بالقطاعات الأخرى والتي تعاني من ارتفاع المخاطر، ويشكل هذا الإقبال أكبر محفز لحركة الانشاءات والعقارات.

وتحقق الاستثمارات الفندقية عوائد ما بين 5% إلى 15% ويعتبر ذلك معدل ربح مميز، ويحقق القطاع الفندقي في دولة قطر نتائج قوية بدعم من الطفرة التنموية الكبيرة التي تعيشها دولة قطر. ويستضيف قطاع الضيافة القطري أبرز العلامات الفندقية الرائدة في العالم ، وتعبر الخدمات الفندقية المقدمة للنزلاء عن الطفرة التنموية الكبيرة التي تنعم بها قطر.

وتستضيف الدوحة أبرز المؤتمرات والمعارض العالمية في مختلف المجالات، وتشكل الفعاليات الدورية التي باتت الدوحة مقراً رئيسي لها مصدر حيوي لتحفيز نتائج القطاع الفندقي ما يضاعف إقبال المستثمرين على قطاع الضيافة.

عقبة

ويشكل ارتفاع أسعار الأراضي عقبة كبيرة توجه الاستثمار الفندقي، رغم امتلاك دولة قطر مساحات كبيرة على شواطئ الخليج تستطيع من خلال طرحها بأسعار معقولة النهوض بالقطاع بالسياحي. وتشكل ثمن مساحة الأرض المخصصة للمشروع  50% من قيمة الاستثمار الفندقي، ما يشير إلى ضرورة توفير التسهيلات اللازمة لتطوير وتنمية القطاع السياحي بما يحقق التنوع والديناميكية للاقتصاد الوطني.

مهرجانات داعمة

وتلعب الهيئة العامة للسياحة دوراً بارزاً في تحفيز نتائج القطاع الفندقي، حيث تعمل الهيئة على تنظيم واستضافة فعاليات دورية تستقطب أعدادا كبيرة من الزوار، وتشكل المهرجانات الترفيهية التي تنظمها هيئة السياحة وسيلة فاعلة لدعم القطاع الفندقي.

ومن المتوقع أن تصبح قطر وجهة سياحية رائدة بالمنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة بدعم من اهتمام الدولة الواضح بتطوير القطاع السياحي والنهوض به، وتشهد أعداد السياح الوافدين إلى دولة قطر نمواً رغم التراجع الاقتصادي العالمي وتهاوي أسعار النفط.

 

عن المونديال

وجاء في تقرير سابق لمنتدى قطر للضيافة، أن قطر تخطط لاستثمار نحو 200 مليار دولار في المشاريع المرتبطة باستضافة كأس العالم 2022، واشار التقرير إلى أن هذا الحجم من الاستثمارات سيعطي زخماً كبيراً لقطاع الضيافة القطري في الفترة المقبلة. واعربت عدة علامات فندقية عالمية عن نيتها افتتاح فنادق جديدة لها في قطر باستثمارات تتجاوز مليارات الريالات، ومن بين هذه العلامات علامة “ماريوت الدولية” التي أعلنت أخيراً عن نيتها افتتاح 6 فنادق جديدة في قطر بحلول العام 2019 حيث يتوقع ان تضيف هذه الفنادق لوحدها نحو 1398 غرفة.

ويستفيد قطاع الضيافة بشكل مستمر من الاستثمار وتحسين البنية التحتية للنقل. وهناك توقعات واعدة في ظل تنفيذ رؤية قطر للعام 2030 والتركيز على التنويع والتأكيد على دور السياحة في تنفيذ هذا التنويع، فضلاً عن أن قطر ستصبح وجهة سفر أكثر شعبية مع اقتراب موعد كأس العالم 2022.

 

السابق
“إبهار للمشاريع” نموذجاً ريادياً في الاستثمار والتطوير العقاري
التالي
تكاثر أشبع السوق .. مولات الدوحة نسخ.. قص.. لصق