قطر: أول عمل جراحي لرزاعة كلية من فئة دم مختلفة قريباً

الدوحة – وكالات:

كشف الدكتور يوسف المسلماني – رئيس قسم برنامج زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية -، النقاب عن توقيت إجراء أول عملية زراعة كلى من فصيلة دم إلى فصيلة دم أخرى، ستجرى خلال الأشهر الستة المقبلة، لافتاً إلى أنَّ كامل الاستعدادات الفنية والطبية جاهزة لمثل هذا النوع من العمليات، إلا أنَّ الفريق الطبي لا يزال يخضع للتدريب على هذا النوع من العمليات الجراحية.
وأعلنَّ الدكتور المسلماني في حوار خاص مع “الشرق“، أنَّ قسم برنامج زراعة الأعضاء أجرى (20) جراحة لزراعة الأعضاء من يناير 2018 وحتى سبتمبر الجاري، منها 4 جراحات زراعة كبد، منها واحدة من متبرع حي و(3) من متبرعين متوفين دماغيا، فضلاً عن (16) جراحة زراعة كلى، منها (9) من متبرعين أحياء، و(7) من متبرعين متوفين دماغياً.

وإليكم نص الحوار:
* لماذا كفريق جراحي بدأتم بالتفكير في إجراء جراحة زراعة الأعضاء من فصيلة دم إلى فصيلة دم مختلفة؟
– نحن كجراحين في حالة تطوير مستمر لما فيه مصلحة المرضى، خاصة من هم على قائمة الانتظار بانتظار متبرعين سواء أحياء أو متوفين دماغيا، ولابد الإشارة هنا إلى النقص الشديد في وجود متبرعين ليس فقط على مستوى الدولة، بل المشكلة تعد عالمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر في الولايات المتحدة الأمريكية يتوفى 7 آلاف شخص سنويا بسبب النقص الشديد في التبرع بالأعضاء، لذا كان من المهم التفكير بمثل هذا النوع من التقنية المستخدمة في عدة مجالات طبية، بسبب عدم مطابقة المتبرعين من الأقارب للشخص المصاب.

* تقنية طبية
* على ماذا تستند هذه التقنية؟
– التقنية كما سبق وأن ذكرت كانت تستخدم لأسباب طبية، وتم التفكير في استخدامها لتقليل المضادات الموجودة في دم المستقبل للعضو المتبرع به، من خلال وضع المريض على جهاز أشبه بجهاز الغسل الكُلوي، يقوم بتنقية دم المُتلقي من الأجسام المضادة حتى لا ترفض أو تهاجم العضو الجديد، وهؤلاء المرضى يخضعون لجرعات إضافية عن غيرهم لتثبيط المناعة بسبب التباين في فصيلة الدم.

* لماذا للآن لم تقم مؤسسة حمد الطبية بإجراء أي عملية بالرغم من أنَّه كان من المفترض إجراء أول عملية في شهر يوليو الماضي؟
– التقنيات متوافرة، إلا أننا نعكف على تدريب الفنيين على الجهاز للبدء بأول عملية، والتي من المحتمل أن تجرى خلال الأشهر الستة المقبلة.

* كم شخصاً على مستوى دولة قطر من الممكن أن يستفيد بمثل هذا النوع من التقنية في زراعة الأعضاء؟
– أستطيع أن أتحدث بصورة عامة، أنَّ مثل هذا النوع من جراحات نقل الأعضاء يرفع نسبة التبرع بنسبة 30% على مستوى العالم، أي إذا كنا نقوم بإجراء 10 عمليات نقل أعضاء من أقارب سيرفع العدد إلى 13 عملية.

*قوائم الانتظار
*ما أهمية هذه التقنية؟
– لابد من التأكيد على أنَّ هذه التقنية كما وسبق أن ذكرت أنها تقلل من أعداد المرضى على قوائم الانتظار، حيث كان في السابق اختلاف فصيلة الدم يعرقل عملية التبرع، لكن الآن بات بالإمكان نقل العضو بالرغم من اختلاف فصيلة الدم، فكلما توافر المتبرع كان أفضل، فالمتبرع القريب يمنح المريض فرصة في أن تكون نتائج العملية أفضل من المتبرع الغريب، ومن المتبرع الحي أفضل من المتبرع المتوفى دماغيا، كما أنَّ نسبة نجاح العملية من قريب حي تصل إلى 97% في السنة الأولى، و95% في السنة الثالثة، أما من متبرع قريب متوفى تصل في السنة الأولى إلى 95%، أما في السنة الثالثة فتصل إلى 90%.

>> د. المسلماني في إحدى عمليات زراعة الكلى
* هل هناك عناية خاصة بالمتلقي من فصيلة دم مختلفة؟
– المتلقي يحتاج إلى رعاية أكثر، لأنه يتناول جرعة مثبطات للمناعة أكثر من المتلقي من نفس الفصيلة، حتى لا يتعرض العضو إلى هجوم أو رفض، إلا أن النتيجة النهائية هي ذاتها للمتبرع من ذات الفصيلة.

*هل من تحديات تواجهكم لإجراء هذا النوع من العمليات؟
– لا توجد تحديات أو عراقيل بالمعنى الحقيقي، وإنما من المهم التنسيق التام بين فريق المختبر، وفريق الباطنية وفريق الجراحة لكي تخرج العملية بأفضل النتائج.

* 20 زراعة

* كم عدد المسجلين في سجل التبرع بالأعضاء؟
– هناك 300 ألف شخص مسجلون في سجل التبرع بالأعضاء “هبة”.

* كم عدد العمليات التي أجراها قسم جراحة التبرع بالأعضاء خلال العام الجاري؟
– القسم أجرى 4 عمليات زراعة كبد، منها واحدة من متبرع حي و3 من متبرعين متوفين دماغيا، فضلا عن 16 عملية زراعة كلى، منها 9 متبرعين أحياء، و7 متوفين دماغيا.

* زراعة أعضاء غير قانونية
* مثل هذا النوع من البرامج لزراعة الأعضاء كم قلل وقنن من لجوء المرضى إلى إجراء عمليات زراعة أعضاء خارج قطر؟

– حقيقة هي تقلل من نسبة الانتظار على قائمة الانتظار، كما تقلل من انتشار زراعة الأعضاء بطريقة غير قانونية في الدول التي لا تنصاع إلى تشريعاتها المحلية، ونحن بمؤسسة حمد الطبية نُخضع المريض لنظام صحي دقيق، لذا دائما نحذر مرضانا ممن هم على قائمة الانتظار من إجراء عملية زراعة الأعضاء في مستشفيات غير معتمدة لأن غالبا ما تقوم بإجراء العملية ضمن ظروف غير صحية وغير قانونية، مما يضع المتلقي تحت وطأة المضاعفات التي تعرض بعضهم إلى خطر الوفاة، مما تشكل هذه العمليات عبئا بطريقة غير مباشرة على الدولة، لأنَّ المريض عندما يعود إلى الدولة بمضاعفات يضطر إلى الدخول إلى المستشفى وتلقي العلاج، والسعي للحفاظ على حياة الشخص.
وتحدث الدكتور المسلماني في هذا الإطار حول تجربته في إنقاذ حياة مريضة قامت بزراعة كلى في إحدى الدول، وقد تعرضت خلال إجراء العملية لعدوى فطرية سببت لها نزفا شديدا، بسبب مهاجة الفطريات للخياطة التي تربط الشرايين والأوردة، متأسفا على أنَّ الفطريات من الأخطار النادرة التي تصيب المريض داخل العملية، وهذا يدل على أنَّ المريضة خضعت لجراحة في مكان يفتقر إلى أدنى المعايير والاشتراطات الصحية، فقد يصاب المريض ببكتيريا أو فيروس ولكن الفطريات تقريبا مستحيلة، لأن الفطريات تهاجم مكان الخياطة مابين الشرايين والأورده فيصاب المريض بنزيف مما يتطلب التدخل الجراحي السريع وإلا تعرض المريض للوفاة.

* ما هي الرسالة التي توجهها دكتور يوسف إلى المرضى أو الجمهور بصفة عامة؟
– على المرضى الالتزام بتوصيات ونصائح الأطباء، حتى لا يتعرضوا إلى مضاعفات لا تحمد عقباها، وبالرغم من أنَّ أغلب الدول تجرم إجراء العمليات غير القانونية إلا أنَّ البعض في بعض الدول لا ينصاع إلى قوانين وتشريعات بلاده بل تكون النظرة الأهم للربح المادي وليست حياة المريض.

نقلاً عن صحيفة الشرق القطرية

السابق
صاحب السمو: قطر تتعهد بتوفير التعليم لمليون فتاة بحلول 2021
التالي
حقوق الإنسان: الدوحة تراقب تنفيذ أبوظبي لقرارات العدل الدولية