قطر: نحو ثلثي المنتجات الغذائية في السوق المحلية.. وطنية

الدوحة – بزنس كلاس:

كشف مستثمرون ومسؤولو مجمعات تجارية كبرى في الدوحة عن ارتفاع كبير في نسبة المنتج الوطني بين المواد الغذائية والاستهلاكية بعد إعلان الحصار على قطر. وأكدوا أن خطط تحقيق الاكتفاء الذاتي تسير بشكل مخطط ومدروس بالتنسيق مع الجهات المعنية، لاسيما في القطاعات ذات الصلة بوزارات الاقتصاد والتجارة والطاقة والصناعة والبلدية والبيئة، حيث اسهمت جهود هذه الجهات في تسهيل التراخيص ودعم المشاريع الجديدة بعد الحصار وتقديم التسهيلات اللوجستية لانطلاق المشاريع الصناعية والزراعية في دعم تنافسية متاجر التجزئة وتوفير مختلف أنواع السلع والبضائع في السوق القطري، حيث اصبح المنتج المستورد في بعض هذه المتاجر  لا يتجاوز نسبة 30 % فقط، فيما وصل حجم المنتج القطري الى 70 % ، هذا إلى جانب التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة في وزارة البلدية والبيئة لتنظيم مهرجانات ترويجية لتسويق المنتج القطري بمختلف أصنافه وخصوصا الطازج، والاتصال المباشر مع عدد من المزارع القطرية لجلب الخضار القطري مباشرة من المزارع إلى المستهلك في مختلف فروع هذه المتاجر.

 جهود الحكومة
وحول خطط الاكتفاء الذاتي ودعم المشاريع الاقتصادية وتوفير احتياجات المستهلكين، أكد السيد محمد مبارك السليطي أهمية الجهود الحكومية التي تقوم بها الجهات المختصة بتنفيذ المشاريع الاقتصادية، لاسيما وزارتا البلدية والبيئة والاقتصاد والتجارة، في دعم الاستثمار بقطاعات الصناعة والغذاء ذات الصلة المباشرة بمشاريع الأمن الغذائي، والدور المهم الذي تقوم به هذه الجهات في مراقبة الأسعار وحماية المستهلك، حيث تقوم فرق الضبطية المخولة في هذه الجهات برقابة حثيثة على مختلف المجمعات والمتاجر لئلا يحدث أي تلاعب في الخدمات التي توفرها الدولة للمواطن والمقيم على أرض قطر الغالية على نفوس الجميع.

ومن واقع خبرته في قطاع النقليات يقول السليطي: إن ميناء حمد الدولي وما وفره من شبكة خطوط بحرية جديدة مع مختلف دول العالم أحدث فرقا كبيرا ليس على مستوى قطر، بل على مستوى المنطقة، وهذا الفرق سيلمسه الجميع لاسيما المستثمرون في مجالات الاستيراد والتصدير والمناطق اللوجستية، نظرا لما يوفره هذا الميناء من حركة تجارية أحدثت نموا قويا في قطاع النقليات، حيث استطاع ميناء حمد تحقيق نجاحات وإنجازات هامة خلال فترة قصيرة من تشغيله كان لها دور كبير في تعزيز حصته من التجارة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والبالغة 27 % تقريبا، ضامنا بذلك نموا قويا للقطاعات الاقتصادية ذات الصلة.

وعن تنافسية متاجر التجزئة في السوق، يقول السليطي: إن قطر تتمتع اليوم بفضل الله بتغطية تبلغ 100 % لكافة مناطقها من متاجر التجزئة، ويوميا نلاحظ افتتاح فروع جديدة لشركة الميرة إلى جانب الفروع الأخرى للمحلات التجارية الكبرى مثل مجمعات اللولو وكارفور وغيرهما من المجمعات التي تتوسع شبكتها التجارية في مختلف مناطق الدوحة مما يتيح أكثر من خيار للتسوق أمام المستهلكين، وهذه مسألة مهمة جدا، ونستطيع أن نقول بفخر واعتزاز إن قطر هزمت الحصار ونجحت في تحقيق العديد من الإنجازات، حيث تضاعفت المشاريع الزراعية والتصنيعية، وهي تقترب بالفعل من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء بعد مرور عام من الحصار، حيث زاد الإنتاج الزراعي 3 أضعاف، بينما يتوقع ان يتحقق الاكتفاء الذاتي الكامل من الألبان خلال العام المقبل، فيما يكفي الانتاج الحالي لنحو 60% من حاجة الأسواق. وفي مجال اللحوم المصنعة تغطي حاليا نحو 70% من حاجة المستهلكين، وبالتالي نحن نرى خطط الاكتفاء الذاتي تسير بفضل الله وحكمة قيادتنا على النحو المطلوب والمخطط له.

دعم المنتجات الوطنية
وصف رجل الأعمال  السيد طارق المفتاح قرار وزارة الاقتصاد بالقرار الصائب وترجمة لمطالبة رجال الأعمال والتجار منذ فترة والداعية إلى سحب منتجات دول الحصار.
وقال المفتاح ان مثل هذه القرارات ستمكن من مواصلة دعم المنتجات الوطنية  وإعطائها الفرصة من  أجل تعزيز مكانتها في السوق المحلي.

وقال إن قطر أولت المنتج الوطني الأهمية التي يستحقها من خلال دعم مختلف الشركات المنتجة من خلال مختلف هياكلها على غرار بنك قطر للتنمية وغيره من الجهات المعنية .

وقال المفتاح: إن أشكال الدعم شهدت تطورا كبيرا في مختلف المجالات من أجل تحقيق الأهداف الوطنية من بلوغ الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات  الغذائية في اقرب الآجال.

وبدأت المنتجات القطرية تحتل مكانتها في السوق المحلي حيث تشير الإحصائيات إلى أن المنتجات الزراعية القطرية خاصة الخضراوات ومنتجات الالبان والأجبان تغطي نحو 70 % من حاجيات السوق المحلي.
وينتظر ان ترتفع هذه النسب إلى نحو 100 % في السنوات القليلة القادمة، خاصة بعد دخول عديد المشاريع الزراعية والصناعات التحويلية طور الانتاج، حيث استفادت من المبادرات التي أطلقتها الجهات الحكومية المختصة على غرار المزارع السمكية ومشاريع دعم الانتاج الزراعي ومبادرة تملك مصنعا في 72 ساعة وغيرها من المبادرات التي  تحفز الاستثمارات القطرية التي تصب في خانة الأولويات الوطنية.

نجاح الخطط الاستثمارية
وقال محمد رشيد الهاشمي، مدير هايبر ماركت اللولو – فرع المطار القديم: إن الأسواق المحلية تتمتع بتنافسية إيجابية يجني المستهلك نتائجها الإيجابية بفضل الدعم والتعاون الذي تلقاه هذه الجهات مع الجهات المختصة في الدولة، مشيرا في هذا السياق إلى وفرة العروض الرمضانية لهذا العام مما يؤكد على نجاح الخطط الاستثمارية المعمول بها لضمان تزويد الأسواق بكافة المنتجات وعرضها للمستهلكين بأسعار تنافسية، فمثلا المنتجات التي شملتها عروض رمضان هي المنتجات الموسمية الخاصة برمضان بجميع أصنافها من مكسرات إلى العصائر والمعلبات والأرز والمعكرونات والحليب المجفف والسكر وحلويات رمضان كالجيلي والكسترد والكريم كرميل، بالإضافة إلى عدد 450 سلعة بسعر التكلفة حسب نشرة وزارة الاقتصاد والتجارة مشكورة في كل رمضان ودائما ما يكون التركيز من قبل الوزارة سنويا على الأصناف التي يحتاجها المستهلك يوميا.

ويضيف السيد الهاشمي إن هذه العروض والتخفيضات تشمل أكثر المواد الغذائية المنتشرة في المحل والتي يحتاجها المستهلك في رمضان أكثر من اي وقت آخر، وطبعا هناك عروض على الأصناف غير الغذائية، كالمنظفات وأدوات المطبخ والغسل، وحتى أدوات الحديقة والزراعة عليها عروض، وقد تم اختيار هذه السلع بسبب زيادة الطلب عليها خصوصا في رمضان.

تسهيلات الاستيراد
وعن تسهيلات الاستيراد للمواد الاستهلاكية يقول الهاشمي: لم يكن لدينا اي مشاكل في استيراد السلع التي كانت تأتي من دول الحصار من دول أخرى بديلة ومجاورة  والفضل الأول والأخير هو لوزارة الاقتصاد والتجارة والتي قامت بجميع موظفيها أصحاب الخبرة والكفاءة بدعمنا وتوجيهنا لما يجب أن نفعل لتغطية احتياجات السوق القطري من السلع البديلة لسلع دول الحصار بنفس الجودة لا بل أفضل وبسعر أقل، وعن الدول المصدرة فهي كثيرة جدا ولدينا فيها مكاتب للتصدير وإعادة التصدير ولدينا أيضا فيها مخازن لوجستية ومن أهمها الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا وكلها اصبح لدينا فيها مراكز للتخزين ومن ثم إعادة التصدير وأيضا استيراد السلع من تونس والمغرب والجزائر وإيران وأرمينيا وأذربيجيان وجورجيا والكويت وعمان ولبنان والباكستان ومنها نقوم باستيراد البيض الطازج والدجاج الطازج والمجمد واللحوم الطازجة والمجمدة والحليب والألبان والخضار والفواكه والأدوات المنزلية والبلاستيكية والمعلبات والمنتجات الورقية ومنتجان النظافة والضيافة.

وعن المنتج الوطني، يقول السيد الهاشمي إن المنتجات المحلية لدينا كثيرة جدا وطبعا كل ما ينتج في قطر من مواد غذائية وغير غذائية نحرص على أن يكون لدينا على سبيل المثال لا الحصر الخضراوات القطرية الطازجة بجميع أنواعها متواجدة لدينا في اللولو في موسمها الذي تنتج فيه وبكثرة وتقريبا بنسبة 100 % حين تواجدها وأيضا مواد النظافة والمنتجات الورقية والمياه الغازية والأغذية المجمدة والمبردة والأجبان والألبان والحليب  والبيض الطازج والدجاج والسمك طبعا وكلها موجودة بنسبة 100 % كمنتج محلي ولديه الدعم الكامل من إدارة اللولو، وفي حال وجود المنتج القطري وتوافره في السوق القطري يكون المنتج المستورد موجودا في فروعنا بنسبة 30 % فقط  والمنتج القطري 70 %  ودائما وبالتعاون والتنسيق مع وزارة البلدية والبيئة نقوم بمهرجانات ترويجية لتسويق المنتج القطري بمختلف أصنافه وخصوصا الطازج، ولدينا اتصال مباشر مع عدد من المزارع القطرية لجلب الخضار القطري مباشرة من المزارع إلى المستهلك.

السابق
تفاصيل مشروع قانون بطاقة الإقامة الدائمة
التالي
الدولة الذكية..