واشنطن – وكالات:
كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الأحد، عما قالت إنها الأسماء الجديدة التي سيعهد لها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان آل سعود، لإدارة المملكة في الفترة القادمة.
وأكدت المجلة أن ولي العهد “يعرف جيداً أنه لا يمكن له إدارة البلاد وحده؛ ومن ثم يحتاج لتوطيد سلطته من خلال اعتماده على عدد من الأمراء الشباب، الذين قام بوضعهم في أماكن حساسة ومختلفة من الدولة”.
وقالت: إن “بن سلمان يعرف أن اعتماده على أسماء شابة وصغيرة بالسن يمكّنه من السيطرة عليهم أكثر وكسب ولائهم، كما أن اعتماده على أمراء من العائلة يمكنه أيضاً من تحويلهم إلى درع ضد أي تحرك قد يحصل تجاهه”.
ويعتبر محمد بن سلمان حالياً “الملك الفعلي غير المتوج، وينتظر أن يقدم والده تنازلاً له عن العرش، وهو أمر قد يحدث في غضون أسبوع”، كما تتوقع المجلة الأمريكية.
وشهد البيت السعودي الداخلي تغييرات كبيرة قام بها ولي العهد، أثبتت أنه سيكون مختلفاً عمن سبقه ممن تولى إدارة البلاد، ولعل واحدة من تلك التغييرات أنه يريد الاعتماد على الشباب أكثر بخلاف العرف السائد وهو أن تكون الأولوية لكبار السن.
ووفق المجلة الأمريكية، فإن الأسماء التي يعدّها بن سلمان لإدارة المملكة إلى جانبه هي:
– عبد العزيز بن فهد بن تركي بن عبد العزيز: هو نائب أمير منطقة الجوف المتاخمة للأردن منذ يونيو من هذا العام (2017)، ووالده كان قائد القوات البرية السعودية حتى أبريل 2017.
– عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود: وزير الداخلية الذي عُين بمنصبه في يونيو من العام الجاري (2017) ويبلغ من العمر 30 عاماً، وحل محل عمه محمد بن نايف ولي العهد السابق، والذي أُجبر على الاستقالة من منصبه، ووالده هو أمير المنطقة الشرقية الغنية بالنفط حيث يشكل الشيعة هناك أغلبية.
– عبد العزيز بن تركي الفيصل: وهو نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة، وتم تعيينه في يونيو 2017 ويبلغ من العمر 34 عاماً، والده تركي بن فيصل كان سفيراً للسعودية في واشنطن ولندن، بالإضافة إلى رئاسته هيئة الاستخبارات الخارجية في المملكة، وهي التي شاركت مؤخراً في عقد عدة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين.
– أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز: عُين نائباً لأمير المنطقة الشرقية في أبريل 2017، توفي والده (نجل الملك سلمان) عام 2001 وكان نائباً لإمارة الشرقية من عام 1986 وحتى 1993.
– بندر بن خالد: يبلغ من العمر 52 عاماً وعُين مستشاراً بالديوان الملكي في يونيو 2017، والده كان أميراً لمنطقة مكة المكرمة.
– خالد بن بندر: وعُين سفيراً للسعودية لدى ألمانيا في يونيو 2017، وهو نجل الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي السابق لدى أمريكا، والمعروف بعلاقاته المتشعبة مع عدة رؤساء في أمريكا، وتلقى تعليمه في جامعة أكسفورد.
خالد بن سلمان: شقيق ولي العهد محمد بن سلمان، والذي عين سفيراً لبلاده في واشنطن هذا العام، وهو طيار وسبق له العمل في القاعدة الجوية السعودية بالمنطقة الشرقية.
سعود بن خالد: وعين في أبريل 2017 نائباً لأمير المدينة المنورة.
– تركي بن محمد: يبلغ من العمر 38 عاماً وعُين مستشاراً بالديوان الملكي في يونيو 2017، وكان والده نجل الملك الراحل فهد، محمد بن فهد، أميراً للمنطقة الشرقية من 1985 إلى 2013.
وتلمح المجلة إلى أن هذه القائمة لا تشمل أياً من أبناء أو أحفاد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، كما أنها لم تضم سوى اسم واحد من أبناء الملك الراحل فهد، ولا تضم أيضاً أي اسم من أقارب مباشرين من طرف الأمير أحمد بن عبد العزيز، أحد “السديريين” السبعة ضمن العائلة السعودية الحاكمة.
ويعود السبب في ذلك –كما تقول المجلة– إلى أن الأمير أحمد بن عبد العزيز، أحد أعضاء مجلس العائلة، والذي كان قد صوّت ضد محمد بن سلمان ومبايعته ولياً للعهد.
وتختم المجلة الأمريكية تقريرها بالقول: “إن نجاح محمد بن سلمان يعتمد على الدعم والقبول من طرف العائلة الحاكمة، ولكن نفاد صبر بن سلمان دفعه إلى هذا الصعود السريع؛ ومن ثم فإنه بات بحاجة إلى دعم الشخصيات التي عيّنها”.
مجموعة أخرى جرى تعيينها من طرف بن سلمان في مختلف قطاعات الجيش، ولكن تبقى عملية التعرف عليها أكثر صعوبة، حيث يسعى بن سلمان إلى “تجنب أي احتمال لوقوع انقلاب عليه”، تضيف المجلة.
برقية مسربة من وزارة الخارجية السعودية عام 1985، كشفت عنها “ويكيليس”، أشارت إلى أن “وجود الأمراء داخل القوات المسلحة يوفر قدراً من الاستقرار لنظام آل سعود”.