فيديو وتفاصيل كاملة.. كيف خططت أبوظبي، وليس الدوحة، لاغتيال ملك السعودية؟!!

بزنس كلاس – الدوحة – وكالات:

ربما أهم ما يميز حالة التخبط التي تعيشها دول الحصار ووسائل إعلامها في هجمتها ضد قطر هو نزاهة الدوحة التي أربكت كذبهم كما اشارا لذلك سفير قطر في روسيا. وكان من جملة ما حاولت ابواق السعودية والإمارات ترويجه الحديث عن تورط قطر في الإعداد لمحاولة اغتيال الملك السعودي الأسبق عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نتيجة خلافه مع ليبيا، ليتبين بأن الحقيقة تكمن بأن ابوظبي وتحديداً ولي عهدها محمد بن زايد هو من كان خلف تلك المحاولة كما تكشف الوثائق والاعترافات إضافة لتاريخه الطويل في اللعب “غير النظيف” داخل المشهد السياسي السعودي لا سيما داخل العائلة المالكة وأجنحتها المتصارعة للوصول إلى قصر اليمامة.

فلم يمر أسبوع على اتهام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قطرَ بمحاولة اغتيال الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز حينما كان ولياً للعهد، على يد مجموعة ليبية، حتى جاء تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي” عن نجل العقيد الراحل معمر القذافي ليفجِّر مفاجأة بأن المتهم الرئيس في القضية تربطه علاقات وثيقة بمحمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، والحاكم الفعلي للإمارات.

ولتفاصيل الواقعة ذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الثلاثاء 27 يونيو/حزيران 2017، أن السعدي القذافي نجل العقيد الليبي الراحل، قال قبل عدة سنوات إن الجاسوس الليبي الضالع في المؤامرة الفاشلة لقتل الملك السعودي الراحل عبدالله، كانت له صلات وثيقة بحاكم الإمارات العربية المتحدة.

وكان قبل أيام قد ذكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قام في عام 2003 بالتخطيط، بالتعاون مع الرئيس الليبي السابق، لقتل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان ولياً للعهد في ذلك الحين، إلا أن مزاعم الجبير قد تبدَّدت بعد ما نشره الموقع البريطاني عن نجل القذافي.

وقال الجبير في مقابلة مع قناة العربية “فيما يتعلق بالإرهاب في السعودية، والذي تدعمه قطر، في إحدى القضايا وجدنا دوراً قطرياً في مؤامرة القذافي لاغتيال الملك السابق في مكة”.

وأضاف السعدي القذافي، قد أشرف على تلك الخطة كلٌّ من محمد إسماعيل، العقيد في الاستخبارات العسكرية الليبية، والجاسوس الليبي موسى كوسا، وعبد الرحمن العمودي، وهو زعيم أميركي مسلم يقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة 23 عاماً في الولايات المتحدة، بعد اعترافه بدوره في محاولة الاغتيال.

وكان المتآمرون يخططون لاغتيال الحاكم السعودي بإطلاق صاروخ على موكبه. وكان دور إسماعيل محورياً في المؤامرة، سواء في تجنيد القتلة المحتملين أو تسهيل دفع المال للمنشقين السعوديين في لندن للمشاركة في المؤامرة.

وأضاف الموقع البريطاني أن السعدي القذافي قال في مقابلة سابقة في عام 2014، إن إسماعيل كان صديقاً مقرباً لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وكان معه رقم خط هاتفه المباشر، كما مُنح الجنسية الإماراتية بعد سقوط حكومة القذافي في عام 2011.

مزاعم سعود القحطاني

كما زعم المستشار الملكي سعود القحطاني على تويتر، أن أمير قطر السابق شارك شخصياً في تلك المؤامرة الفاشلة. وقال إن الشيخ حمد سافر إلى طرابلس وقال للقذافي إنه مستعد “للوفاء بجميع طلباته” للتواصل مع المنشقين السعوديين المعنيين.

وقال القحطاني، إن القذافي وضع هذه الخطة بعد أن أهانه عبدالله في مؤتمر جامعة الدول العربية.

وقال القحطاني: “كان القذافي غاضباً للغاية، وأقام اتصالات مع المنشقين السعوديين، وتحديداً أولئك الذين يعيشون في لندن، الذين لم يتعاونوا معه بسبب موافقتهم على العمل لصالح أمير قطر حمد بن خليفة”.

وأضاف أن القذافي “طلب من الأمير مساعدته على الانتقام من عبد الله، وأشار حمد إلى استعداده لذلك فاتفقوا على عقد اجتماع. ثم أصدر حمد بن خليفة أوامره إلى المنشقين في لندن بتنفيذ كل الأوامر التي تصل إليهم من العقيد الليبي محمد إسماعيل”.

لكن المقابلة التي أجريت مع السعدي القذافي، التي بثتها وسائل الإعلام الليبية على الإنترنت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بعد اعتقاله في النيجر وتسليمه إلى ليبيا، تبرز صلة إسماعيل بالإمارات العربية المتحدة، التي تعادي قطر بشراسة.

في الفيديو، يقول السعدي “… ومحمد إسماعيل، مُنح الجنسية الإماراتية، ويعيش في أبو ظبي. وقد أخذه محمد بن زايد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة”.

ويضيف “محمد بن زايد لديه هاتف محمول مخصص فقط للتواصل مع رؤساء الدول، محمد إسماعيل لديه رقم هذا الهاتف. حتى أنا لا أعرف الرقم، لكن محمد إسماعيل يعرفه”.

لم تتمكن Middle East Eye من التحقق من الظروف التي تم تسجيل الفيديو فيها.

قتل الأمير الساخر

وكانت السلطات السعودية قد أدانت إسماعيل لدوره في تنظيم هذه المؤامرة، بعد اعتقاله في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، بعد ساعات من مغادرته المملكة مع انهيار الخطة. وقال مسؤولون سعوديون إنه اعترف بدوره، كما تم استجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة المخابرات المركزية الأميركية.

وقال التقرير إن مؤامرة عام 2003 دبرها القذافي، بعد أن سخر منه عبد الله في قمة جامعة الدول العربية، حيث قال عبد الله في جلسة علنية: “القذافي، الكذب وراءك والقبر أمامك”.

وذكرت تقارير حديثة أن المؤامرة شملت دفع مبلغ مليون دولار للمسلحين السعوديين الذين كانوا سيستخدمون قنابل يدوية أو صواريخ محمولة على الكتف في الهجوم على عبدالله أثناء سير موكبه في مكة.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن المؤامرة أُحبطت على عدة مراحل، بما في ذلك تحويل الأموال إلى البنك الخطأ في المدينة المنورة، والنقود التي كانت محشوة في عدة أكياس وتركت خارج غرفة في فندق هيلتون في مكة المكرمة لكي تلتقطها خدمة بريد سعودية.

ونقل عن إسماعيل قوله إن مهمته كانت دفع المال للمسلحين. واعتبرت تصريحاته، التي قورنت بتصريحات العمودي، ذات مصداقية كافية للولايات المتحدة، للبدء في إجراء تحقيق.

كما قام المسؤولون البريطانيون بالتحقيق في القضية والدور المزعوم لمنشقين سعوديين مقرهما لندن.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن محققي مكتب التحقيقات الفدرالي سألوا إسماعيل ما إذا كان قد تعرَّض للتعذيب أو سوء المعاملة أثناء احتجازه في السعودية.

وأجاب إسماعيل بأنه كان يعامل معاملة جيدة، وأنه يريد التقدم بطلب اللجوء السياسي، لأنه اعتقد أنه سيقتل إذا عاد إلى ليبيا.

ومع ذلك، عفا الملك عبد الله عن إسماعيل حين وصل إلى الحكم في عام 2005، كخطوة على طريق إعادة العلاقات مع ليبيا.

ثم عاد إلى ليبيا ليلتحق بخدمة أسرة القذافي مرة أخرى.

لم تتمكن Middle East Eye من التأكد من مكان وجود إسماعيل الحالي، على الرغم من ورود معلومات تشير إلى أنه كان على اتصال مع سيف الإسلام، ابن القذافي الآخر، في عام 2012.

عودة عشيرة القذافي

ويذكر السعدي أيضاً في الفيديو أن الإمارات العربية المتحدة كانت تخطط لإعادة أحد أفراد عائلة القذافي للحكم في ليبيا.

وأضاف أن “محمد بن زايد يريد أن يعود سيف الإسلام القذافي إلى الحياة السياسية في ليبيا، لكن حين تهدأ الأوضاع فيها”.

وكان سيف الإسلام قد أُطلق سراحه مؤخراً من السجن، حيث استمر إسماعيل في التواصل معه من خلال فريقه القانوني، وانتقل إلى شرقي ليبيا، التي يسيطر عليها الجنرال خليفة حفتر حليف الإمارات في ليبيا.

وتأتي مزاعم الجبير والقحطاني في الوقت الذي تقود فيه السعودية حصاراً على قطر بسبب ارتباطها بـ”الإرهاب” ودعمها لإيران، الأمر الذي تنفيه قطر تماماً.

لكن المملكة العربية السعودية، التي تدعمها الإمارات والبحرين، قد فشلت خلال أسبوعين من النزاع في تقديم أي دليل ضد قطر، بما في ذلك ادعاءات محاولة الاغتيال، التي وصفتها وزارة الخارجية الأميركية بأنها “غامضة”.

في الأسبوع الماضي، حددت المملكة 13 شرطاً لإنهاء الحصار، بما في ذلك القيود الخطيرة على السياسة الخارجية وإغلاق قناة الجزيرة ، ولكن الدوحة رفضت تلك الشروط.

السابق
خاص – كي لا تلتفت الدوحة شرقاً!!
التالي
أول تعليق لأصالة بعد توقيفها بتهمة حيازة المخدرات