“قائمة القتل”.. صحفيين سعوديين ينتظرون مصير خاشقجي!!

وكالات – بزنس كلاس:

تناولت الصحافة الفرنسية قضية مقتل خاشقجي بشكل مكثف واعتبرت أن الرواية السعودية حول وفاة الصحفي السعودي مشكوك فيها وبعيدة عن الصحة، وتساءلت عن صورة المملكة وولي عهدها الذي توالت سقطاته بعد حرب اليمن وحصار قطر واعتقال نشطاء الرأي لتأتي جريمة قتل خاشقجي بمثابة الصدمة للعالم بأسره و التي تثبت بالدليل والبرهان جرائم النظام السعودي.

رواية مشكوكة
شككت صحيفة أواست فرنس في اعتراف السعودية بأن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قد قتل داخل قنصليته في اسطنبول بعد شجار، واعتبرته تصريح مثير لعدة تساؤلات. وقالت أن خاشقجي معارض يعيش في المنفى في الولايات المتحدة منذ عام 2017. وقد أدى اختفاؤه في 2 أكتوبر الجاري إلى أزمة دولية. وبالنسبة لدونالد ترامب الذي سأله أحد الصحفيين عما إذا كان يعتبر هذا الإصدار “موثوقا به”، أجابه الرئيس الأمريكي، الذي كان مسافرا في ولاية أريزونا: “نعم، نعم”. لكن ترامب يعتقد أنه “من السابق لأوانه” مناقشة العقوبات المحتملة ضد السعودية.
بينما غرد ليندسي غراهام، الحليف المقرب من الرئيس ترامب، بشكل أكثر حذراً بشأن ظروف وفاة الصحفي السعودي، وكتب “التعبير عن شكوكي بشأن النسخة السعودية الجديدة للسيد خاشقجي هو تعبير ملطف”.
وقال بوب مينينديز، العضو الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة يجب أن تعاقب السعوديين المتورطين. “حتى لو توفي خاشقجي بسبب مشاجرة، لا شيء يبرر اغتياله”، على حد تعبيره. “إنه بعيد عن النهاية للقضية ونحن بحاجة إلى الحفاظ على الضغط الدولي.

من جانبه ، حث مايك كوفمان ، وهو جمهوري من ولاية كولورادو ، دونالد ترامب على استدعاء سفير الولايات المتحدة في السعودية. و الحال أن الرئيس لم يعين بعد سفيراً له في الرياض. و ذلك حسب ما أوردته الصحيفة التي بينت أن الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريس قال إنه “منزعج للغاية من تأكيد وفاة جمال خاشقجي”، بحسب بيان للأمم المتحدة. وهو “يشدد على ضرورة إجراء تحقيق سريع وشامل وشفاف في ظروف الوفاة”. إن سرعة رد فعل أنطونيو غوتيريس بعد اعترافات السعودية تتناقض مع الحذر الذي لوحظ حتى الآن في الأمم المتحدة منذ أوائل أكتوبر.

ومن جهة، قالت صحيفة لوموند أن أول نتيجة ملموسة لقضية جمال خاشقجي. بعد الاعتراف السعودية بأن الصحافي قد قتل في قنصليتها في اسطنبول، هو إبعاد اثنين من المساعدين الرئيسيين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. حيث كانت هاتان الشخصيتان جزءًا من الدائرة القريبة من الأمير محمد بن سلمان، ورافق طردهم القبض على 18 من السعوديين المشتبه بهم.

وواصل التقرير: العسيري يبلغ من العمر ستين عامًا، وكان كبير المستشارين المقربين من الديوان الملكي. قبل ترقيته إلى منصب نائب رئيس الاستخبارات العامة في عام 2017، كان المتحدث باسم التحالف العسكري الذي يحارب في اليمن منذ عام 2015.

وكان حضر اجتماعات ولي العهد المغلقة مع كبار الشخصيات الأجنبية الذين يزورون المملكة. كما عرف العسيري بمضايقته للصحفيين الأجانب الذين انتقدوا في مقالاتهم أخطاء السعودية في اليمن. في ربيع عام 2017، تم رشقه وضربه بالبيض في مؤتمر في لندن.

وقبل إقالته، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن السعودية على الأرجح ستلقي المسؤولية عن اختفاء خاشقجي على العسيري في محاولة لتطهير ولي العهد.
وأوردت لوموند: أن الشخصية الثانية التي أقيلت هي سعود القحطاني، وهو شخصية مركزية في مجموعة ولي العهد، ويرأس “مركز الدراسات والشؤون الإعلامية”، وهي وحدة تعود بالنظر للديوان الملكي، وتم تعيينه “مستشارًا إعلاميًا” للملك، وهو موقع رئيسي مكّنه من السيطرة بشكل خاص على أنشطة العلاقات العامة للحكومة السعودية.

ووفقاً لمصادر سعودية، فقد قام القحطاني البالغ من العمر 40 عاماً بحملات دعاية عبر الإنترنت ضد خصوم المملكة مثل قطر وإيران. وذلك من خلال 1.3 مليون حساب على تويتر، هذا المسؤول معروف بشكل خاص برسالته العدائية تجاه المعارضين.

وفي مقال نشر في صحيفة الواشنطن بوست في وقت سابق من هذا العام، قال جمال خاشقجي أن القحطاني كان لديه “صحفيين” على القائمة السوداء في المملكة وكان معروفا بتخويفهم. وفي مقابلة بعد وفاته نشرتها مجلة نيوزويك، وصف خاشقجي القحطاني ومسؤولا سعوديا كبيرا آخر، وهو تركي الشيخ “بالبلطجية”.

وفي العام الماضي، كتب القحطاني على تويتر: “لا أقدح من رأسي دون توجيه. أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وولي العهد.
ضربة قوية

أكد نائب رئيس معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في فرنسا ديديه بيليون، أن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي هو القشة الأخيرة التي كسرت ظهر البعير، وقالت إذاعة فرانس إنفو إن مقاطعة عدة شخصيات بارزة لـ “دافوس الصحراء”، المؤتمر الاقتصادي الذي تنظمه الرياض “ضربة قوية للسعودية التي لديها حاجة حيوية للتنويع الاقتصادي”.

واعتبر ديدييه بليون في حواره مع الإذاعة الفرنسية، أن قضية خاشقجي تضر بالمشاريع الرئيسية لولي العهد السعودي القائمة على تنويع الاقتصاد السعودي في إطار رؤية 2030. وإن غياب عدد من كبار المسئولين الاقتصاديين الدوليين هو مؤشر على أن قتل الصحفي هو في الحقيقة آخر سقطات النظام السعودي، ولم يعد المجتمع الدولي يميل للسماح لكل شيء بالمرور، لترك السعوديين دون عقاب على جرائمهم.

أما عن الضغوط الدولية على السعودية، فقد ذهب ديدييه بليون إلى أن هناك مفاوضات لعدة أيام، والجميع يحاول الخروج من المأزق، وعلى الرغم من الجرائم المسؤولة عنها السعودية، لا تزال شريكا. لا أحد يعتقد أنه سيكون هناك قطع للعلاقات الدبلوماسية، لا أحد يعتقد أن العقود الاقتصادية التي تم توقيعها سيتم إلغاؤها.

وأكد بليون أن مثل هذه الجريمة تقوّض صورة الأمير محمد بن سلمان الذي قدم نفسه كمصلح، وهو الذي قام بعدة قرارات أساءت لصورة المملكة على غرار حرب اليمن، حصار قطر، اعتقال الحريري وإجباره على تقديم الاستقالة، اعتقال الناشطات في حقوق الإنسان، وأخيرا قتل صحفي “هذا كثير” حسب تصريح بيلون الذي اعتبر ولي العهد السعودي متهورا ومتسرعا ومتوحشا، لا يستمع لآراء الآخرين، ولا يمكن اعتباره مصلحا.

السابق
التعادل الإيجابي (1-1) يحسم مباراة الريان والغرافة
التالي
تنوع رائع للأقمشة في عرض ازياء ميو ميو لربيع 2019