عواصم – وكالات – الجزيرة:
ماذا حل بمشروع إنقاذ اليمن؟ هل حولت “عاصفة الحزم” اليمن إلى واحة سعادة كما كان القيمون عليها يدعون أم أصبح مستنقع بؤس وموت لأبناءه على يد مرتزقة أبوظبي التي تعيث قتلاً وخراباً؟ كل هذه الأسئلة يجيب عليها برنامج بثته قناة الجزيرة تحت عنوان “الوصاية”
حلقة (2017/8/21) من برنامج “للقصة بقية” سلطت الضوء على تحركات الإمارات وخططها السرية للهيمنة على ثروات اليمن وفرض الوصاية على قراره السياسي، وتساءلت: كيف تحولت الإمارات من مشارك في التحالف العربي إلى مهيمن على ثروات ومقدرات اليمن؟ ولماذا أنشأت سجونا سرية فيه وحاربت الشرعية ومؤيديها هناك؟
https://www.facebook.com/aljazeerachannel/videos/10155989611024893/
فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية على اليمن كشف في تقرير سري عن دعم دولة الإمارات العربية جماعات مسلحة، وممارستها الاحتجاز غير القانوني والإخفاء القسري في اليمن، مشيرا إلى أن هناك معلومات موثوقة تفيد بأن قواتها تخفي قسرا شخصين في عدن منذ أكثر من ثمانية أشهر.
ويشير التقرير -الذي حصلت الجزيرة عليه- إلى انتشار مليشيات ومجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة الشرعية تتلقى تمويلا مباشرا ومساعدات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما يشير إلى أن إحدى تلك المجموعات في تعز يقودها شخص يدعى أبو العباس (السلفي) وتموله الإمارات، وقد رفضت هذه المجموعة الانضواء إلى الجيش اليمني، بالإضافة إلى عدم خضوع قوات رسمية -كقوات النخبة الحضرمية وقوات الحزام الأمني التي ترعاها وتمولها الإمارات- لسلطة الحكومة الشرعية.
ويضيف التقرير -الذي تتكتم الدول الأعضاء في مجلس الأمن على تفاصيله منذ تسلمه مطلع الشهر الجاري- أن الصراع في تعز عزز دور أبو العباس بدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع الحوثيين سمح بانتشار عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي والعسكري لحزب الإصلاح.
بدورها، أشارت مجلة غينيس الدفاعية المتخصصة إلى أن أبو ظبي بنت قواعد عسكرية لها باليمن، أبرزها في جزيرة ميون التي تقع وسط مضيق باب المندب، مما يمكن الإمارات من التحكم به كاملا، كما تعكف حاليا على بناء قاعدة عسكرية في منطقة ذباب وتمنع عودة أهلها المهجرين.
مشروع إماراتي
القيادي السابق في المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني قال إنه “لم يعد خافيا على أحد ما تمارسه دولة الإمارات في اليمن عامة، وفي المحافظات الجنوبية خاصة، ونحن كيمنيين أصبحنا نتعامل معها كدولة احتلال تسعى عبر مخططاتها لاحتلال اليمن الجنوبي والسيطرة على ثرواته”.
وأضاف الإمارات والمليشيات التابعة لها تواصل الزج بأفراد المقاومة الوطنية وأبناء القبائل في السجون وترتكب مختلف أنواع الجرائم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومجلس التعاون الخليجي.
وشدد اليماني على أن الانقلاب الذي حدث في صنعاء خططت له الإمارات منذ وقت مبكر، حيث عملت على الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ووضعه تحت الإقامة الجبرية، كما أن دخول الحوثيين إلى عدن تم بعلم الإمارات التي جعلت منه مبررا لدخولها إلى عدن والمحافظات الجنوبية للسيطرة عليها ولم تسمح بعودة الشرعية أو الجيش الوطني.
وأشار إلى أن المشروع الإماراتي قديم في اليمن، فقد سبق أن سعت الإمارات للسيطرة على ميناء عدن قبل الثورة اليمنية، وقد وجدت الفرصة مناسبة لتحقيق مشروعها عبر المشاركة في التحالف العربي، داعيا السعودية إلى مراجعة وجود الإمارات في التحالف، لأن ما تقوم به ستتضرر به دول الخليج جميعها وليس الشعب اليمني فقط.
أهداف إستراتيجية
الباحث في قضايا العالم العربي صلاح القادري أكد أن الإمارات لديها خمسة أهداف إستراتيجية في اليمن، هي القضاء على الثورة اليمنية كجزء من الربيع العربي، والقضاء على حركة الإصلاح كجزء من جماعة الإخوان المسلمين، وإسقاط شرعية الرئيس هادي وإفشال مشروع التحالف العربي الساعي لأن يكون اليمن عمقا إستراتيجيا للسعودية، وإقامة قواعد عسكرية للسيطرة على مضيق باب المندب وخليج عدن، وأخيرا السيطرة على ميناء عدن وتحييده حتى لا يصبح منافسا لميناء دبي.
وأضاف أن الإمارات عندما وصلت إلى اليمن كانت لديها أهداف واضحة تسعى لتحقيقها بخلاف السعودية التي لم يكن لديها هدف واضح، واكتفت مع مرور الوقت بالدفاع عن حدودها الجنوبية أمام الصواريخ البالستية أو محاولات الحوثيين المتكررة لاختراقها.
وبحسب القادري، فقد قامت الإمارات فور دخولها إلى عدن بالاستيلاء على منطقة المعاشيق وتحويلها إلى ما يشبه المنطقة الخضراء في بغداد، وبالتالي أصبحت كل قيادات السلطة الشرعية تحت الإقامة الجبرية في اليمن، ثم قامت بإنشاء مليشيات طائفية مناطقية مسلحة في عدن وشبوة وحضرموت، كما قامت بدعم وتبني كل القيادات المعارضة لهادي وقامت بتسليحها، ثم انتقلت إلى مرحلة اعتقال وتصفية القيادات المعارضة للمشروع الإماراتي.