فيروس الفدية.. البنوك وشركات التأمين: اتخاذ إجراءات احتياطية لحماية الأنظمة الإلكترونية

ذكرت مصادر مطلعة ان ادارات تقنية المعلومات في البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في الدولة الى جانب شركات التأمين وإعادة التأمين والتكافل واعادة التكافل وشركات الصرافة، قد رفعت من نسق الحماية الامنية للانظمة الالكترونية ضمن هذه المؤسسات، مع تشديد المراقبة على الشبكات الداخلية بهدف تعزيز الحماية ضدّ الهجمات الالكترونية وخاصة الفيروسات التي طالت نطاقا واسعا من المؤسسات في مختلف انحاء العالم.

وذكرت مصادر ان الخبراء والمختصين في تلك الادارات اتخذوا الوضع الطارئ طيلة الاسبوعين الماضيين لمتابعة اية متغيرات قد تطرأ على الشبكات الداخلية مع تجديد دعوتهم للموظفين على اتباع انظمة الوقاية ضدّ اية رسائل مشبوهة قد ترد على بريدهم الالكتروني او استعمال اقراص مضغوطة مجهولة الهوية ولم يتم فحصها من قبل الانظمة المعمول بها في البنك داخليا من برمجيات ضدّ الفيروسيات.

الى ذلك، اشارت ذات المصادر الى ان عددا من ادارات تقنيات المعلومات في البنوك والمصارف والمؤسسات المالية والشركات الكبيرة في الدولة تفكر بجدية خلال الفترة المقبلة نحو تطوير البرمجيات وجدران الحماية الالكترونية، بهدف زيادة مستويات الامن والمحافظة على سرية بيانات المعاملات وخاصة البيانات وارصدة العملاء، في ظل تنامي وتيرة الهجمات الالكترونية من قبل قراصنة الانترنت الذين طوروا من اساليبهم واصبحوا يعتمدون في هجماتهم على الفيروسات المحدثة التي تسيطر على الحاسوب وتقوم بابتزاز صاحب الحاسوب بين دفع المال او تدمير البيانات بالكامل.

وشهدت الآونة الاخيرة انتشار عدد من الفيروسات على نطاق واسع من العالم، حيث طالت الهجمات نحو 150 بلدا، حيث أصيب اكثر من 300 الف حاسوب، مسببة خسائر مالية فاقت الـ 100 مليون دولار حتى الآن، حسب ما اعلنت عنه وكالة الامن القومي الامريكي، التي اشارت الى ان الفيروسات الجديدة تتمتع بقدرة على التخفي بين الملفات بعد الدخول الى الانظمة الالكترونية من خلال بعض الثغرات المفتوحة، مع الاشارة الى انه من المحتمل ان يقوم قراصنة الانترنت بهجمات جديدة مطلع الصيف المقبل.

وتعمل ادارة تقنية المعلومات بمصرف قطر المركزي بشكل مستمر على رصد اي عمليات الكترونية خارجية ضارة من شأنها ان تربك النظام المالي والمصرفي في الدولة، كما تقوم من فترة الى اخرى باصدار تعليماتها وتوجهاتها الى المؤسسات المالية في الدولة بتعزيز نظم الحماية الالكترونية، وآخر تلك التعليمات كانت موجهة لشركات ومحلات الصرافة تطالبهم فيها بأخذ الحيطة والحذر واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة بأمن الشبكات والمعلومات، كما قامت بتوجيه نفس الدعوة الى البنوك وشركات التأمين الخاضعة لسلطة واشراف مصرف قطر المركزي، تحسبا لأية عمليات قرصنة او هجمات الكترونية محتملة.

ومن المنتظر ان يتم خلال الفترة المقبلة عقد اجتماعات تنسيقية بين البنوك والمصارف والشركات المالية من جهة وادارة تقنية المعلومات من جهة ثانية، حيث تشير المصادر الى ان هذه الاجتماعات ستكون مخصصة للاطلاع على جديد التكنولوجيا ومدى التزام الادارات المعنية في البنوك والمؤسسات المالية بتوصيات «المركزي» في مجال أمن المعلومات.

وقال الخبير المالي احمد ماهر لـ»لوسيل» ان الشركات اليوم اصبحت بين «نارين»، الأولى تتمثل في مواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم من خلال تلبية افضل الخدمات نتيجة العولمة الرقمية، والثانية او التحدي الأكبر هو الحفاظ على امن المعلومات، خاصة واننا نسجل من فترة الى اخرى قيام القراصنة بانشاء فيروسات تقوم بالسطو على المعطيات والبيانات الخاصة بالشركات الاقتصادية وفي مقدمتها الشركات المالية العملاقة وآخرها ما حدث خلال الاسبوعين الماضيين، حيث نفذت اكبر هجمات الكترونية في التاريخ على الشركات الاقتصادية ومطالبتهم بمبالغ مالية مقابل الإفراج عن المعلومات المقرصنة.

وشدد ماهر على ان الشركات اليوم مدعوة أكثر من ذي قبل بمواكبة التطورات التكنولوجية، مع مراعاة الاولوية القصوى لسلامة المعلومات، مضيفا «كما يجب على العملاء القيام من فترة الى اخرى بتحديث انظمتهم الالكترونية وحواسبيهم وعدم الانقياد وراء الرسائل الالكترونية المشبوهة».

السابق
التوسع في المغرب.. الوجهة القادمة لـ قطر للبترول
التالي
روما تدرس بيع الناقلة الوطني.. الخطوط القطرية قريبة من شراء “أليطاليا”