فيتو أميركي بمجلس الأمن ضد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.. وحماس تعلق

كصوت معارض وحيد، استخدمت أميركا، يوم الأربعاء الرابع من يونيو/ حزيران، حق النقض “الفيتو” في مواجهة مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يطالب “بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى كل مناطق غزة.

ودفاعاً عن الموقف الأميركي قبل التصويت، قالت القائمة بأعمال الممثل الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة للمجلس، دوروثي شيا: “أوضحت الولايات المتحدة أنها لن تدعم أي إجراء لا يدين حماس ولا يدعوها إلى نزع سلاحها ومغادرة غزة”.

وأضافت شيا، خلال تعليقها على مشروع القرار الذي قدمته 10 دول في المجلس: “من شأن هذا المشروع أن يقوض الجهود الدبلوماسية للتوصل لوقف لإطلاق النار يعكس الحقائق على الأرض، وأن يشجع حماس”، بحسب وكالة رويترز.

وفيما عدا الولايات المتحدة، صوت باقي أعضاء مجلس الأمن، وعددهم 14 دولة، لصالح مشروع القرار.

أثارت الفيتو الأميركي غضب بقية أعضاء المجلس، وعبر سفيرا فرنسا والمملكة المتحدة عن “أسفهما” لنتيجة التصويت، بينما ألقى سفير الصين في الأمم المتحدة، فو كونغ، باللوم بشكل مباشر على أميركا، ودعاها إلى “التخلّي عن الحسابات السياسية وتبنّي موقف عادل ومسؤول”، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”.

وقال سفير سلوفينيا، صموئيل زبوغار: “في الوقت الذي تُختبر فيه الإنسانية على الهواء مباشرة في غزة، فإنّ مشروع القرار هذا وُلد من رحم شعورنا المشترك بالمسؤولية. مسؤولية تجاه المدنيين في غزة” وتجاه المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة و”مسؤولية أمام التاريخ”، وأضاف: “كفى، كفى!”.

من جانبها، أعلنت حركة حماس، في بيان لها، “إدانتها بأشد العبارات” للفيتو الأميركي ضد مشروع قرار المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وقالت حماس: “نستهجن بشدة أن تتصدى الإدارة الأميركية لإرادة العالم بأسره، حيث أيّدت 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن القرار، بينما انفردت الولايات المتحدة بمعارضته، في موقف متعجرف يعكس استهتارها بالقانون الدولي، ورفضها التام لأي مسعى دولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني”.

وأشارت إلى أن الموقف الأميركي في مجلس الأمن “يُشكّل ضوءاً أخضر” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لمواصلة حرب الإبادة الوحشية ضد المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، بما يؤكد شراكتها الكاملة في هذه الجريمة المستمرة”، بحسب البيان.

وعلقت الحركة أيضاً على مجلس الأمن قائلة: “فشل مجلس الأمن الدولي في إيقاف حرب الإبادة المستمرة منذ 20 شهراً، وعجزه عن كسر الحصار وإدخال المواد الغذائية إلى المدنيين المجوّعين في القطاع، يثير تساؤلات جوهرية حول دور مؤسسات المجتمع الدولي، وجدوى القوانين والمواثيق الدولية التي يواصل الاحتلال انتهاكها يوماً بعد يوم دون أي مساءلة أو تحرك فعلي”.

 

ويعتبر هذا التصويت هو الأول لمجلس الأمن المتعلق بحرب غزة منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما عطّلت أميركا في عهد الرئيس السابق جو بايدن، مشروع قرار كان يدعو كذلك الى وقف إطلاق النار، وذلك قبل الاتفاق على وقف الحرب في يناير/ كانون الثاني والتي عادت من جديد بعد نحو شهرين.

شهد شهر يونيو/ حزيران 2024 آخر قرارات مجلس الأمن بشأن غزة والذي تضمن تأييد خطة من الولايات المتحدة لوقف إطلاق نار عبر مراحل متعددة تشمل إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين في غزة.

السابق
تعيين قائد جديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”
التالي
أسعار الذهب ترتفع بدعم من هبوط الدولار وبيانات اقتصادية ضعيفة