قطر: شبح الخسارة وغياب الدعم.. أهم أسباب عزوف المستثمرين الشباب عن فتح محال تجارية

رغم النهضة الاقتصادية غير المسبوقة التي تشهدها دولة قطر وتقديم الدولة ومؤسسات القطاع الخاص المالية لمحفزات كثيرة من أجل دعم المبادرة الفردية وإطلاق مشاريع ناجحة على المستوى الوطني، أكد العديد من المواطنين أن افتتاح محلات تجارية جديدة محاط بسبعة بمطالب ومعوقات تعجيزية تشمل بطء إجراءات التراخيص والاحتكار وارتفاع الإيجارات وقلة العمالة المدرّبة وعدم وجود تسهيلات بنكية ونقص الشوارع التجارية وقلة خبرة المستثمرين الشباب.

وقالوا لصحيفة الراية  الاقتصادية: إن أغلب المحلات التجارية خلال الفترة الحالية تنحصر في المطاعم أو تنسيق الحفلات والأعراس وشركات التنظيف وإدارة العقارات والتحف التراثية والمنتجات اليدوية، مؤكدين أن عدم وجود الدعم يصعّب من ضخ استثمارات جديدة، لافتين إلى عدم قدرة المستثمر الشاب على تحمّل أعباء الخسارة.

وقالوا: إن الاستثمار في قطر مفتوح على كل المجالات، لافتين إلى أن الشباب القطري يمتلك أفكاراً جديدة لكنهم بحاجة إلى تسهيلات.

أحمد الهيل: الاحتكار أهم المعوقات

قال أحمد الهيل: إن الاستثمارات العقارية هي التي ينجح فيها خاصة تأجير الفيلات والعقارات الذي يُدر ربحاً كبيراً خصوصاً مع غلاء إيجارات الشقق السكنية.

وأضاف: إن هناك بعض الاستثمارات الرائجة بينها افتتاح شركات للتنظيفات التي تعتبر من المشاريع الجيدة والمطلوبة لاسيما أن الدوحة عموماً باتت مركزاً تجارياً واقتصادياً كبيراً، وفرص الاستثمار فيها كثيرة منوهاً بأن الشراكة بين المواطنين والأجانب ساعدت المستثمرين القطريين في تبنى العديد من المشاريع التجارية، محذراً من إفراط الثقة بالشريك وعدم متابعة ما قد يفشل الاستثمار.

وأضاف: من العقبات أيضاً الاحتكار الموجود في مجال الاستثمارات وقصر التراخيص على “الهوامير”، مشيراً إلى أن الدولة ممثلة بالجهات المعنية يسّرت على الشباب القطري الدخول في مجال الاستثمار، والإمكانيات متوفرة إلى جانب الرواتب الجيدة التي يتقاضاها معظم الشباب وهو ما يساعد على خلق جو مناسب للاستثمار والبدء بفتح مشاريع جديدة.

ونصح الشباب القطري بأن يضع رأسماله في استثمار مدروس بشكل جيد عوضاً عن تبذيره في شراء السيارات الفارهة.

بدر الهاجري: رواج في التحف والمنتجات اليدوية

قال بدر الهاجري إنه يفضّل الاستثمار في محلات بيع التحف والمنتجات اليدوية المستوردة والمحلية، مشيراً إلى أنه مجال كبير ولديه عملاء كثيرون مؤكداً على أن موقع المحل التجاري أساس نجاح المشروع.

وأشار إلى أن الشباب القطري استطاع دخول مجالات جديدة ومتنوعة في الاستثمار وهذا دليل على أنهم يمتلكون أفكاراً استثمارية جيدة وخلّاقة، لافتاً إلى وجود العديد من المعوقات التي تحد من طموح الشباب بينها إجراءات استيراد أو تصدير البضائع، لافتاً إلى أن غلاء إيجارات المحلات التجارية والغلاء المعيشي يشكّل أيضاً عائقاً أمام طموحات الشباب القطري.

لحدان الفيحاني: نقص الخبرة وراء فشل الاستثمارات

قال لحدان الفيحاني: إن الاستثمار يعتبر ذخيرة للإنسان ودعامة لمستقبله وأولاده فيما بعد، ولكنه في الوقت نفسه يؤكد أن هذا الاستثمار محاط بعدة مشكلات من أهمها عدم وعي الشباب بالاستثمار وكيفيته وآليته وأهدافه.

وأضاف: إن بعض الشباب يجهل أين يوظّف إمكانياته في هذا المجال كما أن البعض الآخر لا يضع أسساً صحيحة أو رؤية مُسبقة ودراسة جدوى قبل البدء في المشروع الذي يعتزم القيام به كي ينجح في المستقبل.

وقال الفيحاني: إن عدم اكتشاف الشباب لمهاراتهم أو مواهبهم يعد أمراً سلبياً يؤثر على طموحهم ومشاريعهم مستقبلاً ويعود السبب في ذلك إلى عدم وجود حافز لدى فئة من الشباب للتوجة إلى الأعمال التجارية ما ينذر بآثار وخيمة على المجتمع وعلى الناتج المحلي على السواء.

وأشار إلى أن عدم الاعتماد على الإنتاج المحلي والعمل على تطويره من معوقات الاستثمار، مشيراً إلى أنه يستثمر في الذهب الذي يحتاج صبراً لقطف ثماره.

خالد المانع: مجالات التراخيص محدودة

أشار خالد المانع إلى أن افتتاح المحلات التجارة مقيد بعض الشيء وفي بعض المجالات تتخلله بعض العقبات التي تتمثل في قلة منح التراخيص في استثمارات معيّنة، ناهيك عن قلة الدعم المادي، مشيراً إلى أن القروض البنكية قد تغطي جزءاً من تكلفة المشروع ما قد يُعرقل العديد من المشاريع.

وقال: إن دراسة بعض المشاريع من قبل الجهات المعنية قد تأخذ وقتاً طويلاً للموافقة عليها، كما توضع مطالب تعجيزية أمام المستثمر خاصة طلبات العمالة المؤهلة أو البلد المطلوب استيراد بضائع منه، وهذان السببان يُعرقلان المشاريع والاستثمارات.

وأضاف: إن المستثمر الجيد هو من يفكّر في طرح استثمارات جديدة ويبني أسس مشروعه على ما يتطلبه السوق المحلي وهو أمر يُساهم في نجاح المشروع.

ومن هذه الاستثمارات إنشاء مصنع مخصّص للمعلبات، والاستثمار في القطاع الزراعي المربح ولكنه يحتاج إلى خبرة ومعدات خاصة به.

جابر النعمة: تسهيلات البنوك حفّزت الشباب

قال جابر النعمة: إن أغلب المحلات التجارية النشطة خلال الفترة الحالية تنحصر في قطاع المطاعم أو تنسيق الحفلات والأعراس، مشيراً إلى أن هذين المجالين هما الأكثر رواجاً بسبب زيادة الإقبال عليهما.

وأضاف: إن بعض البنوك سهّلت الاستثمار على الشباب القطري بتيسير القروض البنكية، مؤكداً أن عدم وجود الدعم يصعّب من فتح استثمارات جديدة خصوصاً بوجود الغلاء المعيشي وارتفاع أسعار الإيجارات، لافتاً إلى عدم قدرة المستثمر الشاب على تحمّل أعباء الخسارة في حال كان رأسماله كله موجهاً لمشروع واحد.

وقال النعمة: إن قطاع الاستثمار تحدّه عدة مشاكل أهمها عدم تطوير المناطق التجارية الجديدة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الإيجارات، مشيراً إلى أن المحلات والشوارع التجارية أصبحت قليلة ما أثر سلباً على الاستثمارات الشبابية التي تتطلب وجود محال تجارية.

معجب الدوسري: أرباح العقارات محفّزة

أكد معجب الدوسري على أن الاستثمار مجال جيد للشباب القطري يفتح أمامهم الأبواب للتوسع التجاري ما يمكّنهم من اكتساب خبرة مع مرور الوقت، لافتاً إلى أن الاستثمار في المجال العقاري جيد وواسع الأفق لكنه يتضمّن العديد من المشاكل المتمثلة في المبالغة بالأسعار وغلاء الإجارات. وأشار إلى أن محصّلة الربح في الاستثمار العقاري طويل المدى ويتطلب صبراً من المستثمر.

السابق
التجارة الإلكترونية لغة الاقتصاد المستقبلية.. نقلة نوعية بانتظار الاقتصاد الرقمي في قطر خلال سنوات
التالي
مع تطور الخدمات المصرفية.. البنوك تعزز استثماراتها في منصات الحماية الأمنية الإلكترونية