قاعدة العديد.. “مراهقة” ترمب الرئاسية.. إلى متى؟!!

واشنطن – وكالات – بزنس كلاس:

أشارت تقارير إعلامية بأن لا أحد يستطيع التنبؤ بما يجري داخل أروقة مؤسسات صنع القرار الأمريكية الثلاثة، البيت الأبيض، وزارة الخارجية والبنتاغون، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأزمة الخليجية.

ففي الوقت الذي ينبري فيه البيت الأبيض، وتحديداً الرئيس دونالد ترمب، لاتهام قطر بـ “تمويل الإرهاب” يسارع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لنفي الأمر وتوقيع مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب مع قطر في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها بالخليج والمنطقة العربية، هذا من جانب.

ومن جانب آخر، نرى ترمب نفسه يتسرع بتصريحات دون حساب، إن لم نقل تفكير، للحديث عن إمكانية نقل قاعدة العديد من دولة قطر إلى مكان آخر. ليستدعي استنفاراً في البنتاغون، المعني الأول بالأمر، من أجل نفي نية واشنطن مجرد التفكير بنقل تلك القاعدة الاستراتيجية، التي تعتبر أكبر قواعد الجيش الأمريكي بالمنطقة ومركز العمليات الرئيسي لمكافحة الأرهاب.

فقد نفى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن تكون الولايات المتحدة تبحث عن بديل لقاعدة “العديد” الجوية الأمريكية في قطر على خلفية التوتر الراهن في المنطقة. وأكد ماتيس أن الأزمة الخليجية ليس لها أي تأثير على العمليات التي تخوضها القوات الأمريكية باستخدام قاعدة “العديد” بقطر، ولا ترى واشنطن أي حاجة للبحث عن بديل لهذه القاعدة، فهي “لا تزال تعمل على مدار الساعة، ويتم استلام الإمدادات، ولن نحتاج للبحث عن بدائل”. وأضاف “هذا لا يعني أننا لا نريد أن نحل المسألة في أقرب وقت ممكن، ونحن نقف ضد تمويل الإرهاب ليس فقط في قطر ولكن لدى الجميع”.

لنخرج بمعادلة بسيطة مما سبق علينا أن نقرأ بوضوح الاستفتاء الذي أجري الأسبوع الماضي والذي أظهر انحدار الثقة بالرئيس الأمريكي خلال فترة قياسية، ستة أشهر، إلى مستوى خطير، بالتزامن مع تقارير إعلامية تتحدث عن رغبة وزير الخارجية تيلرسون بترك منصبه لشعوره بـ “الإحباط” وهو المعروف منذ أن كان رئيساً لكرة إكسون موبيل، عملاق الغاز المسال في العالم بأنه شخص يتمتع بـ “نفس طويل” وقدرة كبيرة على تطويع المصاعب لصالحه. إلا أن ترمب على ما يبدو عيّل صبر تيلرسون فأخذ هذا الأخير يفكر جدياً بترك منصبه وعدم إضاعة وقته بالجري اليومي لإصلاح مشاكل ترمب التي يصنعها كلما بدأ الحديث عن أي موضوع.

السؤال الصعب هو ماذا يمكن أن يحدث لو ترك تيلرسون منصبه وجاء ترمب بشخصية تشبهه لرئاسة الدبلوماسية الأمريكية؟!. وكيف سيكون شكل العلاقة أيضاً بين المؤسسة العسكرية الحساسة جداً لتصريحات ترمب وكلماته التي يمكن أن تكلفها الكثير من المال وربما الخسائر الأخرى رغم “وطنية” ترمب التي يغالي فيها أحيانا لدرجة كبيرة؟!

يعتقد معظم المراقبون والعارفون بخفايا المشهد الأمريكي وآلية تفاعل مؤسسات صنع القرار فيه بأن “مراهقة” ترمب الرئاسية لابد من وضع حد لها لضمان عدم جر واشنطن إلى أخطار لا تريد ان تكون تحت رحمتها، لذلك نرى ان الاستطلاع الخاص بانخفاض ثقة الأمريكيين برئيسهم “المتهور” تتزامن مع تصاعد الأصوات في الكونغرس لبدء إجراءات عزل الرئيس على خلفية التعاون مع موسكو لربح الانتخابات بطريقة غير عادلة. هل سيكون هذه مصير ترمب أم سيتابع الرئيس الأمريكي دور “المراهق المتصابي” ويحرد كالأطفال حتى لا يبقي بجانبه أي عاقل في إدارته التي تبدو كالسفينة التي تغرق والجميع يحاول السباحة بعيدة عنها!!

 

السابق
ترمب مؤهل لدخول موسوعة غينيس.. ثقة الأمريكيين به تتبخر بسرعة!
التالي
نيمار يرد على أندي جراي: “ميسي يستطيع اللعب في ليلة باردة في ستوك”!