قطر توسع شبكة علاقاتها السياحية والقطاع السياحي يحسم قرار التنمية

الألمان والصينيون وافدون جدد والأرقام تفتح دفاتر الإحصاء

مواسم المغامرات السياحية تشعل فضول الزوار والبواخر البحرية بديل معتمد

القريصي: 

السياحة البحرية جزء أساسي من إستراتيجية الهيئة العامة للسياحة واستقطاب البواخر السياحية بدأ قبل موسمين

أبو جلالة: بواخر بثلاثة آلاف راكب تتعاقب على الموانئ القطرية

جواهر الخزاعي: الهيئة مستعدة لتقديم الدعم لشركائها في القطاع الخاص

 بزنس كلاس – أحلام اليافعي

حقق القطاع السياحي في دولة قطر هذا العام 2017 إنجازات مميزة واضاف رصيدا كبيرا من النجاحات خصوصاً بعد قرار إعفاء نحو 80 جنسية من تأشيرة الدخول للبلاد ما ساهم برفع عدد القادمين إلى قطر بنسبة جيدة إضافة إلى جملة من الإجراءات التي تم ويتم اتخاذها من أجل منح عملية السياحة في قطر الزخم المطلوب من أجل مشاركة أكبر لهذا القطاع في مصادر الدخل والمساهمة بفعالية في تنويع الاقتصاد القطري وفق رؤية قطر الوطنية 2030.

إلا أن أهم ما يميز الحركة والنشاط السياحي في قطر بشكل عام خصوصاً لجهة تشجيع قدوم مزيد من السياح عبر البواخر السياحية العملاقة من الدول الأجنبية، اعتبار الأمر تدريب عملي أو “جنرال بروفة” كما يقال في عالم المسرح استعداداً للحدث الأبرز وهو استضافة مونديال قطر 2022 بالنجاح المطلوب وظيفياً وليس فقط بتجهيز المنشآت والمرافق الخاصة بالبطولة بحد ذاتها.

موسم البواخر

تقريباً كل أسبوع وحينما تتوجه إلى ميناء الدوحة، ترى سفن ركاب ضخمة وهي ترسو مع انطلاق موسم البواخر السياحية، الأمر الذي بات مشهداً مألوفاً  في الميناء مع قدوم مزيد من السياح الأوروبيون على متن البواخر العملاقة ليقضوا أياماً في بلادنا الدافئة.

لقد بدأت الدوحة تركز على هذا النوع الحيوي من السياحة منذ ثلاث سنوات وقد وصلنا اليوم إلى مرحلة توقع رسو نحو  21 باخرة سياحية ضخمة بين نوفمبر/ تشرين الثاني هذا العام وأبريل/ نيسان 2018، مع توقع أن يصل عدد السياح القدمين على تلك البواخر لهذا الموسم ما يقارب الـ 50 ألف سائح بنهاية الموسم.

ويقول مسؤولون قطريون إنهم يروجون للدوحة كمحطة تتوقف فيها البواخر السياحية لتنويع قطاع السياحة في الدولة في إطار إستراتيجية سياحية جديدة. ورغم أن التركيز القطري في هذا المجال ينصب على السياح الأجانب إلا أنه لا يلغي الاهتمام بالسياح القادمين من دول الخليج العربي رغم حقيقة أن أعداد أولئك تراجعت كنتيجة حتمية لسياسات الحصار التي تفرضها السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحري ضد الدوحة التي لم تتخذ أي إجراء أو قرار يمنع المواطنين الخليجيين من القدوم إلى قطر سواء بقصد السياحة العادية أو السياحة العلاجية على حد سواء.

زوار وأرقام

ورغم تراجع أعداد القادمين من دول الحصار إلى قطر، فإن عدد الكويتيين والعُمانيين الذين زاروا الدوحة في ذات الفترة قد ارتفع بنسبة كبيرة خصوصاً بعد الترحيب الشعبي بهما نتيجة مواقف بلديهما المحايدة فيما يخص الأزمة ونتيجة كذلك التعاطف الشعبي من البلدين مع قطر والظلم الذي أُنزل بها. وهذا ما دفع فنادق الدوحة مثلا لتقديم عروض مغرية جداً للغاية للقادمين من الكويت وعمان كما حدث في عطلة عيد الأضحى المبارك الماضية ما رفع بدرجة كبيرة أعداد القادمين إلى الدولة.

وتظهر إحصاءات الهيئة العامة للسياحة تراجعا بنسبة أربعة في المئة في عدد الزائرين من منطقة مجلس التعاون الخليجي في النصف الأول من عام 2017 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وفي ذات الوقت زاد عدد السائحين القادمين من أوروبا وأمريكا بنسبة 10 في المئة و7 في المئة على التوالي.

وفي أغسطس آب أعلنت قطر السماح بدخول مواطني 80 دولة بدون تأشيرة لتشجيع النقل الجوي والسياحة وسط مقاطعة للدوحة من جيرانها كانت مستمرة لمدة شهرين آنذاك.

نتائج رسمية

وقال راشد القريصي رئيس قطاع التسويق والترويج بالهيئة العامة للسياحة بأن السياحة البحرية جزء أساسي من إستراتيجية الهيئة العامة للسياحة 2017-2023. فقد بدأت الهيئة في استقطاب البواخر السياحية قبل موسمين. وقد حققت الخطوة نجاحاً كبيراً حيث بلغت الزيادة في أعداد السياح القادمين  إلى قطر خلال الموسم الماضي نحو 1000%  ألف في المئة، مع وصول 47 ألف شخص على متن تلك البواخر. فيما تتوقع الهيئة أن يصل عدد السياح القدمين إلى قطر على متن البواخر السياحية هذا الموسم 2017-2018 إلى 50 ألف سائح.

وفي نفس الفترة اللي تناقص فيها عدد الزائرين من بعض الدول المجاورة كان هناك زيادة كبيرة في أعداد السياح الأجانب القادمين من أجل السياحة الترفيهية تجذبهم عدة أنشطة ومهرجانات مميزة للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” إضافة لتجربة التسوق وتمضية أوقات هادئة في أوساق الدوحة الشهيرة لاسيما سوق واقف.

إلا أن قيام الدولة في قطر بإعفاء حوالي 80 جنسية من مختلف بلاد العالم من تأشيرة الدخول في بداية أغسطس / آب، لعب دوراً كبيراً بتوافد عدد غير مسبوق من السياح الأجانب تحديداً إلى البلاد، ما اسهم بشكل قوي في تعزيز المناخ السياحي وتحسين الفعاليات المتعلقة به خلال الفترة المنصرمة.

مغامرات مع سبق الإصرار

وقال الرئيس التنفيذي لمغامرات الخليج للسياحة، عماد أبو جلالة إن المنطقة تجذب حاليا البواخر السياحية الضخمة على غرار Mein Schiff 5 وتلك التي تحمل ما يصل إلى ثلاثة آلاف سائح على متنها. واضاف في هذا السياق بأن التوجه الجديد بات باللجوء إلى ركوب بواخر ضخمة “Mega Ships” التي يتراوح عدد ركابها بين 2500 و 3000 راكب لأنها تعتبر موفرة بالنسبة للشركات المشغلة والشركات السياحية لأن المزيد من الغرف في السفينة يعني مزيد من عدد السياح.

ميناء الدوحة كان غير قادر على استقبال هذا النوع من السفن قبل 2015 لكن السلطات بدأت منذ ذلك الحين بجملة من عمليات إعادة تطوير ميناء الدوحة وتجهيزه لمثل هذه البواخر الضخمة خصوصاً بعد تفعيل ميناء حمد البحري كميناء رئيسي لاستقبال بواخر الشحن البحري.

حضور ألماني ملفت

منذ موسمين وحتى الآن بدأ عدد السياح الألمان تحديداً من بين أولئك القادمين إلى الدوحة في فصل الشتاء بالارتفاع بشكل تدريجي، حيث تستقبل قطر مزيدا من السائحين القادمين من ألمانيا الذين يتطلعون للاستمتاع بأنشطة ثقافية وترفيهية في إطار تجربة البواخر السياحية.

وفي هذا السياق، أوضح كلاوس هيلدبراندت رئيس تحرير إحدى المجلات المهنية المتخصصة في السياحة في ألمانيا إن الدوحة تحديداً تجتذب كبار السن من الألمان الذين يتوفر لديهم المال والوقت من أجل سياحة مريحة للأعصاب في بلد هادئ مثل قطر. وأضاف “الألمان يحبون كرم الضيافة لكن ليس دائما، وهذا أمر تم بحثه  كثيرا، على المستوى ذي الخمسة نجوم. فالسوق الألماني وأسواق أوروبية أخرى جيدة بالنسبة للنُزُل فيما يتعلق بمن سيأتون لما يخص كأس العالم لكرة القدم. وبالتالي فهناك حاجة لمنتج جديد كما أن هناك أيضا حاجة لمقاصد سياحية جديدة. القطاع الأكبر من المجتمع الذي يسافر هو من يسمون بالمُسنين، الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما، فلديهم المال والوقت اللازمين وهذا نمط مثالي لتتجه مجموعة منهم لمقصد سياحي مثل قطر.

مرحباً بالصينيين

وبعد أن كان الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي يمثلون، فيما مضى، نحو نصف عدد السائحين الذين يزورون قطر، بات الآن العدد الأكبر من القادمين إلى الدوحة من الأجانب لا سيما من أوروبا ومؤخراً من الصين حيث تركز الهيئة العامة للسياحة جهودها هناك من أجل استقطاب السائح الصيني إلى ربوع الخليج العربي.

فقد افتتحت الهيئة العامة للسياحة أول مكتب تمثيلي لها في الصين في التاسع من ديسمبر / كانون الأول الحالي، والذي يقع مقره في العاصمة بكين، فيما يتْبعه مكتبان فرعيان آخران في مدينتي شنغهاي وجوانجتسو. وقامت الهيئة بعد ذلك بتنظيم دورة تدريبية لشركات إدارة الوجهات السياحية، بما يضمن تمكينها من الدخول إلى سوق السياحة الصينية الواعدة والاستفادة من إمكاناتها الكبيرة، وذلك بالتعاون مع برنامج “مرحباً بالصينيين”، وهو البرنامج الرسمي الوحيد لاعتماد الضيافة الخارجية الذي يحظى باعتراف الحكومة الصينية.

وصرحت السيدة جواهر الخزاعي، رئيس قسم الاتصال في الهيئة العامة للسياحة  بأن الهيئة مستعدة لتقديم دعم خبرائها لشركاء الهيئة في القطاع الخاص وتشجيعهم على الاستفادة من فرصة تدفق السياح الصينيين إلى قطر. وذلك من خلال دورات تدريبية  تأتي في إطار التعاون بين الهيئة العامة للسياحة وبرنامج “مرحباً بالصينيين” الذي يهدف إلى تمكين قطاعات الضيافة والسياحة والتجزئة في قطر من تلبية متطلبات السياح الصينيين وتسويق عروضها عبر منصات السياحة الصينية.

وقالت إنه منذ حصول قطر على صفة الوجهة السياحية المعتمدة في الصين، أصبح بإمكان أعضاء القطاع السياحي الآن في قطر الدخول إلى أكبر سوق للسياحة الخارجية في العالم، ما يعني أن عليهم أن يكونوا جاهزين لتقديم تجارب سياحية استثنائية للزائرين الصينيين.

فرص تدريب وترويج

وكانت دولة قطر قد حصلت في شهر سبتمبر/ ايلول الماضي على صفة الوجهة السياحية المعتمدة في الصين، مما يسمح لها باستقبال الوفود السياحية من الصين والترويج لقطر كوجهة سياحية داخل السوق الصينية. ويسعى نظام الوجهة السياحية المعتمدة إلى ضمان حصول الزوار الصينيين على خدمات سياحية آمنة وموثوق بها، سواء كانت مقدَّمة من وكالات السفر في الصين أو منظمي الرحلات خارج الصين. ويسعى برنامج “مرحباً بالصينيين” لضمان أن أعضاء القطاع السياحي في البلدان التي تُمنح صفة الوجهة السياحية المعتمدة جاهزون ومؤهلون لاستقبال واجتذاب الزوار الصينيين.

ويتم إصدار شهادة “مرحباً بالصينيين” من قبل أكاديمية السياحة الصينية، وهي إحدى أفرع الإدارة الوطنية للسياحة في الصين. وقال السيد جاكوبو سيرتولي، رئيس برنامج مرحبا بالصينيين أن الاشتراك في البرنامج يضمن للمؤسسات السياحية الاستفادة من الفرص التدريبية والترويج لعروضها في سوق السياحة الصينية، فضلاً عن التسويق المستهدف سواء عبر شبكة الإنترنت أو خارجها والذي يستهدف مباشرة المسافر الصيني. ومع إعفاء المسافرين الصينيين من تأشيرة الدخول إلى قطر، وبفضل وجود رحلات طيران مباشرة إلى ست مدن صينية، أصبحت قطر مؤهلة لاستقبال المزيد من الزوار من هذه السوق المتنامية.

إذن تمكنت السياحة في قطر خلال 2017 من توثيق عرى علاقة قوية مع السائحين الألمان كمقدمة لجذب مزيد من السياح الأوروبيين لا سيما فرنسا وبريطانيا والدول الإسكندنافية، ومن جهة ثانية فتحت باب الشرق على الصين لقدوم سائحيها إلى ربوع وظننا ما يشكل خطوة كبيرة تساعد لا شك في تعزيز مساهمة القطاع السياحي بالموازنة العامة للدولة إضافة إلى تأسيس صحيح لمبدأ تنويع مصادر الدخل.

 

 

السابق
اليوم الوطني القطري يعيد ترسيخ قيم التميز والتنمية وقرارات المقاطعة تعرف طريقها إلى سلة المحذوفات
التالي
سمو الأمير يدشن حسابه على تويتر: عزم على مواصلة طريق البناء والتنمية والكرامة