الدوحة – بزنس كلاس:
أكدت مصادر مطلعة نمو سوق الصرف بنحو 10 % خلال الربع الأول من العام الجاري مستفيدا من مؤشرات أداء الاقتصاد القطري القوية، ووفرة السيولة بالسوق، وكفاءة مصرف قطر المركزي في مواجهة تحديات الحصار.
وحول أداء سوق الصرافة خلال الربع الأول من العام الجاري، أكد السيد جمعة المعضادي الرئيس التنفيذي لشركة الدار لأعمال الصرافة أن سوق الصرافة تعدت مرحلة الحصار إلى مرحلة الإنتاجية، وأن نموها خلال الربع الأول من 2018 كان نمواً طبيعياً في حدود المستويات المعتادة مابين 7 و10%، إلا أن الارتفاع كان هو السمة الغالبة على أعمال سوق الصرف خلال هذه الفترة بمعدل يتراوح بين 9 و10 %، وهي معدلات نمو جيدة إذا ما قارناها بمعدلات النمو السابقة.
ويرجع السيد المعضادي أسباب هذا النمو إلى التسويق الجيد، وتحسين خدمات الصرافات، والاستثمار في الموارد البشرية وتطوير وتدريب الموظفين، وتحسين نوعية الخدمة للحصول على عائد أفضل، والمنافسة الإيجابية لتقديم أفضل الخدمات، ونشاط قطاعات سوق الصرف سواء تعلق الأمر بشق التحويلات أو شق العملات، وغير ذلك من المعاملات، فكل هذه العوامل تؤدي إلى نمو طبيعي في ظل النمو المستقر والمتوازن للسكان الذي أوجد حالة من التوازن بين العرض الجيد للخدمات والطلب المستقر والمتنامي على هذه الخدمات.
ويتوقع المعضادي زيادة وتيرة النشاط في السوق مع الربع الثاني من العام، وبخصوص أكثر العملات التي عليها إقبال حالياً، أوضح المعضادي أن الدولار في مقدمة العملات التي عليها إقبال نتيجة لاستقراره واعتباره ملاذاً آمناً، وبالتالي ما زال يتصدر العملات الأكثر رواجا، هذا بالإضافة إلى النشاط الذي تشهده العملات الأخرى سواء منها الأوروبية أو الآسيوية، التي يزيد الطلب عليها خاصة مع قرب انتهاء العام الدراسي وترقب موسم الإجازات.
ويضيف المعضادي إن ما شهده السوق مؤخرا من حملة مفتعلة لإثارة الشكوك حول العملة الوطنية كان مرحلة تجاوزناها بفضل الله وبحكمة قيادتنا الرشيدة والدور البناء الذي يقوم به مصرف قطر المركزي لحماية أسواق العملات والصرف، ما شهدناه لم يكن واقعاً اقتصادياً بل كان واقعاً نقدياً له مسبباته، وهو جزء من حرب اقتصادية، حيث من المعروف أن الحروب الاقتصادية تستهدف بعض السلع والخدمات لإضعافها، ولهذا الأمر آثار قانونية، تقوم الجهات المعنية بمتابعتها، وقد قام مصرف قطر المركزي بكفاءة بما هو مطلوب في هذا الشأن.
ثبات سعر صرف الريال
من جهته قال السيد خالد اللاري مدير شركة اللاري للصرافة: إن سوق الصرافة تشهد نموا مطردا بفضل قوة ومتانة الاقتصاد القطري وجاذبية السوق المحلي للاستثمارات، هذا بالإضافة إلى زيادة أعداد السكان بفضل جاذبية الدولة الاستثمارية والمشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها خاصة في البنية التحتية، سواء منها المشاريع المرتبطة باستضافة الدولة لكأس العالم 2022، أو المشاريع الإستراتيجية والتنموية المرتبطة برؤية قطر الوطنية، مشيراً إلى أن هناك نمواً في نشاط سوق الصرافة، ومن المتوقع زيادة هذا النشاط في الربع الثاني من عام 2018.
ويضيف اللاري إن السيولة متوافرة بسوق الصرف، وحركة البيع والشراء تشهد نمواً جيداً خاصة فيما يتعلق بالدولار، منوها بالدور الذي قام به مصرف قطر المركزي لتوفير السيولة بالسوق، وهو ما جعل سعر صرف الريال القطري ثابتاً ومستقراً أمام الدولار الأمريكي عند المستويات المحددة له رغم محاولات التأثير سلباً على هذا الاستقرار، كما أن الأوراق المالية القطرية والسندات السيادية القطرية تحافظ على قوتها وجاذبيتها الاستثمارية، وثقة المستثمرين العالميين فيها تتعزز يوما بعد يوم. ويضيف اللاري إن سعر صرف الريال سيبقى مستقراً مدعوماً في ذلك بما يحققه الحساب الجاري القطري من فوائض مالية، وخاصة بعد عودة أسعار النفط إلى الارتفاع إلى ما فوق 61 دولارا للبرميل، هذا إلى جانب فائض الميزان التجاري وحجم الموازنة العامة للدولة للعام الجاري التي تتوقع فائضا 18 مليار ريال إذا ما استمرت أسعار النفط على وتيرتها الحالية، وتسارع نمو الاقتصاد القطري المتوقع أن يصل إلى 3.1 % عام 2018.