في انعكاس فني لحالة التوتر ، أحياناً الهلع، التي بات يثيرها اسم دولة قطر في نفوس دول الحصار، انطلقت مساء الخميس على قناة موقع «دوحة 360»، أولى حلقات المسلسل الكوميدي «خارج السرب» بعنوان “دلاغ تشرشل”، تأليف الفنان القدير غانم السليطي، وإخراج حسين الصايغ.
تناولت الحلقة بأسلوب كوميدي ساخر متلازمة قطر لدى دول الحصار، من خلال صفقة دلاغ (جورب) تشرشل، الذي سيباع في مزاد علني، وقد مضى عليه أكثر من نصف قرن، وهو عفن، ورث، ونتن، فتتسابق هذه الدول من اجل الفوز به حتى لا تشتريه قطر، وتزايد على المبلغ الذي اقترحته مجموعة مأجورة، ليبلغ ثمنه مليارا ونصف المليار جنيه إسترليني، ويكتشف من اشتروه بأن قطر لا علاقة لها بالصفقة، فينتاب دول الحصار شعور بالخيبة والمرارة.
أدى الشخصيات باقتدار كل من الفنان المبدع غانم السليطي، والفنانين صلاح الملا، وجاسم الأنصاري، ومشاركة كل من محمد حسن، ومحمد العباسي، ومحمد عادل، وعبد الله البكري، وعبد الرحمن الشرشني، وخالد خميس، ومايا، وفاضل راشد، وسامح محب الدين، ومحمد العمادي، ومحمد السني، والرشيد أحمد عيسى وآخرين..
يلامس المسلسل وجدان الناس، ويحاكي قضاياهم الساخنة، ويغوص في عمق تفاصيل حياة الإنسان القطري والخليجي والعربي ليستكشف هذا الواقع، أما عنوان المسلسل فيحمل مضمونا آخر يبحث في ما وراء السؤال: من يغرد خارج سرب؟ نحن أم ذاك الذي صنع الخلاف وفجر في الخصومة؟
كما يحاول العمل أن يجيب عن السؤال التالي: كيف انعكس الحصار الجائر على العلاقات بين أهل الخليج العربي، حتى بات الأخ لا يكلم أخاه، والصديق يتحاشى صديقه؟ هي مجموعة من اللوحات المؤثرة يتناولها العمل بأسلوب كوميدي تروي حكاية الفرقة التي تعيشها شعوب الخليج العربي منذ سنة، وتنفتح على الهم العربي. كما يتطرق العمل إلى بعض القضايا الإنسانية البحتة كمعاملة الأجانب والعمال وطيش الشباب.. بالإضافة إلى العديد من القضايا الاجتماعية الحساسة، كل ذلك بأسلوب بسيط بعيدا عن التنظير والإسفاف.
ويأتي العمل الفني في محاكة لوقائع جرت منذ فترة ليست ببعيدة، حيث كشفت صحيفة ديلي ميل عن أن وليي عهد كل من السعودية محمد بن سلمان وأبو ظبي محمد بن زايد تنافسا -دون أن يعرف كل منهما المنافس الآخر- في مزاد لشراء لوحة “سلفاتور منتي” أو “مخلص العالم” للرسام العالمي ليوناردو دافنتشي بسعر خيالي، وذلك لاعتقاد كل منهما أن المنافس الآخر في هذه العملية من قطر، بحسب مصادر مقربة منهما.
وكشفت وثائق سربتها صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن المشتري هو الأمير بدر بن عبد الله آل سعود، لكن مصادر في القصر الملكي السعودي قالت إن المشتري الحقيقي هو محمد بن سلمان.
وكشفت صحيفة ديلي ميل عن أن ابن زايد أرسل أيضا ممثلا للمشاركة في المزاد على اللوحة في دار
“كريستيز” للمزادات في نيويورك لعرضها في متحف اللوفر في أبو ظبي، الذي تبلغ كلفته مليار دولار.
وكشف المصدر المقرب من العائلة الحاكمة في الإمارات أن ثمة لغزا آخر خيّم على ذلك المزاد، وهو أن اللوحة التي تعود للملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف عُرضت على القطريين قبل عام واحد ورفضوا شراءها بثمانين مليون دولار، وهو مبلغ أكثر مما تستحقه، وها هم السعوديون يدفعون أضعاف ذلك المبلغ.