فوز أردوغان.. نبأ غير سار لدول الحصار

أنباء غير سارة، حملتها نتيجة الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في تركيا، أمس، للكثير من الجهات المحلية والإقليمية والدولية، والتي كانت تراهن بل وتعمل بكل ما تملك من نفوذ وأوراق، علناً وفي الخفاء، لإبعاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من المشهد السياسي في تركيا.
لم توفر تلك الأطراف، إقليمية ودولية، أي سلاح يمكن استخدامه في سبيل الوصول لتلك الغاية، غير أن كل تلك الجهود التي بذلت في وضح النهار أو تحت ستار الظلام، اصطدمت بموقف الشعب التركي.
لعبت تلك الأطراف، سواء في الغرب أو في المنطقة أدواراً مفضوحة، سواء من خلال التأثير على الأوضاع الاقتصادية في تركيا أو تقديم الدعم، المباشر وغير المباشر، لأطراف في المعارضة، إعلامياً وسياسياً للتصدي لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن.
وقد كانت محاولة التلاعب بالاقتصاد والتأثير عليه، أبرز ورقة لعبت بها هذه الأطراف الدولية والإقليمية لسحب البساط من تحت أقدام أردوغان، وذلك بالنظر إلى الإنجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية في هذا المجال، حيث ظل الازدهار الاقتصادي لسنوات طويلة ورقة الحزب الرابحة في كل الانتخابات، إذ شهد عهد أردوغان قفزات هائلة في اقتصاد تركيا وضعته في مصاف الاقتصادات العالمية الكبرى، وساعدت حزبه على الفوز في نحو 10 انتخابات سابقة.
وأجمع خبراء ومحللون اقتصاديون أن التراجع المتواصل لسعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، مرتبط بدوافع سياسية إقليمية ودولية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ورجح خبراء أن يكون الهدف الأكبر لصفقة استحواذ الإمارات على خامس أكبر بنك خاص في تركيا (المملوك لروسيا) ذا طابع سياسي في المقام الأول منبثقاً من دوافع سياسية إماراتية لمحاولة اختراق الاقتصاد التركي.

وقبل أن يدلي الناخبون الأتراك بأصواتهم أمس، كانت الحملات الإعلامية والسياسية تنشط في الدعاية للأطراف المنافسة لأردوغان، والتي شكلّت تحالفاً غير مسبوق بين أحزاب تتبنى مبادئ متباعدة مثل حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) و”حزب الخير” (يمين قومي) و”حزب السعادة” (إسلامي محافظ)، وبدعم من حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للقضية الكردية، وكلها مدفوعة فيما يرى البعض برغبات قوى دولية، لتحقيق هدف واحد.

وأنعشت تلك العوامل، آمال تلك القوى الإقليمية والدولية، في إمكانية تحقيق أهدافها، وظهر ذلك جلياً، من الاهتمام البالغ لنتائج هذه الانتخابات التي اجتذبت متابعة كبيرة في كل مراحلها من الصحفيين من مختلف دول العالم، الذين يعرفون أن هذه الانتخابات تكتسب أهمية استثنائية، بالنظر إلى كونها تمهد لانتقال تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، حيث سيكون الفائز فيها أول رئيس يتمتع بصلاحيات موسعة نص عليها الدستور الجديد الذي أقر في أبريل 2017 بموجب استفتاء كان أردوغان أشد داعميه.
لكن نسبة الإقبال على المشاركة في الانتخابات، والتي بلغت نحو 87 بالمئة، وعبرت عن الإرادة الحقيقية للشعب التركي، قلبت الطاولة على تلك القوى الدولية والإقليمية التي كانت ترغب في إقصاء أردوغان وحزبه.

صفعة لدول الحصار:

ومن أبرز الدول الإقليمية التي وجهت لها نتيجة هذه الانتخابات، صفعة قوية، هي الإمارات، وبعض دول الحصار، التي طالما لعبت دوراً مشبوهاً في المنطقة وسعت بكل السبل والوسائل لاستهداف تركيا باعتبارها أكبر الداعمين للربيع العربي.

وقد أظهرت محاولة انقلاب 15 يوليو 2016 الفاشلة في تركيا، مدى الاحتفاء الإعلامي لتلك الدول بالانقلاب على الديمقراطية، بل وتقديم الدعم للانقلابيين.
ففي تقارير إعلامية أن الإمارات أنفقت نحو 3 مليارات دولار لإسقاط الحكومة التركية وأردوغان. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، وتزامناً مع الحملة العسكرية التركية ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية في منطقة عفرين بسوريا، وقفت الإمارات ضد العملية، كما الموقف المصري تماماً. بل ذهبت صحيفة “يني شفق” التركية، المقربة من أردوغان، إلى أن “وحدات حماية الشعب” تتلقى الدعم من أبوظبي في عفرين، وأن السعودية أيضاً متورطة في هذا العمل.
السابق
مميزات وعيوب هاتف Samsung Galaxy J8 2018
التالي
خلافات سعودية مصرية أردنية حول صفقة القرن