يهدد تفاقم النفايات والأوساخ بتشويه أجمل مدن العالم، فقد تحولت الكثير من الأماكن العمومية في باريس، عاصمة الأنوار والرومانسية والفن والذوق الراقي إلى مراتع للأوساخ، حيث تنتشر الأوساخ بكل أنواعها في عدد من أشهر الشوارع والجادات الباريسية، وبمحاذاة بعض معالمها التاريخية، وخاصة بالقرب من جادة الشانزليزيه وهضبة مونمارتر التي يزورها سنوياً أكثر من عشرة ملايين سائح.
وكثيراً ما ترصد التحقيقات الصحفية والتلفزيونية مشاهدات يتحسر من خلالها المارة والسياح من هذا الوضع الذي أصبحت عليه باريس. الأمر الذي دفع ببعضهم إلى إرسال شكاوى إلى آن هيدالغو، عمدة باريس، لمطالبتها بإيجاد حل لهذه الظاهرة التي تزداد سوءًا، وخاصة خلال موسم الصيف، حيث يكثر عدد السياح. وعلى هذا قررت عمدة باريس اتخاذ إجراءات صارمة، للتصدي لهذه الظاهرة، حيث تم إنشاء فرق شرطة متخصصة تقوم بفرض غرامات مالية على الأشخاص الذين يضبطون متلبسين برمي الأوساخ في الأماكن العامة، سواء كانوا من سكان المدينة أو من السياح. وبموازاة ذلك، تم إطلاق حملة توعية تحت شعار Keep paris Tidy، وتخصيص ميزانية قدرها 22 ميلون يورو لشراء المعدات والآلات المخصصة للحفاظ على النظافة العمومية.
كما أعلنت بلدية باريس عن مضاعفة أعداد عمال النظافة، وخاصة في فصل الصيف، حيث تعاني المدينة من ضغط كبير على عمال النظافة بسبب ارتفاع عدد السياح الذين يزورون باريس.
ولأول مرة في تاريخ العاصمة الفرنسية يتم فرض غرامة مالية بقيمة 68 يورو للقضاء على آفة رمي أعقاب السجائر في الأماكن وعلى أرصفة الشوارع، حيث لوحظ تراكم أعداد كبيرة من أعقاب السجائر على الأرصفة منذ أن سن قانون منع التدخين داخل المؤسسات العمومية وفي المطاعم والمقاهي والفنادق. مما يدفع الناس للخروج إلى الشارع للتدخين، من دون مراعاة ما يتسبب فيه رمي أعقاب السجائر من تشويه للشوارع الباريسية.