لا سر في النرويج فيما يتعلق بالأجور، حيث يمكن لأي شخص أن يعرف مقدار الراتب الذي يتقاضاه الآخرون، وبخلاف المعتقد السائد نادرًا ما يتسبب ذلك في مشاكل، بحسب تقرير لـ”بي.بي.سي”.
كيف ولماذا؟
– في السابق كان يتم نشر الأمور المتعلقة بالأجور في كتاب يضم معلومات حول الدخل والأصول والضرائب الخاصة بكل شخص، وكان ينتشر في المكتبات العامة، وبعد ذلك تم التحول للإنترنت لنشر هذه المعلومات.
– حدث هذا التحول عام 2001، وكان سريع الأثر، ويرجع الخبراء الشفافية في هذا الجانب إلى مستويات الضرائب المرتفعة المفروضة على الدخل في النرويج والتي يصل متوسطها إلى 40.2% مقابل 30.1% في الاتحاد الأوروبي.
– عندما يدفع المواطنون أموالًا كثيرة عليهم أن يتأكدوا أن الجميع يقوم بنفس الفعل، وأن المال يستخدم في إنجاز أمور مقبولة، فدافعو الضرائب حتمًا يحتاجون للشعور بالثقة إزاء النظام الضريبي ونظام الضمان الاجتماعي.
– لا يتسبب ذلك في حدوث أي مشاكل، ففي معظم أماكن العمل يكون الموظفون على دراية لا بأس بها بمقدار ما يجنيه زملاؤهم دون الحاجة إلى البحث عن ذلك، وتحدد الأجور من خلال اتفاقات جماعية.
– تتحرك فجوات الأجور في نطاقات ضيقة نسبيًا، وحتى فجوة الرواتب بين الجنسين محدودة للغاية وفقًا للمعايير العالمية، حيث يعد البلد الاسكندنافي الثالث على العالم من حيث المساواة بين الرجال والسيدات في أجر العمل المماثل.
المزيد من الخصوصية
– رغم ما يعكسه الإجراء من شفافية، إلا أن البعض ضغط على الحكومة لسن تدابير من شأنها حث الناس على التفكير مرتين قبل التطفل على تفاصيل الدخل الخاصة بالأصدقاء أو الجيران أو الزملاء.
– أصبح على المواطنين الآن تسجيل الدخول باستخدام رقم الهوية الوطنية للوصول إلى المعلومات المدرجة على موقع مصلحة الضرائب، وعلى مدى ثلاث سنوات مضت لم يكن بمقدور أحد إجراء بحث خفي.
– تؤكد مصلحة الضرائب النرويجية أن منذ عام 2014 أصبح بالإمكان معرفة هوية من يبحثون عن معلومات تخص أشخاصًا آخرين، وبدءًا من هذا التاريخ انخفض معدل البحث إلى عُشر ما كان عليه تقريبًا.
– يوجد نحو ثلاثة ملايين دافع ضرائب في النرويج من إجمالي تعداد السكان البالغ عددهم 5.2 مليون نسمة، وخلال العام السابق مباشرة لتقييد عملية البحث سجل موقع مصلحة الضرائب 16.5 مليون بحث عن بيانات الدخل.
– الآن، تراجعت عمليات البحث إلى نحو مليوني عملية سنويًا، وفي مسح حديث، أقر 92% من المواطنين أنهم لا يبحثون عن المعلومات الخاصة بالأصدقاء أو المعارف.
التدقيق الشعبي
– كانت إتاحة معلومات الغير للعامة دون رقابة مصدر قلق في بعض الأحيان، وتسببت كثيرًا في مشاكل بين أطفال المدارس الذين تداولوا القصص حول فقر وثراء أسرهم، لكن الأمر أصبح متوازنًا بشكل أكبر الآن.
– حقيقة أن عمليات البحث المجهولة لم تعد متاحة بعد الآن تثني حتى المجرمين عن البحث عن الأشخاص الأثرياء واستهدافهم.
– رغم تقييد عملية البحث للحد من التطفل أو إساءة استخدام المعلومات، لم تتوقف عمليات الإبلاغ عن الحالات المشبوهة.
– يقول رئيس مصلحة الضرائب “هانز كريستيان هولت”: نحن نحب أن يجري المواطنون عمليات البحث لمساعدتنا في التحقيق من التهرب الضريبي، ورغم القيود التي فرضت لم تنخفض البلاغات التي نتلقاها.