الدوحة – قنا
عبّر السيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” عن سعادته بانعقاد القمة التنفيذية للفيفا بالدوحة على مدار ثلاثة أيام، والتي كانت مثمرة للغاية، وتم خلالها مناقشة العديد من المواضيع الهامة وفي مقدمتها بطولة كأس العالم 2022 ، للوقوف على حسن سير الاستعدادات الخاصة بهذا الحدث الهام والتي تشهد حاليا تقدما ملحوظا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم مساء اليوم، على هامش انعقاد قمة الفيفا التنفيذية التي استضافتها الدوحة، وتم خلالها مناقشة العديد من المحاور الرئيسية التي تبناها الفيفا من أجل الوصول إلى أفضل السبل التي تضمن الارتقاء بواقع اللعبة الأولى في العالم.
وقال السويسري جياني انفانتينو،” إنه لشرف كبير أن أكون في الدوحة مع 66 اتحاداً من 4 قارات مختلفة لمناقشة كرة القدم ومستقبلها، حيث تشكل هذه القمة التنفيذية جزءا من إصلاحاتنا الأساسية.. فنحن نتبنى مبدأ الشفافية بمعنى الاستماع للآخر واستشاراته قبل أن نتخذ القرارات، بحيث يجب ألا يكون هناك أشخاص خائفون، وعندما يتم اتخاذ القرارات فإنها ستكون على أساس وقائع ومدعمة بالحجج”.
وأضاف رئيس “الفيفا” أن قمة الدوحة مهمة جداً وناقشنا خلالها كأس العالم 2022 في قطر، ونشاهد ما سيحصل بخصوص التحضيرات المتقدمة، كما ناقشنا أيضا زيادة عدد المنتخبات ونتطلع للاستماع إلى آراء الأعضاء، وستكون هناك اجتماعات عديدة في الأشهر المقبلة.
وقال رئيس الاتحاد الدولي “لقد سنحت لي الفرصة للالتقاء بمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وناقشنا التحضيرات الخاصة بكأس العالم، فقد كنت هنا قبل بضعة أسابيع وزرت الملاعب واطلعت على شبكات المترو، وهذا أمر رائع “.. مؤكدا أنه على ثقة من أن الطقس سيكون رائعا والأجواء ستكون مثالية.
وأكد رئيس الفيفا أن العمل ثنائي مع قطر فالكل يعمل بجهد لإدراك وفهم ما يحدث، فهذه البطولة هي الأولى في الخليج وفي الشرق الأوسط وهي المرة الأولى التي ينظم فيها بلد عربي كأس العالم، ويجب أن تكون هذه فرصة للعالم أجمع للقدوم إلى قطر ويلتقي بالعالم العربي، بتقديري هذا شيء مهم للعالم أن يكتشف هذه الرقعة الجغرافية الجديدة التي ستحتضن المونديال، وأن يتعرفوا على الشعب القطري وشغفهم بكرة القدم.
وتابع قائلاً “نحن هنا للاحتفال والاستمتاع بكرة القدم وهذه الرسالة التي نريد تمريرها إلى مختلف عشاق اللعبة عبر العالم، الأكيد أنه سيتم التوصل لبعض المبادرات بمعية أصدقائنا القطريين حول كيفية جعل البطولة استثنائية، ولا نريد أن نسبق المراحل والخطط التي أعدت وسيتم الاعلان عن كل شيء في الوقت المناسب”.
وبخصوص القرصنة التي تعرضت لها القنوات الرياضية القطرية، قال السيد جياني إنفانتينو “لقد تحدثنا في الأمر في وقت سابق والقرصنة مرفوضة ونعمل على مكافحتها ومحاربتها بالطرق المشروعة، وسنظل نقوم بذلك حتى تتوقف، كما أننا نريد حماية شركائنا وهذا ما كنا نقوم به في الماضي، وسنواصل العمل عليه مستقبلا، هذه رسالتنا (القرصنة يجب أن تتوقف كليا)”.
أما عن تأثير الحصار على دولة قطر، قال السيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، خلال المؤتمر الصحفي، “حسب ما رأيت ولامست ليس هناك إطلاقا أي تأثير على سير التحضيرات والانجازات فكل شيء على ما يرام ، فالملاعب كلها ستكون جاهزة في عام 2020، أي سنتين قبل انطلاق البطولة، حيث لم أشاهد قط مثل هذا الأمر في أي بطولة سابقة، لا في أوروبا التي تعتبر أكثر تقدما ولا في أي قارة أخرى، وهذا شيء يثلج الصدر وهو متميز لكرة القدم”.
وأشار إنفانتينو إلى أنه تم مناقشة بعض الأمور الأخرى ،خلال القمة، مثل المسابقات الجديدة للمنتخبات الوطنية، وتحدثنا عن دوري الأمم الأوروبية لكي تكون هناك مباريات في إطار مسابقات أو في إطار روزنامة المباريات الدولية، وتحدثنا عن “كأس العالم للأندية” التي انطلقت أمس، الأربعاء، في أبو ظبي وستنتهى الأسبوع المقبل ونحن نريد أن نجدد هذه البطولة.
وأضاف “أنه من أجل القيام بذلك نريد المناقشة مع جميع الأعضاء من أنحاء العالم لنرى ما هي الخيارات الموجودة، حيث سننقل بطولة “كأس العالم للأندية” إلى مختلف القارات، ونبحث حالياً إمكانية جعلها كل سنتين أو أربع سنوات، ربما نزيد عدد الفرق أو نغيّر في موعد لجعلها في الصيف أو في فصل آخر، الأسئلة كلها مطروحة، لكن الأكيد أننا سنجعل من هذه البطولة مهمة للأندية”.
كما ناقشنا أيضاً برنامج التضامن مع الاتحادات الاعضاء، وخلال السنتين الماضيتين تمكنا بفضل البرنامج من مضاعفة المبالغ التي قمنا بإعادة استثمارها في اللعبة وستصل خلال السنوات القليلة القادمة إلى 6 ملايين دولار، وهذا يوضح مدى مرونة الفيفا، أما فيما يتعلق بالإيرادات والدخل، أوضح رئيس “الفيفا” أنه من المهم مشاركة هذه المعلومات مع الأعضاء وبعض المعلومات مع وسائل الإعلام، وذلك في إطار تكريس مبدأ الشفافية.
كما أوضح أيضاً أنه تم الحديث عن كرة القدم النسائية، فهناك بطولة كأس العالم للسيدات التي ستقام العام المقبل بفرنسا، حيث نستهدف 1.3 مليون في الملاعب ومليار مشاهد حول شاشات التلفزة.. مؤكدا أن هذه البطولة ستشكل أرضية مهمة للسيدات ولا يمكن أن ننسى 50% من سكان العالم هم النساء، وهناك أماكن كثيرة في العالم تتوقع الفوز بهذه البطولة، وهي بلدان من آسيا والأمريكتين ومن أوروبا وأوكرانيا، وبالطبع هذه خطوة نريد أن نعززها ونطورها أكثر في المستقبل.
وفي معرض رده على سؤال لوكالة الأنباء القطرية “قنا” حول تقنية الفيديو والجدل الكبير الذي أحدثته بوجود العديد من الانتقادات، قال إنفانتينو “لقد تطرقنا خلال فعاليات القمة إلى الحديث حول مساعدة التكنولوجيا لكرة القدم (تقنية الفار) واختبرنا هذا النظام وأخذنا الخطوة باتخاذ النظام في كأس العالم بروسيا، وكانت هناك قصة نجاح وهناك الآن أكثر من 50 دولة تعمل من أجل تفعيل التقنية، ومن كان يعترض فقد بدأ يغير رأيه، ونحن نريد تطوير كرة القدم بطريقة منفتحة وشفافة، لجعل اللعبة أكثر عدلاً وهذا يساعد الحكام”.
وأضاف أن هذه التقنية هي قصة نجاح، لأنها ساعدت الحكام وهذا ما تشهد عليه الوقائع.. و(تقنية الفار) تجعلنا دقيقين في قرارات الحكام التي ارتفعت من 95% إلى 99.3% ولم تكن هناك أي فضائح لأن القرار الذي كان سيتسبب بالمشاكل تم إصلاحه.
وفيما يتعلق بزيادة أعداد منتخبات مونديال قطر 2022 لكرة القدم، أكد السيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم /الفيفا/ ،خلال المؤتمر الصحفي، أن القرار سيتم اتخاذه في شهر مارس عام 2019 ، “لأن تصفيات بعض القارات سوف تبدأ في هذا التاريخ”.
وأشار إنفانتينو إلى أن هذا المقترح كان من عشرة اتحادات تنتمي لقارة أمريكا الجنوبية، وأن الفيفا ناقشه مع الجانب القطري واستطلع الآراء مع مختلف الاتحادات، والجميع منفتح على الحوار بشأن أي قضية، موضحا أن زيادة عدد المنتخبات تواجه تحدياً كبيراً، وأعتقد أننا سوف نتخذ القرار سوياً، وسيكون لمصلحة كرة القدم ولن يزيد من العبء على أحد”.
وشدد رئيس الفيفا بخصوص موضوع زيادة عدد المنتخبات بقوله “إن الشريك الأول الذي نتحدث معه هو الاتحاد القطري، وسنرى ما سيحدث وسنأخذ آراء المختلفين. حتى الآن الأغلبية تفضل أن يتم زيادة هذا العدد، والزيادة ستكون 16 فريقا وهذا يزيد الحماس، وسيكون هناك 16 منتخباً ستحلم بالانتصار. وإذا كان هذا الأمر يمكن تطبيقه في قطر أم لا ، وهل يمكن إقامة بعض المباريات في بلاد مجاورة، قد يكون هناك قرار بخصوص هذا الأمر”.
وقال “إذا كان هناك أمر يمكن لقطر أن تقوم به وهو يصب في مصلحة كرة القدم في العالم فيجب النظر به، ونحن لا ننظر إلى أية اعتبارات سياسية، وإذا كان ممكنا فسنقوم به وإذا لم يكن ممكناً فسننظم البطولة من 32 منتخبا”.
وفيما يتعلق بتجربة دوري الأمم الأوروبية وإمكانية نقل التجربة إلى قارات أخرى، قال إنفانتينو:” أعرف دوري الأمم الأوروبية حق المعرفة لأني كنت الأمين العام للاتحاد الأوروبي، وكنت مقتنعاً أنها ستكون تجربة ناجحة لأن هناك منتخبات دول لا تلعب كثيراً” ، معربا عن أمله رؤية هذه البطولة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، وربما العالم “نحن لا نلتقي إلا كل أربع سنوات”.
ورداً على سؤال حول ما تعرض له لاعب مانشستر سيتي رحيم ستيرلينغ من مضايقات عنصرية من بعض جماهير تشيلسي قبل أيام، قال “إن الفيفا يتصدى بحزم حيال هذه القضية ولا نريد أن نصدر القوانين التي تتعلق بالعنصرية فحسب، بل نريد فعلياً التصدي لهذا الأمر، حيث نعمل يومياً على ذلك، مثلاً في كأس العالم بروسيا 2018، قلنا للحكام أن يوقفوا المباريات فوراً في حال شاهدوا حدثاً عنصرياً يستدعي ذلك”.
وأضاف “لقد أصدرنا دليلا لجميع الاتحادات في العالم يضم التدابير الملموسة التي يمكن أن تتخذ على صعيد الشباب والمحترفين لمحاربة العنصرية، وأعتقد أن المساهمة التي سنقدمها ستكون ذات جدوى وفاعلية ، وبشكل عام فاللعبة نفسها لا يحدث فيها الكثير من العنصرية”.
ودعا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، في ختام المؤتمر الصحفي، الجماهير لزيارة قطر واكتشافها في كأس العالم 2022 ، وعلى سبيل المثال فمشجعو أمريكا اللاتينية كانوا مدهشين في روسيا، فقد حضر الآلاف منهم المباريات، واحتفلوا في مدن روسيا، وساهموا في خلق أجواء رائعة هناك ، لافتا إلى أننا نبحث عن طريقة لجذب أكبر عدد من المشجعين لقطر في عام 2022، من سائر دول العالم، وسنجد الطرق اللازمة لضمان تواجدهم في مونديال الدوحة.
وأكد أن ذلك سيكون ممكنا ولدينا شريك وهو الخطوط الجوية القطرية والتي لا نشك أنها ستساعدنا كثيراً، فدولة قطر ستشارك في بطولة “كوبا أمريكا 2019 ” في البرازيل.