قطر تحتضن اليوم العالمي للسياحة.. تنمية مستدامة

الدوحة – بزنس كلاس:

تحت شعار السياحة المستدامة – أداة للتنمية” تحتضن العاصمة القطرية الدوحة غداً الأربعاء 27 سبتمبر / أيلول اليوم العالمي للسياحة تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، حيث تستعد الدوحة لاستقبال لفيف من الشخصيات البارزة على الصعيدين الإقليمي والعالمي للمشاركة ضمن فعاليات الاحتفال الرسمي غدا.
ومن أبرز المتحدثين والمشاركين في النقاشات سعادة الدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، وسعادة السيد إدموند بارتليت وزير السياحة الجامايكي، وسعادة السيد فرانو ماتوسيك وزير السياحة الكرواتي، وسعادة السيد ايجيني لين ناغبي وزير الثقافة والسياحة والمعلومات الليبيري، وسعادة السيد أواديس كيدانيان وزير السياحة اللبناني، وسعادة السيدة سلمى اللومي الرقيق وزيرة السياحة والصناعات اليدوية التونسية، والآنسة أنـّا باولوني مديرة مكتب منظمة اليونسكو في الدوحة، وممثلون عن وزارة السياحة الإندونيسية، والسيد فيرنان دو أوليفيرا وزير ولاية غواناخواتو المكسيكية، بينما يدير النقاش ماكس فوستر مذيع/سي إن إن العالمية.. إلى جانب مشاركة جمع من الوزراء والمسؤولين البارزين في مجالات الثقافة والسياحة، وممثلين عن هيئات ووزارات السياحة من شتى أنحاء العالم، والعديد من المتحدثين القطريين، بالإضافة إلى إعلاميين مخضرمين.
وسيتناول النقاش أبعاد وآفاق الدور الذي يمكن للسياحة أن تؤديه في التنمية المستدامة، وانعكاس ذلك على تطور الدول واستمرار نموها.
وأعرب السيد حسن الإبراهيم رئيس قطاع تنمية السياحة في الهيئة العامة للسياحة عن سعادة الهيئة وفخرها بمشاركة هذا العدد الكبير من الشخصيات البارزة إقليمياً ودولياً.. معتبرا أن هذا يدل على الاهتمام الدولي الكبير بالسياحة، متطلعا لاستقبالهم جميعا في الدوحة وتبادل المعرفة والخبرات معهم، مما سينعكس إيجابا على تنمية قطاع السياحة القطري كجزء من استراتيجية قطر وتوجهها نحو اقتصاد مستدام ومتنوع تشكل السياحة ركيزة أساسية فيه.
وتأتي استضافة هذا اليوم في وقت تشهد فيه البلاد بشكل عام وقطاع السياحة بشكل خاص تغيرات كبيرة، سعيا نحو تحقيق الاستدامة وتنويع مصادر الدخل القومي في شتى المجالات والقطاعات وعلى رأسها قطاع السياحة، مما يمنح هذا اليوم أهمية إضافية بالنسبة لقطر.. وستشهد الاحتفالات إطلاق المرحلة القادمة من الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030، والتي تسعى إلى تنويع المنتجات السياحية والأسواق المصدرة للسياح لقطر، ضمن مسيرة التنمية المستدامة.
وكانت الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية قد قررت إعلان عام 2017 سنة دولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية، تسليما منها بأهمية السياحة الدولية في إرساء تفاهم أفضل بين الشعوب في كل مكان، وإذكاء الوعي بالتراث الثري لمختلف الحضارات، وجعل القيم المتأصلة لمختلف الثقافات تحظى بتقدير أفضل، بما يسهم في تعزيز السلام في العالم، وتسليما كذلك بالدور الهام للسياحة المستدامة.
وتُعرف السياحة المستدامة بأنها السياحة التي تأخذ في الاعتبار التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية القائمة والمستقبلية، فضلا عن أنها تتطرق إلى حاجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة. ولذا يفترض أن تستخدم أفضل ما يكون، وأن تحترم المجتمعات، وأن تضمن عمليات اقتصادية طويلة المدى وحيوية تعود بالمنافع التي توزع بالتساوي بين جميع أصحاب المصلحة.
وفازت دولة قطر بحق استضافة فعاليات الاحتفال بيوم السياحة العالمي من خلال التصويت الذي أجرته الجمعية العامة الـ 21 لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والتي انعقدت في كولومبيا في عام 2015، حيث تكتسب هذه المناسبة أهمية مضاعفة لدى دولة قطر، وذلك لكونها تأتي في وقت يشهد فيه قطاع السياحة في البلاد تغيرات كبيرة ومثيرة، وفي هذا الصدد أشار سعادة السيد طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إلى أنه بناءً على قرار الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية، سوف تستضيف قطر الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للسياحة في 27 من سبتمبر هذا العام .
وأضاف أن المنظمة تتطلع بشدة إلى هذا الحدث الذي يكتسب أهمية خاصة هذه السنة لتزامنه مع الاحتفال بالسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية.. منوها بالتزام قطر بتطوير قطاعها السياحي، لا سيما عقب قرارها الأخير بإعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول، ففي 9 أغسطس 2017 قررت دولة قطر السماح لمواطني 80 دولة بالدخول إلى أراضيها دون الحاجة للحصول على تأشيرة دخول مسبقة والتي تأتي في إطار سياسة تهدف لزيادة أعداد الزوار وتعزيز الإنفاق السياحي في دولة قطر، ووفق هذا الإجراء، لن يتعين على مواطني البلدان الـ80 الراغبين في زيارة قطر التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول مسبقة أو سداد رسوم، بل سيُمنحون مجاناً إعفاءً من التأشيرة لدى وصولهم إلى منفذ الدخول.
ولم يكن هذا القرار هو الوحيد الذي أصدرته قطر في إطار سياستها للترويج للسياحة، حيث أطلقت في نوفمبر 2016، تأشيرة عبور مجانية (ترانزيت) يسمح بموجبها للركاب الذين يقضون خمس ساعات على الأقل كوقت عبور في مطار حمد الدولي، بالبقاء في قطر لمدة تصل إلى 96 ساعة (أربعة أيام)، دون حاجة للتقدم بطلب مسبق للحصول على تأشيرة دخول.
وفي مايو 2017، أطلقت الهيئة العامة للسياحة “باقة التوقف” في الدوحة للمسافرين العابرين “ترانزيت” عبر مطار حمد الدولي، وتهدف الباقة إلى الترويج لقطر كوجهة سياحية للمسافرين الدوليين، وتتيح لهم الفرصة لاستكشاف الدوحة والاستفادة من إقامة مجانية في مجموعة من الفنادق الفاخرة وأدت هذه الإجراءات، بالإضافة إلى الجهود التسويقية المكثفة التي تبذلها الهيئة على الصعيد الدولي، إلى زيادة نسبتها 39% في عدد الزوار الذين توقفوا في قطر خلال الأشهر الستة الأولى من 2017، مقارنة بالفترة نفسها من 2016.
واكتسبت السياحة طوال العقود الستة الماضية توسعا وتنوعا مطردين، فأصبحت واحدة من أسرع القطاعات الاقتصادية في العالم نموا وأهمية لما لها من منافع تعود على المجتمعات في كل أرجاء العالم.
ويُقدر أن السياحة ستنمو بمعدل 3.3% سنويا حتى حلول عام 2030، وهذا النمو الذي وقع على امتداد الجزء الثاني من القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين هو نتيجة تمدد النشاط السياحي بسبب الإقرار بالحق في الإجازات في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتحسن اعتماد حقوق العمال في كثير من البلدان، ونمو الطبقة الوسطى على مستوى العالم. وفضلا عن ذلك، أتاح التقدم التكنولوجي وانخفاض أسعار النقل وبخاصة النقل الجوي إلى زيادة السفر الدولي.
يذكر أن الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية قررت في دورتها الثالثة (توريمولينوس، إسبانيا، سبتمبر 1979) تأسيس يوم السياحة العالمي، ابتداء من سنة 1980، وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ ليتزامن مع حدث بارز في تاريخ السياحة، وهو الذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسي للمنظمة، في 27 سبتمبر، 1970.
والاحتفال بيوم السياحة العالمي يأتي في موعد مناسب جدا، أي بنهاية موسم الذروة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وفي بداية الموسم في النصف الجنوبي، حين تكون السياحة في بال ملايين الناس في العالم أجمع.

السابق
نحو 248 مليون ريال حجم التداول العقاري في أسبوع
التالي
مؤشر البورصة يقفز صاعداً بنحو 1.5%