الدوحة – بزنس كلاس:
شهدت العلاقات القطرية – الكويتية دفعة قوية نحو مزيد من تعميق التعاون السياسي والاقتصادي التكاملي بين البلدين الشقيقين حيث تشهد العلاقات القطرية الكويتية زخماً قوياً في الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في الآونة الأخيرة، بشكل يعكس إرادة سياسية معلنة لدى قيادتي البلدين لتكثيف التعاون والشراكة في جميع المجالات، بما يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية والأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين.
وعززت أزمة الحصار المفروض على قطر، وجهود الوساطة المضنية لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت للخروج بالأزمة الخليجية من عنق الزجاجة، ودعمه لحق قطر في الدفاع عن سيادتها، موازاة مع تمسكها بالحوار، تعميق أواصر الثقة بين قيادتي البلدين والشعبين، وتأكيد رغبتهما في تمتين العلاقات الاستراتيجية القائمة بينهما.
منذ توليه مقاليد الحكم، أبان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى؛ عن تقدير خاص لأخيه سمو أمير الكويت في مناسبات عدة، وكان صاحب السمو حريصاً على زياره أخيه باستمرار. وفي شهر رمضان، كان صاحب السمو حريصاً على تقليد سنوي بزيارة سمو أمير الكويت في رمضان، في لفتة تعكس المكانة التي يحظى بها «أمير القلوب» الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لدى قطر، قيادة وشعباً.
ومنذ بداية الأزمة الخليجية، لم يتوان حضرة صاحب السمو في مختلف المناسبات عن تأكيد تقديره الشخصي لأخيه أمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد.
وحينما تعرض موقع وكالة الأنباء القطرية للقرصنة، وأعلنت دول الحصار قرارها الجائر في حق قطر، لم يتوان حضرة صاحب السمو عن تلبية نداء أمير الكويت، ووافق على تأجيل خطابه للشعب القطري، لأجل منحة فرصة لجهود الوساطة الكويتية، لإصلاح ذات البين، ولم يصدر عن صاحب السمو ما يسيء لشعوب دول الحصار الخليجية، وحرص في خطابه لاحقاً على لم الشمل.
وبعد رحلات مكوكية لأمير الكويت، كانت تصريحاته واضحة لا غبار عليها، وظلت تؤكد امتنانه لصاحب السمو أمير البلاد المفدى، وتجاوبه مع جهود الوساطة الكويتية، في وقت ضربت دول الحصار بتلك الجهود عرض الحائط، رغم ما تكبده سمو أمير الكويت من مشقّة السفر والمفاوضات الماراثونية التي قام بها بين العواصم الخليجية.
وحينما قررت الكويت عقد القمة الخليجية، لم يتأخر أمير البلاد المفدى في إعلان موافقة قطر على حضور القمة، وكان حريصاً على الحضور شخصياً، تقديراً منه لجهود سمو أمير الكويت، في وقت تراجع فيه قادة دول الحصار عن الحضور، رغم وعودهم المسبقة!
وساهمت مواقف صاحب السمو في ترسيخ علاقات الأخوة مع القيادة والشعب الكويتي، فكان الإحسان على قدر الإحسان، وتعالت أصوات الكويتيين مشيدة بمواقف صاحب السمو، الذي أنقذ قمة مجلس التعاون من الفشل! ولأن الجزاء من جنس العمل، بدأ البلدان يقطفان سريعاً ثمار علاقة الصداقة والثقة التي تجمعهما، وهما يمضيان في طريق تمتين علاقاتهما الأخوية التاريخية، بمزيد من الشراكة والتعاون في المجالات الدفاعية والأمنية، والشراكة الاقتصادية، والرياضية والثقافية، لترقى إلى مستوى التناغم السياسي بين البلدين.
لقاءات على أعلى مستوى
وتجسيداً لتوجه البلدين، شهدت الدوحة والكويت زخماً من الزيارات المتبادلة مباشرة بعد قمة مجلس التعاون الأخيرة بالكويت.
فقد استقبل مؤخراً، سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، بمناسبة زيارته للكويت.
كما استقبل سعادته من قبل سمو الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، والشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بدولة الكويت الشقيقة.
خطوات متسارعة لتعزيز الشراكة الاقتصادية
على الصعيد الاقتصادي؛ بدأت قطر والكويت خطوات متسارعة لتكثيف شراكتهما. وتجسّد ذلك في زيارة وفد كبير، ضمّ 55 من رجال الأعمال القطريين إلى الكويت، برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، لحضور ملتقى أصحاب الأعمال القطري الكويتي.
وقال رئيس غرفة قطر إن الزيارة كفيلة بتعزيز العلاقات بين رجال الأعمال القطريين والكويتيين، بما يؤدي إلى مزيد من التعاون في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية، لافتاً إلى أن رجال الأعمال القطريين لديهم رغبة كبيرة في التوجه إلى السوق الكويتي، وإقامة شراكات وتحالفات تؤدي إلى مزيد من التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية.
وأشاد الشيخ خليفة بالموقف الكويتي من الأزمة الخليجية، والحصار الجائر الذي فرضته ثلاث دول خليجية على دولة قطر، منذ الخامس من شهر يونيو 2017، مثمّناً الجهود والمساعي التي يبذلها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت لحل هذه الأزمة.
وأشار إلى أن القطاع الخاص الكويتي ساهم في مدّ السوق القطري بالعديد من المنتجات والسلع منذ بداية الأزمة، لافتاً إلى أن زيارة وفد رجال الأعمال القطريين إلى الكويت ستفتح الآفاق بين الجانبين، وتقود إلى توقيع اتفاقيات بين الشركات القطرية والكويتية، لتعزيز التبادل التجاري والمشاريع المشتركة.
«القطرية» تخطف الأضواء في الكويت
تأكيداً للإرادة السياسية لقيادتي البلدين في تطوير التعاون الاقتصادي، خطفت الخطوط الجوية القطرية الأضواء خلال فعاليات اليوم الافتتاحي لمعرض الكويت للطيران، بعد أن استعرضت مقاعد «كيو سويت»، التجربة الجديدة للسفر على درجة رجال الأعمال، لأول مرة في عام 2018، بالإضافة إلى عرض طائرة أيرباص A350-900 التي تعد الأحدث تكنولوجياً في العالم.
وبحضور أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، أقيمت جولة داخل طائرة «بوينج 777» المزوّدة بمقاعد «كيو سويت»، بمشاركة الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح وزير شؤون الديوان الأميري بالإنابة بدولة الكويت، والشيخ سلمان حمود الصباح رئيس الإدارة العامة للطيران المدني بدولة الكويت، وعبد الله بن ناصر السبيعي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني القطرية.
الرياضة الكويتية تثمّن الدعم القطري
لم يكن التعاون في المجال الرياضي بعيداً عن تطلعات قادة البلدين، وفي خطوة تعكس الإرادة السياسية المشتركة، استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفداً كويتياً برئاسة سعادة السيد خالد ناصر الروضان، وزير التجارة والصناعة، ووزير الدولة لشؤون الشباب.
واغتنم الوفد الكويتي الفرصة للتعبير عن خالص شكرهم وتقديرهم لسمو الأمير المفدى على ما قدمته دولة قطر من دعم ومساندة للرياضة الكويتية، ساهما في رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» الإيقاف عن كرة القدم الكويتية الشهر الماضي، وعلى موافقة دولة قطر على نقل «خليجي 23» للكويت، بناءً على رغبة دولة الكويت، وعلى تسخير دولة قطر جميع إمكاناتها لإنجاح أهم حدث رياضي في مجلس التعاون الخليجي.