شهدت الليلة الثالثة من ليالي ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا ملحمة كروية بكل ما تحمله الكلمة بالمعنى، وذلك خلال المباراة التي فاز بها مانشستر سيتي بشكلٍ جنوني على موناكو بخمسة أهداف مقابل ثلاثة أهداف.
فلسفة جوارديولا تسببت بمشاكل للسيتي
بدأ مانشستر سيتي المباراة بتغييرات غريبة من مدربه بيب جوارديولا، حيث قام بإشراك لاعب الوسط الدفاعي البرازيلي فيرناندينيو في مركز الظهير الأيسر، بينما تواجد يايا توريه وحده في مركز الارتكاز ومن أمامه رباعي وسط هجومي تواجدوا خلف المهاجم الوحيد سيرجيو أجويرو.
مشكلة السيتي الوحيدة في المباراة كانت بسبب الفلسفة التي قام بها جوارديولا خلال المباراة حيث أن الجميع شاهد ثغرة في الجبهة اليسرى للسيتي ليستغل موناكو ذلك والتركيز على هذه المنطقة للتقدم نحو مرمى الحارس ويلي كابييرو.
وفي نفس الوقت عانى توريه وحده في وسط السيتي خلال مواجهته الهجمات المرتدة السريعة لهجوم موناكو، إلا أن جوارديولا لم يصحح خطئه بإشراك لاعب ارتكاز أخر ليواصل اللعب بخطة 4-1-4-1.
السيتي نجح هجومياً .. كيف ؟
خطة 4-1-4-1 التي تسببت بمشاكل لدفاع مانشستر سيتي قدمت إضافة هجومية مرعبة للفريق خلال اللقاء وسمحت له بتسجيل خمسة أهداف حيث انقسم هجومه إلى جبهتين خلال أغلب فترات المباراة، جبهة يمنى مرعبة بقيادة رحيم سترلينج وكيفن دي بروين وأخرى يسرى بتواجد لوري ساني وديفيد سيلفا.
قيام جوارديولا باللعب وفق هذا النهج نجح بشكلٍ كبير في اللقاء، لتكون الخطة التي اعتمد عليها سلاح ذو حدين فعلاً واحد سلبي وأخر إيجابي.
موناكو كان مرعباً قبل السقوط
في الجهة الأخرى قدم موناكو مباراة كبيرة خلال الشوط الأول من اللقاء، حيث اعتمد المدرب جارديم على خطة 4-4-2، بثنائي هجومي متأخر إلى الوسط، وخطي دفاع مكونان من أربعة لاعبين في الوسط وأربعة في الدفاع، ليتمكن من إيقاف هجمات المنافس بشكلٍ رائعة، في حين اعتمد هجومياً على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة وتسجيل الأهداف مستغلاً مشاكل السيتي الدفاعية.
لكن في الشوط الثاني اختلف الأمر بعد وصول لاعبو السيتي لحل من أجل فك شيفرة دفاع موناكو الذي عانى في الدقائق الأخيرة من انخفاض اللياقة البدنية وقلة خبرتهم في مثل هذه المباريات.
موناكو خلال الشوط الأول قدم مباراة متكاملة، إلا أن الشوط الثاني كان مختلفاً بسبب تألق مانشستر سيتي في الناحية الهجومية.