قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إنه وبعد قرابة ثلاثة أسابيع من اندلاع الأزمة في الخليج، سلّمت الدول التي أعلنت حصارها ضد قطر قائمة مطالبها إلى الكويت، التي سلّمتها بدورها إلى الدوحة، والتي لا يبدو أنها يمكن أن تقبل بها. وأشارت إلى أن تلك المطالب التي جرى تسريبها «غير معقولة»، ولا تأتي على هوى الأمريكيين، وليس القطريين فقط، فلقد كانت واشنطن تأمل أن تكون المطالب قابلة للتحقيق. وأضافت المجلة الأمريكية، أن الولايات المتحدة كانت تأمل أن تؤدي قائمة المطالب إلى حل للأزمة، ولكن النقاط الـ «13» التي وُضعت سيكون لها تأثير معاكس في إطالة أمد الأزمة. وقالت المجلة إن الخارجية الأمريكية، وقبل تسليم الدول لمطالبها من قطر، حثّت تلك الدول؛ السعودية والإمارات والبحرين، على أن تكون لديها مطالب معقولة. ونقلت المجلة عن مشعل بن حمد آل ثاني، سفير دولة قطر في واشنطن قوله إن لقطر الحق في تقرير سياساتها، وإن هذه الادعاءات التي قُدّمت ليس لها علاقة بمكافحة الإرهاب، مبيّناً أن بلاده لا تدعم الإخوان المسلمين، «وإنما نتشاطر ونفهم وجهة نظر الجيران، ولكننا لدينا وجهة نظر مختلفة في المعاجلة»، مؤكداً أن الدول المجاورة لقطر تسعى إلى شيطنة الجماعة وحسب. وأضافت نقلا عن الشيخ مشعل: «هناك اليوم 50 مليون شخص ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، هل نضع كل هؤلاء في قوائم الإرهابيين؟». وقال سعادة السفير للمجلة فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران: «أستطيع أن أقول لكم لماذا لدينا علاقة مع إيران؛ قطر وإيران تشتركان بأكبر حقل غاز في العالم، قطر أكبر مورّد للغاز الطبيعي في العالم، وكثير من الدول الأوروبية تعتمد على إمدادات قطر للغاز». وقالت المجلة إن الإجراءات التي اتّخذتها دول الجوار ضد قطر شملت حتى المواطنين؛ فلقد طلبت تلك الدول من مواطنيها مغادرة قطر خلال مدة 14 يوماً، ومنعت أي قطري من دخول تلك الدول، الأمر الذي أثّر كثيراً في تشتّت العوائل المشتركة، بل وصل الأمر إلى أن رحّلت السعودية 1500 رأس من الإبل القطرية التي كانت لديها، بالإضافة إلى قرارات بعقوبات صارمة تصل إلى السجن 15 عاماً ضد كل من يتعاطف مع قطر. وختمت المجلة بالقول: إن «المسؤولين في قطر قالوا رداً على المطالب التي تقدمت بها الدول الثلاث، إن المطالب تتحدث عن نفسها، وهي تظهر بشكل جدي من يريد إيجاد حلاً للأزمة الخليجية ومن يريد إطالة عمرها».