الدوحة – وكالات:
منذ اليوم الأول للحصار الجائر الذي فُرض على قطر، سارع رجال الأعمال الققطريون والمقيمون في قطر إلى المبادرة كل حسب موقعه في العمل على المضي قدماً بمشاريع تكسر طوق الحصار وتحقق للدوحة اكتفاء يبعدها عن شبح الحاجة لمنتجات دول الحصار وبالتالي التحكم بها عبر منع تدفق تلك المنتجات. ولعل ما قامت به شركة “بلدنا” للإنتاج الحيواني بالمسارعة لاستيراد أعداد كبيرة من الأبقار في إطار خطة استراتيجية لتأمين منتجات الحليب ومشتقاته وتحقيق الاكتفاء الذاتي بهذا المضمار ليست سوى مقدمة أو “رأس جبل الجليد” لما جاء بعدها من مبادرات خلاقة وفرص كبيرة ذهب إليها رجال أعمال قطر تحت إشراف غرفة قطر التي كانت “مهندس” هذه المبادرات والفرص التي خلقها الحصار.
فقد أكد مستثمرون ورجال أعمال أن الحصار الجائر الذي تمارسه بعض الدول المجاورة منذ أكثر من شهرين على قطر أثبت مدى قوة ومتانة الاقتصاد القطري، ورفع من عزيمة رواد القطاع الخاص على توسعة مشاريعهم وتطوير مجالات عملهم بمزيد الاستثمار في القطاعات الصناعية والتجارية، سعياً منهم إلى مزيد تنويع الاقتصاد القطري، واستجابة لدعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى تشييد استقلال اقتصاد البلاد.
وأشار المستثمرون إلى أن حصار بعض الدول المجاورة فتح باباً واسعاً من الفرص الاستثمارية أمام القطاع الخاص القطري، الذي ينوي استغلالها، وعدم التفريط فيها، خاصة وأنه يحظى بدعم كبير من الحكومة القطرية على مستوى تسهيل الإجراءات القانونية والمالية، من أجل بعث المشاريع الصناعية والتجارية، وإقامة شراكات تجارية مع مختلف الأسواق الخارجية.
وفي هذا السياق، قال شخبوط علي المري إن السوق القطري يطرح فرصاً استثمارية واعدة أمام القطاع الخاص في شتى المجالات والاختصاصات الاقتصادية.
وأكد المري أن مستقبل البلاد يعتمد بشكل أساسي على المستثمر القطري وقدرته على الاعتماد على الذات، خاصة وأن الدولة قد وفرت جميع التسهيلات القانونية والمالية، من أجل تطوير نشاط الشركات المحلية.
وشدد المري على أن المستثمر القطري قادر على تطوير مختلف الأنشطة الاقتصادية في البلاد، بما يلبي الجزء الأكبر من احتياجات السوق المحلي الاستهلاكي.
الصعاق: قادرون على تحويل البلاد إلى قطب صناعي إقليمي
أكد المستثمر محمد بخيت الصعاق أن القطاع الخاص القطري قادر على تلبية كافة احتياجات السوق الاستهلاكي عبر المشاريع الصناعية والتجارية الوطنية. وأضاف الصعاق قائلاً: «دئماً ما تخلق الأزمات الفرص، وهذه الفرص علينا استغلالها، وتحويلها إلى مكاسب استثمارية واقتصادية».
وشدد الصعاق على أن رجل الأعمال القطري باستثماراته الحالية والقادمة يستطيع أن يغطي أكثر من 80 % من احتياجات السوق المحلي الاستهلاكي لمختلف المنتجات الصناعية. وأضاف قائلاً: «كما نسنتطيع أن نحول البلاد إلى قطب صناعي إقليمي ودولة مصدرة للمنتجات الصناعية غير النفطية، بشرط تواصل دعم الحكومة للقطاع الخاص، وتوفير الخبرات اللازمة لذلك. ونحن جاهزون لتلبية دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى بناء استقلال الاقتصاد القطري، وسنعمل على تنفيذ توجيهات سموه دون تردد».
الشمري: انتشار ثقافة «الصناعة المحلية»
أوضح المستثمر متعب سطم الشمري أنه مع إقبال عدد من الدول الخليجية على حصار قطر، توجه المستثمرون القطريون إلى دراسة مختلف المشاريع الصناعية والتجارية، التي من شأنها تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي.
وأضاف الشمري قائلاً: «لا أعتقد أن الحصار قد تسبب في تداعيات سلبية على اقتصاد البلاد، بل كشف لنا مدى اعتمادنا على الخارج، وفتح للقطاع الخاص القطري فرص أعمال في مختلف المجالات الاقتصادية، ودفعنا للاعتماد على الذات انطلاقاً من قوة الاقتصاد القطري، في ظل توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ببناء اقتصاد وطني مستقل عن أيّ تأثيرات خارجية».
وأكد الشمري على أن القطاع الخاص القطري قادر على رفع تحدي الفترة الراهنة، وتغطية جميع احتياجات السوق الاستهلاكي، عبر توسيع المشاريع القائمة، وبعث المشاريع المستقبلية، فضلاً عن نشر ثقافة الاعتماد على النفس وعلى الصناعات الوطنية. وقال الشمري: «لدينا اقتصاد متين وقوي، وجميع قطاعاته تنشط بكامل طاقاتها لكسر الحصار، وبناء استقلال الاقتصاد القطري».
ورحب الشمري بمختلف المبادرات الاستثمارية التي تطرحها الحكومة القطرية، من أجل مساندة القطاع الخاص، وسعيها لتبديد وإزالة كافة المعوقات والصعوبات التي من شأنها تعطيل تدفق الاستثمارات في البلاد.
وأضاف الشمري في تصريح لـ «العرب»: «الوضع الحالي للاقتصاد القطري ممتاز ومبشر بكل خير، خاصة ونحن مقبلون على إطلاق المزيد من المشاريع الصناعية والتجارية، في ظل الدعم الكبير والمتواصل من الدولة».
أبو محمد: القطاع الخاص يحظى بدعم حكومي مستدام
قال المستثمر يوسف أبو محمد: «الفرصة أتيحت لنا كمستثمرين لدعم الاقتصاد القطري في ظل الظروف الخليجية الحالية، حيث سنعمل على توفير جميع الاحتياجات الاستهلاكية للدولة، والتقليص من اعتمادنا على الخارج».
وأشار أبو محمد في لقاء مع «العرب» إلى أن القطاع الخاص القطري يحظى بدعم فريد من الحكومة الرشيدة غير متوفر في أي من باقي دول العالم، وبالتالي لا توجد أيّ أعذار أمام قطاع الأعمال للاستثمار في المشاريع الصناعية، وتوفير مختلف المنتجات الصناعية التي يحتاجها السوق المحلي، وحتى تصدير المنتجات المحلية إلى الخارج.
وقال أبو محمد: «هذه فرصة من النادر أن تتكرر، حيث سيستفيد الجميع منها، فالمستثمر يطور أعماله، والدولة تقلص ارتباطها مع الأسواق الأجنبية في تلبية احتياجاتها الاستهلاكية، خاصة وأن الدولة توفر دعماً كبيراً للمستثمرين الذين ما عليهم سوى طرح فكرة المشروع، ويتم توفير جميع التسهيلات لتجسيد فكرته، وتحويلها إلى مشروع قائم».