قطر: مشاريع رواد الأعمال تركز على تكنولوجيا المعلومات

الدوحة – بزنس كلاس:

يمضي رواد الأعمال الشباب قدماً في مسيرة إنتاج الأفكار التكنولوجية وتطويرها لتتحول إلى مشاريع، ومن ثم إلى منتجات تغزو السوق المحلي وتخدمه في الآن ذاته، من خلال رحلة البحث عن مستثمرين يؤمنون بقدرة المنتج الوطني في رسم خارطة طريق لمستقبل الدولة الذي ستكون التكنولوجيا أحد أهم ركائزه، معتمدين في ذلك على ترسيخ أهمية أن يكون المنتج تحت مسمى «صنع في قطر» وإرساء دعائمه الأساسية.
وأكد هؤلاء لـ «العرب» أن التكنولوجيا باتت حاجة ملحّة لجميع الشركات الرائدة التي تضع خططاً مستقبلية بغية اختصار الوقت والجهد، لافتين إلى أن الدولة قامت بدعم الرواد المقبلين على المشاريع، وأولئك بدورهم يجب أن يقوموا بخدمة الدولة كذلك، منوّهين بأن الحصار كان نقطة تحول ولحظة يقظة تحفز أصحاب الأعمال للاستئثار بالسوق المحلي، مشيرين إلى أن البيئة المحيطة خلال الفترة الراهنة تعد ملائمة جداً للتصنيع ويتوجب استغلال كل الإمكانات والتسهيلات المتاحة من قبل الدولة.
وتوقع الرواد أن تلقى المنتجات التكنولوجية انتشاراً واسعاً على الصعيد المحلي وكذلك الدولي، وأن ترسم لقطر اسماً رائداً بالتصنيع، بإمكانه أن ينافس على أعلى المستويات والاستحواذ على مكانة سوقية كبيرة في زمن قياسي جداً من خلال السعي إلى تميز خدماتهم، مؤكدين أن الدعم الذي يتلقاه أصحاب الأعمال من الدولة كبير جداً، وقد تضاعفت الجهود بعد الحصار الجائر من أجل تمكين السوق من الاعتماد على الشركات المحلية، مطالبين بالمزيد منه بغية تحقيق الأهداف المنشودة بالمرحلة المقبلة وتحدياً للظروف الاستثنائية.
التصنيع محلياً
وفي هذا السياق، قال أحمد الخطاط، مساعد هيئة تدريس في كلية الهندسة في جامعة قطر، ومدير مشروع الطبق الذكي: «الطبق هو تطبيق يقوم بحساب السعرات الحرارية الملائمة في جسم المستخدم، ويقوم في الوقت نفسه بالتحذير في حال زيادة كميات الطعام المناسبة لكل شخص، وبناء عليه يضع حداً للمشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة، وقد تمت الموافقة عليه ليحصل على براءة الاختراع، ونحن الآن بصدد إنشاء شركة تبدأ بتصنيع هذا التطبيق داخل قطر، ومن ثم الانتقال نحو التصنيع العام».
ولفت إلى أن مرحلة الفكرة وتطويرها وتنفيذها تعدّ أول التحديات التي واجهت المشروع، والتحدي الثاني تمثّل في دراسة جميع الأفكار الموجودة في السوق للخروج بشيء مختلف عنها بسبب وجود أفكار مشابهة إلا أنها ليست بالجودة نفسها، فكان الهدف ربط التكنولوجيا بالواقع. مشيراً إلى أنه يشارك في العديد من الندوات التي تدعم ريادة الأعمال بهدف البحث عن مستثمرين لإقناعهم بالمشروع داخل قطر بدلاً من التوجه نحو الشركات الخارجية، مبيناً أن تصنيع المنتج محلياً يخدمه من جميع النواحي لا سيما من حيث القدرة وهي متوفرة في البلاد، والهدف الأساسي من ذلك أن يكون المنتج تحت مسمى «صنع في قطر».
بيئة ملائمة
وتوقّع أن يلاقي المنتج حال تنفيذه انتشاراً واسعاً على الصعيد المحلي وكذلك الدولي، لافتاً إلى أنه يسعى لأن يكون لقطر اسم رائد بالتصنيع من خلال الفكرة التي يعمل عليها، فكما أن تلك البلد قد صقلت خبراتهم فلا بدّ من رد الجميل إليها بإضافة خدمة لها، مشيراً إلى أن البيئة المحيطة خلال الفترة الراهنة تعد ملائمة جداً للتصنيع ويتوجب استغلال كل الإمكانات والتسهيلات المتاحة.
وأكد أنه يتوجب أن يكون المستثمر الذي سيتبنى المشروع مهتماً بالتصنيع المحلي ولديه خبرة في ذلك المجال، وقد لاقى المشروع رواجاً لدى العديد من المستشفيات والمراكز الصحية والرياضية والجهات الحكومية والخاصة قبل أن يتم تنفيذه على أرض الواقع، ما يحفزه إلى الإسراع في التنفيذ خاصة في ظل دعم الدولة المتواصل للقطاع الخاص وريادة الأعمال والذي ازدادت وتيرته مؤخراً بعد فرض الحصار على قطر، وبالتالي فإن السوق المحلي قادر على استيعاب المنتج وتصديره إلى الخارج أيضاً.
نقطة تحول
من جانبه، قال جابر المطلق، مؤسس شركة (جي تي بي) لخدمات التسويق: «هي شركة قطرية لديها شراكة مع جامعة شنغهاي الصينية، تنضوي تحت لوائها 12 شركة، ونحن بدورنا نقوم بنقل التكنولوجيا الذكية لخدمات التسويق المستخدمة هناك إلى الدوحة، وأحد الأنظمة التي نقوم بنقلها نظام حماية الحقائب في المطارات وسيتم تنفيذه قريباً، كما نقوم بتنفيذ أنظمة للشركات الناشئة لتطوير أبحاثهم ومنتجاتهم».
وأشار إلى أنه من خلال مشاركته في ندوات ريادة الأعمال يبحث عن المشاريع المتعثرة في الدوحة للرواد، بهدف البحث عن حلول لمشاكلها، وخاصة تلك العاملة في مشاريع كأس العالم 2022 عبر تقديم الخدمات الذكية لها، موضحاً أن التكنولوجيا باتت حاجة ملحة لجميع الشركات الرائدة التي تضع خططاً مستقبلية بغية اختصار الوقت والجهد، لافتاً إلى أن الدولة قامت بدعم الرواد المقبلين على المشاريع، وبدور هؤلاء أن يقوموا بخدمة الدولة كذلك، منوهاً بأن الحصار كان نقطة تحول ولحظة يقظة تحفّز أصحاب الأعمال للاستئثار بالسوق المحلي.
وأضاف: «بما أن الشركة لديها شراكات على مستوى عالمي، فإن ذلك يؤهلها لدعمها في استراتيجيتها وأن تثبت نفسها بالسوق المحلي، والمنافسة على أعلى المستويات والاستحواذ على مكانة سوقية متميزة». مشيراً إلى أن الرواد يعملون على قدم وساق لتنفيذ مشاريعهم لا سيما في تلك الظروف الاستثنائية، إلا أنهم ما زالوا يحتاجون إلى مزيد من الدعم وإلى الوقت بغية اقتحام السوق.
المنافسة بقوة
بدوره، قال محمد ربيع، مؤسس شركة (بيينج يو) للتسويق: «وهي شركة تسعى إلى تقصير المسافة ما بين المنتج والزبون، بتقليل خطوات شراء الأحذية والنظارات الشمسية والإكسسوارات. وما يميزنا عن طرق الشراء عبر الإنترنت الشائعة أننا نقوم باستخدام طريقة الواقع المدمج، أي أن يقوم الزبون بشراء القطعة التي تناسبه بحجمها وشكلها ولونها وكأنه يفعل ذلك في الواقع».
ولفت إلى أن المشروع ما زال في طور تصميم النماذج الأولية ومرحلة البحث عن مستثمرين، مشيراً إلى أن التكنولوجيا باتت لغة العصر وخاصة التسوق عبر الإنترنت، الأمر الذي يساعد المنتج على الانتشار في السوق؛ حيث إنه يسعى لعمل التطبيق خلال شهرين ثم الانطلاق نحو السوق المحلي والعالمي، كما أنه يملك شراكات قطرية وصينية ومصممين من حول العالم بهدف عرض منتجاتهم بالمنصة الخاصة به، ما يعزز ثقته بتحقيق المشروع نجاحاً باهراً.
وأكد أن الدعم الذي يتلقاه رواد الأعمال من الدولة كبير جدا، وقد تضاعفت الجهود بكل تأكيد بعد الحصار من أجل تمكين السوق من الاعتماد على الشركات المحلية، لافتاً إلى أن التطبيق سيتضمن خدمات متميزة تجعله يستحوذ على مكانة سوقية كبيرة في زمن قياسي ومنافسة العديد من التطبيقات وجذب أكبر عدد ممكن من الشركات التي تتزاحم على السوق القطري.

السابق
“الخليجي” يدعم معهد النور بـ 50 ألف ريال
التالي
نمو مبيعات الملابس الجاهزة في 2017 بنسبة 30%