في سنويتها.. لن نغلق الجزيرة!

الدوحة – بزنس كلاس:

صوت الجزيرة لن يتوقف عن البث لأنها ضمير العرب. شهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفل شبكة الجزيرة الإعلامية بالذكرى الـ 21 لتأسيسها، تحت شعار «الجزيرة شمس لا تغيب»، الذي أقيم بمقر الشبكة، مساء أمس، حيث حضر الحفل رئيس وأعضاء مجلس إدارة شبكة الجزيرة، وعدد من العاملين ومنتسبي الشبكة، إضافة إلى نخبة من الإعلاميين والمثقفين.

وقال سعادة الشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة: «إن الدعم الذي تلقته الشبكة من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ومن بعده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يؤكد على دعمهما للشبكة، خاصة بعد حوار صاحب السمو لقناة «cbs» الأميركية، عندما قال: «لن نغلق الجزيرة»، فكانت هذه الكلمة بمثابة أكبر دعم وعطاء للمشروع.

وأضاف سعادة الشيخ حمد بن ثامر: «إنني أرحب بجميع الحضور في هذه الاحتفالية التي نحتفل بها، بواحدة من أهم التجارب الإعلامية الناجحة في منطقة الشرق الأوسط؛ والتي أثبتت الظروف التي يأتي فيها احتفالنا اليوم أن الجزيرة تتمسك بمبادئها التي قامت عليها منذ انطلاقها قبل واحد وعشرين عاماً، فكانت الحقيقة قبل انطلاقها غائبة؛ لذلك لا نستغرب ممن يريد أن يحاصر الكلمة الحرة، ويزوّر المعلومة، ويشوه الرأي ويسكت صوت قناة الجزيرة؛ لكونهم يدركون أن الجزيرة هي نقيض أهدافهم». وأوضح سعادته أنه رغم كل التحريض، فقد حافظت الجزيرة على مبادئها التحريرية، وأثبتت للعالم صدقها ومدى مهنيتها، ولا يخفى على أحد أن السعي لإغلاق الجزيرة هو من أهم أسباب الحصار على دولة قطر. كما أن محاصرة قطر هي محاصرة للكلمة الحرة التي تمثلها الجزيرة، وهي محاولة لحرمان الملايين في العالم من المعلومة التي تقدمها الجزيرة لهم، وتلك خسارة كبرى واعتداء على حقوق البشرية في المعرفة، ولا بد أن أؤكد أن الجزيرة لن تغير مبادئها أو خطوطها التحريرية، وسوف نظل نقدم الأفضل في جميع منصاتنا الإعلامية المرئية، والمقروءة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وسنواكب كل جديد وعصري، وسنطلق منصات جديدة منها للبث الرقمي على الهواتف النقالة بجميع اللغات العالمية، كما سنطلق على موقعنا خدمة الأخبار باللغة الصينية والإندونيسية.
وفي ختام كلمته، وجه سعادة الشيخ حمد بن ثامر كل الشكر والتقدير إلى قناة الجزيرة والعاملين بها حيث قال: لا بدّ أن نحيي قناة الجزيرة وجميع العاملين بها، وكل من وقف معنا، وكل من دافع عن الكلمة الحرة والخبر الصادق. لقد أكسبتنا أزمة الحصار عدداً من الأصدقاء الذين رفضوا تكميم الأفواه، وفي هذه المناسبة أوجه الشكر لجميع العاملين في الشبكة بالداخل والخارج على جهودهم الكبيرة، كما لا بد أن نترحم على شهداء الإعلام والمعتقلين ممن ضحوا بحياتهم في سبيل توصيل الكلمة والمعلومة.

سواق: حصدنا 50 جائزة عالمية

قال د.مصطفى سواق المدير العام لشبكة الجزيرة بالإنابة في كلمته التي ألقها خلال حفل الجزيرة بمناسبة الذكرى 21 لتأسيسها أن هذه الأخيرة ما زالت تزداد تألقاً وتقدماً؛ فمنذ اليوم الأول رفعت شعار الكلمة الصادقة. مضيفا قوله: ها نحن بعد مرور 12 عاماً نرى المحاولات تلو الأخرى لإسكات الكلمة الحرة التي تنقل الحقيقة، فما تتعرض له الجزيرة يستهدف حقوق الإنسان في الوصول للمعرفة والوقوف مع المتضررين؛ لذلك كان التضامن الجارف من كل المؤسسات الإعلامية في العالم، كونها منبراً للصحافي الحرة في العالم، كما رفضت الجزيرة منطق القوة والتهديد فكان العقاب لها بالمحاربة وإغلاق مكاتبها.
وتابع سواق: رغم الصعوبات التي تواجهها الشبكة، فهي تواصل العديد من الإنجازات؛ فقد تألقت الجزيرة الإخبارية في تغطية أحداث العراق وسوريا واليمن وليبا ومصر. كما تميزت القناة بمجموعة من البرامج الجديدة، مثل «الجزيرة هذا الصباح» وبرنامج «وثائقيات استقصائية» وغيرها من البرامج. أما قناة الجزيرة الإنجليزية فما زالت ثابتة قوية بتغطياتها الإخبارية الكبرى مما أهّلها للفوز بـ 50 جائزة عالمية، من أهمها جائزة «قناة العام» في «نيويورك الدولي للأفلام والأعمال التلفزيونية»، وهي جائزة تثبت قدرة القناة في منافسة الإعلام الأميركي.
وللمرة الثانية، تلقت القناة دعوة اللجنة المسؤولة عن جائزة نوبل للسلام لتغطي الحدث الأكبر، كما تسجل قناة الجزيرة الوثائقية مشاهدة 10 ملايين شخص ممن يبحثون عن المعلومة والريادة في الأفلام الوثائقية.
وأكد سواق أن قناة الجزيرة مباشر سجلت أكبر تغطية لأزمة «الروهينجا» في بورما لكشف الحقائق، ونقلت جلسات استماع هيئة الحقيقة وشهداء الثورة التونسية، مشيرا إلى أن موقع القناة ارتفع إلى 21 مليون متصفح على «فيس بوك»، أما «الجزيرة بلقان» فحققت أرقاماً قياسية لنسب المشاهدة، فيما تحصد الأفلام الوثائقية الجوائز الكبرى.
وقال سواق: إننا فخورون بما حققته الجزيرة خلال تلك الفترة الزمنية منذ انطلاقها، أما عن التجديد والتطوير فإن الجزيرة قامت بإطلاق أول مسابقة رقمية في العالم لاكتشاف جيل جديد من الشباب التقنيين، وسوف تنطلق خلال الأسابيع المقبلة النسخة الفرنسية من «aj+» والتي بدأت فعلاً في إنتاج أفلام فيديو مميزة، فضلاً عن المنصات التي تم إطلاقها خلال الفترة الماضية.

أبو هلالة: «الجزيرة» أثبتت خلال الأزمة الخليجية أنها «مشروع مهني»

قال ياسر أبو هلالة مدير قناة «الجزيرة» الإخبارية أن احتفال الشبكة هذا العام بعيدها الـ 21 يشبه احتفالها بعيد التأسيس الأول، ذلك أن الشبكة أمام لحظة ميلاد جديدة؛ مشيراً إلى أنه وفي القرن الحادي والعشرين اجتمعت 4 دول على مطلب إغلاق قناة الجزيرة، وفي ظل تهديد ووعيد وتقديم وشايات بحقها في ظل أروقة الأمم المتحدة، وسيدوّن التاريخ أن هذه الواقعة ستكون فصلاً في مسرحية ساخرة.
وأشاد أبو هلالة بتضامن المؤسسات الإعلامية الدولية مع شبكة الجزيرة مثل «بي بي سي»، و»سي إن إن»، و»الجارديان»؛ والتي بدورها حولت مطلب إغلاق الجزيرة إلى مسخرة إضافة لمسخرة الإعلام الشمولي لدول الحصار.
ونوّه المدير العام بالتضامن الذي وجدته الجزيرة من زملائها في العالم؛ وذلك لأنها جزء من المشهد الإعلامي المهني في المنطقة وجزء من قيم العالم الحديث، كما وقف معنا جمهورنا الذي لم يخذلنا ولم نخذله خلال العقدين الماضيين.
وقال أبو هلالة إن الجزيرة أثبتت خلال الأزمة الخليجية بأنها «مشروع مهني» وليس «مؤسسة الجاهلية تنام على الحقد وتطلب الثأر»، وجمهور دول الحصار هو جمهورنا ليس في التغطية الإخبارية، ولكن في قصص النجاح أيضاً. وأضاف: «على سبيل المثال، فإن برنامج رواد الأعمال الذي وقف على قصص نجاحات الشباب فإن نصف قصصه كانت من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، فكل قصة نجاح لشاب في عالمنا العربي هي قصتنا بمعزل عن الموقف السياسي».
وشدد أبو هلالة على أن الجزيرة فتحت مدوناتها للشباب من دول المنطقة كافة ولم تقصِ أحداً، وقال: «في مهنية الجزيرة، وصل الخبر بدقة للمشاهد بكل أمانة وموضوعية، وتنوعت الآراء وتعددت بما يعكس عالمنا العربي المتعدد في آرائه ومصالحه وهوياته المركبة».
وقال إن الحداثة التي تجسدت في الجزيرة ليس في الحداثة والتقنيات والتطبيقات، بل الحداثة في مشاركة المرأة في هذا المشروع والمهنية؛ مشيراً إلى أن الجزيرة تكرّم مراسلتها في اليمن هديل اليماني، والتي فازت بجائزة «الشجاعة الصحفية». مؤكداً أن تمكين المرأة في الجزيرة واقع لا شعار ولا ندوة». وأشار إلى أن الجزيرة نجحت لأنها تعاملت مع جمهورها بلا تضليل وكل مواطن عربي يشعر بأنها شاشته؛ ولذا تلاحق بتهمة الربيع العربي وهو ما لا نخجل منه. وأضاف: «لن تخيفنا مطالب الإغلاق ولا الوشايات ولا الافتراءات ولا طنين الذباب الإلكتروني الذي لوّث منصات التواصل الاجتماعي.. في الوقت الذي لم تسلم فيه الجزيرة من قصف الطيران وقدمت الشهداء في سبيل ذلك».

السابق
البحرين تحت عجز مالي كبير!!
التالي
Euromoney يناقش نجاح الدوحة بكسر الحصار