الدوحة – بزنس كلاس:
أوضح الرئيس التنفيذي لجهاز قط للاستثمار بأن هنالك نية لدمج مؤسسات قطرية كبيرة بغية خلق كيانات عالمية قادرة على المنافسة على مستوى العالم. واضاف سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مجموعة Ooredoo والرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار إن جهاز قطر للاستثمار تدخل خلال الحصار لإنقاذ القطاع البنكي في الدولة، من خلال ضخ أموال في البنوك المحلية بعد قيام دول الحصار بسحب أموالها من البنوك، لافتا إلى أن الجهاز قام بسحب الأموال من بنوك دول الحصار ووضعها في البنوك القطرية.وشرح رئيس جهاز قطر للاستثمار خلال الكلمة التي ألقاها أمام الحضور في جامعة جورج واشنطن قطر الأسبوع الماضي كيف استطاعت قطر تخطي آثار الحصار، لافتا إلى أنه هناك مجلس تم إنشاؤه من العام 2005 للتعامل مع مثل هذه الحالات ووضع كافة الاحتمالات لكل القطاعات مثل البنوك والنظام المالي والخطوط القطرية لمواجهة أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تواجهها قطر.
وقال إن جهاز الاستثمار يستثمر ويدير فوائض أموال الدولة من الغاز والبترول لأجل الأجيال المستقبلية، ولمواجهة أي ظروف طارئة في المستقبل، مؤكداً أن جهاز الاستثمار كان جاهزاً عندما احتاجت له الدولة وقت الحصار وهو أمر طبيعي.
وبين الشيخ عبدالله بن سعود أن جهاز الاستثمار لم يكن بحاجة إلى بيع أصوله الكبرى مثل برج شارد وسلسلة متاجر هارودز في بريطانيا أو حتى أصوله في الولايات المتحدة ليتعامل مع أزمات مثل الحصار، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات طويلة الأجل وحتى في وقت الأزمات لا يحتاج لها.
وأكد أن الاستثمارات الصغيرة المتنوعة هي التي تسد أي أزمة يمكن أن تحدث، مبينا أن الجهاز قام منذ 2015 بدمج بعض الشركات الوطنية في جهاز قطر للاستثمار، ضمن إستراتيجية جديدة للجهاز قام خلالها بتخصيص فريق لهذا العمل وذلك بغرض مساعدة هذه الشركات لتصبح شركات عالمية، وأضاف: «لقد قامت الخطوط القطرية بدور عظيم خلال الحصار وهي أحد الاستثمارات المهمة للجهاز بالإضافة لشركة الديار القطرية ويقوم الجهاز بهذا الدور مع الشركات المحلية في قطر».
كتارا والقطرية
كشف سعادة الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني أن هناك خططاً لإدراج شركتي كتارا والخطوط القطرية، مشيراً إلى أن تأجيل إدراج الشركتين جاء بهدف خلق محفظة قوية قبل الاكتتاب الأولي.
وقال إن نجاح الشركات الوطنية يعتمد على تبني أسس سليمة للحوكمة وإستراتيجية مستقبلية واضحة، منوهاً إلى أن جهاز قطر للاستثمار بدأ في جمع الشركات الوطنية وفق إستراتيجية جديدة حتى تصبح مؤسسات عالمية.
وأوضح سعادته أن كتارا للضيافة تعتبر إحدى أفضل العلامات التجارية حول العالم، مشيراً إلى أنه اطلع على آليات عمل الشركة في ميلان ولندن والولايات المتحدة بالإضافة إلى العاصمة الفرنسية باريس، معرباً عن تفاؤله بأن تواصل الشركة ريادتها الإقليمية والعالمية.
ونوه الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني، إلى أن الخطوط القطرية تعتبر أيضا من العلامات البارزة للشركات الوطنية وقامت بدور بارز خلال الحصار الجائر الذي تتعرض له دولة قطر، مبيناً أن الناقلة الوطنية استطاعت أن تحقق العديد من النجاحات مثل الاستحواذ على حصص في كبرى شركات الطيران العالمية.
وأشار إلى أن شركة الديار القطرية هي أيضا ضمن أبرز الشركات القطرية التي تمتلك استثمارات محلية ودولية رائدة، ويعمل جهاز قطر للاستثمار على دعم خطط الشركة المستقبلية.
المحافظ المالية
وقال إن جهاز قطر للاستثمار يعتبر كيانا حديثا تم تأسيسه قبل أحد عشر عاماً، ولقد قام بدور كبير في عامي 2008 و2009 خلال الأزمة المالية العالمية.
وأضاف سعادته أن جهاز قطر للاستثمار يعمل بطريقة مؤسسية وفق إستراتيجية وافق عليها مجلس الإدارة وذلك لإعادة الاستثمار وسحبه من بعض الجهات وتغير المحافظ المالية وفق الإستراتيجية الجديدة.
وأكد الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني، أن جهاز قطر للاستثمار يعمل على تنويع مصادر الدخل القومي وفق رؤية قطر الوطنية 2030، منوهاً إلى أن هناك خطة استراتيجية أن يدير جهاز قطر للاستثمار أصوله بنفسه دون أن يقترض أموالا من الحكومة.
وكشف سعادته أن جهاز قطر للاستثمار يعمل على المدى القصير والطويل ويحقق عوائد مميزة، وأن الأرقام التي تم استثمارها خلال الأشهر الأربعة الماضية كبيرة جداً، مشيراً إلى أن الجهاز لديه شراكات عالمية مع مؤسسات مرموقة.
ونوه الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار إلى أن هناك أربعة أعمدة ومزايا وأركان لمجتمع المعرفة يجب أن تعمل معاً، موضحاً أن توطين التكنولوجيا في المؤسسات من شأنه توفير مليارات الدولارات، حيث تستطيع الشركات أن تقلص أعداد الوظائف وأن تؤدي بكفاءة أفضل.
وحول ما إذا كان الجهاز قد قام بتغيير سياساته خلال السنوات الماضية، أضاف الشيخ عبدالله بن سعود أن جهاز الاستثمار عمره صغير ولكنه قام بدور قيادي وإستراتيجي، وقام باستقطاب أفضل الشركات حول العالم ومنذ 2015 أصبحت الإستراتيجية مختلفة وكان عليها أن تتأقلم، وهناك فرص لابد من استقطابها وتحويل السيولة من مجال إلى آخر.
وفي رده على سؤال عن عملة البيتكوين والارتفاع الجنوني لهذه العملة، أوضح رئيس جهاز قطر للاستثمار أن ما يجري على مستوى بيتكوين عبارة عن مضاربات، داعيا إلى الابتعاد عن هذه العملة وعدم المضاربة فيها، لافتا إلى أن ما تشهده هذه العملة من ارتفاع غير منطقي ولا معقول، مشيرا إلى أن هناك شبهة كبيرة في هذا الجانب.
تحديات الحصار
وبخصوص تحديات الحصار، أوضح سعادته أن الحصار مثَّل رسالة وتحذيرا بالاستيقاظ وهو منبه لنا، فهذا الحدث جعلنا نستيقظ، مشيرا إلى أن الخطة التي تم وضعها من عام 2015 نجحت بالكامل، والسوق الآن لم يعد مجرد السوق الخليجي وإنما يجب علينا النظر إلى آسيا وأوروبا ونوسع السوق، لافتا إلى أن قطر تتاجر مع 230 دولة في العالم ولن يضرها توقف التجارة مع دولتين أو ثلاث، خصوصا أن وزنهم في الميزان التجاري التجاري لا يتجاوز 15% إلى 16%، وبالتالي غيابهم لا يؤثر، ونحن نبلي بلاء حسنا والأمور تسير بنجاح تام وستكون هناك خطط مستقبلية، وانا سعيد بما قمنا به منذ الحصار وحتي الآن وخاصة في قطاع البنوك والمصارف، والمعادلة بسيطة هم سحبوا أموالهم من بنوكنا ونحن سحبنا أموالنا من بنوكهم، إذا اعتقدوا أنهم سيضرون بقطر فهم مخطئون، وإذا خسرت قطر دولارا فهم سيخسرون دولارا بكل بساطة.
تعزيز الشفافية
وأكد سعادة الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار أن الجهاز يعمل على إتاحة المعلومات المتعلقة به، مشيرا إلى أن الجهاز يتبنى القواعد المتعلقة بالصناديق السيادية، ونعمل على تعزيز الشفافية في هذا الإطار، مشيرا إلى أنه في اجتماع الصناديق السيادية في باريس عام 2021 سيتم التعامل مع أي صندوق سيادي يود أن ينضم إلى هذا النادي حيث سنكون داعمين لتعزيز الشفافية وكذلك العمل على أن تكون الاستثمارات مناسبة للبيئة، والعمل على وضع هذا ضمن إطار مناسب للصناديق السيادية لكي يكون هناك تعامل أخلاقي رفيع جدا على مستوى الاستثمارات.
وفي رده على سؤال عن خطط الجهاز للعمل على تنويع الاقتصاد والوصول لاقتصاد المعرفة وتقليل الاعتماد على موارد معرضة للنضوب، أكد أن هناك أربعة أعمدة في رؤية قطر الوطنية 2030 يجب العمل عليها وضمان تحقيقها، وهي الجانب الاجتماعي والبيئي والاقتصادي والبشري، وكل شخص مسؤول عن أحد هذه القطاعات يجب أن يدخل مدخلاته، الكل يجب أن يشارك بمدخلاته ليتم اتخاذ القرارات المناسبة، لافتا إلى أن تحقيق هذه الأهداف سيكون له مردود إيجابي كبير ومنفعة للجميع.
الاعتماد على التكنولوجيا
وأوضح سعادته أن الاعتماد على التكنولوجيا يوفر المليارات في مختلف القطاعات، فمثلا في قطاع الإنشاءات، بدل استقدام آلاف العمال يمكن من خلال التكنولوجيا توفير جهد وأموال هائلة، وكل شركة يمكن أن تقوم بعملياتها من خلال التكنولوجيا دون الحاجة لهذا الكم الهائل من العمالة، لافتا إلى أن العمل على تنويع الاقتصاد والاستعداد لمرحلة ما بعد النفط والغاز هي سبب وجود جهاز قطر للاستثمار للعمل للأجيال القادمة، وهذا ما أكد عليه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، الذي شدد على أن يكون جهاز قطر للاستثمار قادرا على أن يديم نفسه بنفسه مع حلول عام 2030، وألا يقترض مالا من الحكومة، مشيرا إلى أن كل الموارد التي تضخها الحكومة في الجهاز يتم استثمارها بحكمة وتحوط كبيرين ولدينا أفضل الخبرات والمهارات ونعمل مع أفضل المؤسسات في العالم، مشيرا إلى أنه منذ 2015 إلى الآن تم استثمار مبالغ كبيرة، مشيرا إلى أنه في الأشهر الأربعة الأخيرة تم استثمار مبالغ هائلة والعوائد نراها كل عام من خلال العوائد المالية والحصص والسيولة وسحب الاستثمارات من بعض المناطق، خصوصا أننا نعمل على المدى القصير والمدى الطويل، بعض الشركات التي نعمل معها نخطط لأن تبقى معنا إلى الأبد، ودورنا العمل من أجل الأجيال المستقبلية.
وبخصوص قدرة السوق المحلي على استيعاب شركتين للاتصالات، أوضح الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني أن السوق القطري قادر على استيعاب خدمات الشركتين، مشيرا إلى أن وجود تنافس يحفز على العمل والابتكار، وأوريدو وفودافون تعملان مع بعض لحل المشاكل ومواجهة التحديات ونقوم بدعمهم وهم يدعموننا فنحن نتحدث عن قطر وليس عن شركتين، هناك تحديات ومنافسة.
3 مليارات دولار قيمة العلامة التجارية لـ Ooredoo
وفي معرض حديثه عن شركة أوريدو أحد أبرز استثمارات جهاز الاستثمار قال الشيخ عبدالله إنهم في أورويد حققوا نحو 8 أهداف من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ضمن خطة الأمم المتحدة.
في العديد من الدول والتي من ضمنها قطر والعراق وإندونيسيا وغيرها وطرحنا العديد من المبادرات التي تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة وهذا جانب مهم في نجاح الاستثمارات.
وأشار إلى أن شركة أوريدو استطاعت اكتساب خبرتها من خلال الاستثمارات المتعددة في دول متعددة بالإضافة إلى التواصل والتعامل مع أكثر من 153 مليون عميل عبر العالم وتمتلك علامة تجارية قيمتها تزيد على 3 مليارات دولار، لافتا إلى أن توسيع الأعمال وما تبعها من زيادة في الخبرة أفضل من البقاء فقط في السوق المحلي ليكون عدد العملاء فقط 2 مليون عميل.
ونوّه سعادته إلى الخبرات المتراكمة والكبيرة التي اكتسبتها الشركة من خلال أعمالها في العديد من الأسواق العالمية، وكيف أن تلك الخبرات ساعدت الشركة على إجراء تحديثات موسعة على شبكات الاتصالات في العراق من خلال شركة آسياسل، والاستحواذ على حصة كبيرة في شركة إندوسات في واحدة من أكبر الصفقات في قطاع الاتصالات، بالإضافة إلى الفوز برخصة تقديم خدمات الاتصالات في ميانمار بعد منافسة مع كبريات الشركات العالمية.
وأشار إلى أن شركة أوريدو شهدت تطورا ملموسا في أعداد المشتركين بلغ العدد في العام 2000 نحو 400 ألف مشترك فقط وفي العام 2006 بلغ عدد العملاء نحو 2 مليون عميل واليوم يتجاوز عدد العملاء نحو 150 مليون عميل في مختلف الدول، لافتا إلى أن نسبة نمو عدد العملاء من العام 2000 لغاية اليوم نحو 7000%. أما بالنسبة إلى العائدات للشركة نمت بشكل لافت إلى أن بلغت في العام 2016 نحو 32 مليار ريال، لافتا إلى أن الزيادات الكبرى في أعداد العملاء والعائدات تدل على النجاح من خلال الخبرة التي اكتسبناها خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن التجربة والخبرة والمعرفة هي التي سمحت لقطر بأن تتعامل مع الحصار المفروض عليها، لافتا إلى أن آثار الحصار محدودة في الحياة الطبيعية والأسواق مليئة بالإضافة إلى أن شركة خطوط الطيران القطرية ما زالت تحلق في سماء مختلف الدول.
قطر تحقق ازدهارها ونموها بفضل استثمارها بالمعرفة
أكد الشيخ عبدالله أن وجود المدينة التعليمية والجامعات المتميزة فيها جاء كنتيجة لأن القيادة في قطر تعمل على أن يكون لدى الشعب القطري والمقيمين المعرفة وهي مطلوبة لكل مجتمع ناجح.
وبين أن رؤية 2030 لديها ركائز مهمة تتعلق بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، لافتا إلى أن المجتمع الذي يستند في أعماله على المعرفة والابتكار لابد أن يكون ناجحا، داعيا الطلبة إلى أن يتذكروا دائما التجربة والمعرفة والنجاح.
وأشار إلى أهمية استثمار قطر في قطاع التعليم ودوره في دعم الاقتصاد المعرفي، ما ساهم في إيجاد وصقل مهارات وخبرات مجموعة مميزة من الكفاءات التي تقود قطر لتخطي العقبات والتحديات التي تواجهها.
وأضاف «قطر تواجه حصاراً، إلا أن هذا الحصار لم يكن له أثر ملموس على الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، فأرفف المحال مليئة بالبضائع والشركات تمارس أعمالها كالمعتاد والناقلة الوطنية تحلق في الأعالي.
لقد تخطينا جميع العقبات بسلاسة، وذلك بفضل استعداد قيادتنا الحكيمة لمواجهة مثل هذه التحديات واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان رفاهية شعبنا.
وهنا جاء دور الخبرات التي أشرت إليها سابقاً، إذ ساهمت تلك الخبرات بتخطي جميع العقبات التي واجهتها البلاد خلال الأسابيع الأولى من الحصار وأوصلتنا إلى الاستقرار الذي ننعم به الآن».