الدوحة – بزنس كلاس:
تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثانية لأسبوع قطر للاستدامة الذي ينظمه مجلس قطر للمباني الخضراء عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ويمتد حتى الرابع من نوفمبر المقبل.
وفي هذا الإطار بدأت اليوم أولى فعاليات أسبوع قطر للاستدامة بعقد مؤتمر قطر للمباني الخضراء 2017 تحت رعاية وبحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر بمركز قطر الوطني للمؤتمرات ويستمر ثلاثة أيام.
وفي كلمته الافتتاحية لأسبوع قطر للاستدامة 2017 أكد سعادة السيد محمد بن عبد الله الرميحي وزير البلدية والبيئة أن “دولة قطر في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تحرص على تحقيق رؤية قطر التطويرية لتصبح نموذجاً اقتصادياً قائماً على المعرفة”، مشيراً إلى أن الحفاظ على البيئة الطبيعية للأجيال المقبلة يتطلب إيجاد حلول جذرية لمواجهة التحدي الكبير المتمثل في تطوير نموذج اقتصادي جديد لا يعتمد على الصناعات القائمة على البترول والغاز ويضمن الاستدامة للأجيال المقبلة.
وقال سعادته إن دولة قطر تحظى بموارد طبيعية متنوعة، لكن هذه الموارد محدودة والمعدل الحالي لاستهلاكها لا يتيح المجال للمحافظة عليها، منوها بأن بقاء كل أمة ونموها يعتمد، بشكل مباشر أو غير مباشر، على الحفاظ على مواردها وبيئتها بشكل مستدام.
وأشار إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 تعتبر استراتيجية مستقبلية للتنمية وعنصراً أساسياً للاستدامة، فهي تهدف إلى دفع عجلة التنمية في دولة قطر من خلال تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والموارد البشرية والطبيعية، كما أن التنمية البيئية واحدة من الركائز الأربع الرئيسية التي تشكل هذه الرؤية وتحدد الطريق لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الإنمائية وحماية البيئة، وأن تحقيق رؤية دولة قطر مسؤولية المجتمع القطري بجميع فئاته وقطاعاته، مشددا على ضرورة تطوير القدرات المؤسسية ودعم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص للتمكن من تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها.
وأكد سعادة الوزير أن الاستدامة تشكل نقطة اهتمام للجميع في قطر، وللحكومة دور بارز في دفع عجلة الاستدامة من خلال النظم والسياسات والحوافز الاقتصادية، والتأكيد على سلامة البيئة باستخدام أحدث التقنيات ووضع البرامج والخطط وإجراء البحوث إلى جانب دعم الجهات الأخرى من حيث التوعية بشأن الاستدامة في المجتمع المحلي.
وأضاف أن تنظيم مجلس قطر للمباني الخضراء لأسبوع قطر للاستدامة يعد أمراً حيوياً وهاماً باعتباره منصة فريدة تعزز رؤية الاستدامة في الوطن، وتجمع بين مجتمع الاستدامة المتنوع في القطاعين العام والخاص، وتتيح فرصة مثالية لشعب قطر لمعرفة المزيد عن المبادرات والجهود التي تُبذل لتوفير مجتمع مستدام وصحي .
وقال سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي إن وزارة البلدية والبيئة تحرص على تحقيق التنمية المستدامة التي تحافظ على الموارد الطبيعية، وتنميتها للأجيال القادمة وذلك من خلال تقييم الآثار البيئية للمشاريع وتحقيق أهداف منظومة الاستدامة البيئية من خلال تشجيع التوسع في المباني الخضراء الصديقة للبيئة.
وشدد على أهمية الحاجة إلى توعية المجتمع وإشراكه في عملية التنمية المستدامة “منذ بداية مراحلها”، لأن ذلك يعد أمرا جوهريا لتعزيز التحول في السلوك الاجتماعي والفردي نحو التفكير المستدام والعمل به خاصة في ضوء الطفرة التنموية التي تشهدها دولة قطر في مشروعات البنية التحتية والمشاريع الصناعية .
وأوضح أن نجاح التنمية المستدامة يعتمد بشكل أساسي على القطاع الخاص إلى جانب الحكومة والمجتمع، مشيرا إلى أهمية المسؤولية البيئية والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية والموازنة بين تلبية الاحتياجات الآنية ومتطلبات المحافظة على البيئة، واستيعاب التحول في الطلب على السلع الاستهلاكية، الذي يعد عنصراً أساسياً في مرحلة التغيير الإيجابي .
وأكد أن دولة قطر تعمل على وضع مبادئ توجيهية بيئية ومستدامة لتبنّي أفضل الممارسات في مجال البناء والتشييد، ودفع عجلة النمو المستدام في قطر من خلال زيادة الوعي وفهم أفضل الممارسات في مجال المباني الخضراء، موضحا أن أسبوع قطر للاستدامة يعرض أفضل الابتكارات في القطاعين العام والخاص، كما يتيح فرصة إلقاء نظرة شاملة على هذا الجانب الهام من رؤية قطر الوطنية 2030 .
واختتم سعادة الوزير كلمته بالإشارة إلى أهمية رواد الصناعة وخبراء الاستدامة والأكاديميين، باعتبارهم ركيزة تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، حيث تؤدي مشاركاتهم بالخبرات والمعرفة لأفضل الممارسات والابتكارات في التغلب على التحديات التي يواجهها، المجتمع، معربا عن ثقته التامة بأن يخرج هذا المحفل (أسبوع الاستدامة)، بشراكات جديدة تعزز منظومة الاستدامة في دولة قطر وخارجها وتساعد على تأمين مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
من جانبه، قال المهندس مشعل الشمري، مدير مجلس قطر للمباني الخضراء إن أهمية أسبوع قطر للاستدامة 2017 تبرز من خلال المشاركة الفعّالة لمختلف الشركاء في القطاعين العام والخاص، حيث يستقطب أسبوع قطر للاستدامة 2017 أكثر من 70 جهة شريكة وينظم 150 فعالية.
وأكد على أن هذه المبادرة تلعب دوراً أساسياً في توعية أفراد المجتمع وتعرض الإنجازات المهمة التي حققتها دولة قطر في مجالات الاستدامة والمباني الخضراء، وتسلط الضوء على غيرها من الإنجازات، مشيرا إلى أن هذا الحدث أن يحظى بدعم جميع الشركاء الداعمين.
وأوضح أن المشاركة الكبيرة في النسختين السابقة والحالية من أسبوع قطر للاستدامة يعكس النجاح الواسع لمبادرات المجلس وبرامجه التدريبية والتعليمية والبحثية وغيرها من المبادرات الوطنية، معربا عن التزام المجلس باتخاذ خطوات مثمرة من أجل وضع الدولة في مصاف الدول العالمية الرائدة في قطاع المباني الخضراء .
وأضاف أنه في هذا الإطار قام مجلس قطر للمباني الخضراء بتدريب أكثر من ثلاثة آلاف شاب وفتاة على برامج الاستدامة وإكسابهم المهارات اللازمة لتنمية مفهوم الاستدامة وتعزيز ريادة قطر في هذا القطاع وكذلك تطوير “دليل قطر الأخضر” كأول دليل أعمال مختص بالمواد والخدمات الخاصة بالبيئة والاستدامة لقطاع الإنشاءات، كما تم إطلاق مبادرة “حياتك خضراء” التي تعد أول برنامج خاص بالاستدامة والبيئة وأيضا تدشين شهادة الاعتماد “المفتاح الأخضر” الخاصة بقطاع الفنادق.
في الإطار ذاته أوضحت السيدة مشاعل النعيمي رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أن مؤتمر قطر للمباني الخضراء يلقي الضوء على دور الدولة وتقدمها في مجال الاستدامة كما يعطي الفرصة لتوحيد الجهود للتصدي للتحديات البيئية الملحة التي تواجه الدولة والمنطقة والعالم .
وأضافت أن دولة قطر تسعى لتحويل اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة وتهدف رؤيتها الوطنية 2030 إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وقد أدت هذه الرؤية إلى تطوير مؤسسة قطر التي تدعم الدولة في مسيرتها نحو تأسيس مرحلة ما بعد النفط والغاز عبر بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة.
وشددت على أن جهود القيادة الرشيدة لم تقتصر على استقطاب أفضل العقول الأكاديمية أو إرساء أسس الثقافة البحثية وبناء رأس المال البشري فقط “رغم أنها خطوات جوهرية” لكن تم التركيز أيضا على إشراك المجتمع وتنمية ثقافة الاستدامة بين الجميع.
وأبرزت النعيمي أهمية مجلس قطر للمباني الخضراء عضو مؤسسة قطر في تطبيق معايير البناء المستدام ودوره في تخفيض استهلاك الطاقة والإنفاق وتحسين جودة الحياة، مضيفة أن المؤسسة تهدف إلى تثقيف المجتمعات فيما يختص بالحياة المستدامة ويبرز ذلك من خلال إيجاد البيئة التي تستخدم الطاقة بكفاءة.
وأوضحت رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر على سعي المؤسسة في بناء صروح المدينة التعليمية بمواد صديقة للبيئة ومعايير رفيعة المستوى، مؤكدة أن التصاميم الحديثة والحياة المستدامة يمكن أن تتواجد في مكان واحد بشكل متناغم.
ونوهت بأن تنظيم هذا المؤتمر يعكس نهج المؤسسة في تعزيز الشراكات بين القطاعات الأكاديمية والصناعية على النطاق المحلي والإقليمي والعالمي وتقليص الفجوة بين النظرية والتنفيذ لتبني أفضل الممارسات في مجال البناء الأخضر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث يوفر هذا المؤتمر منصة فاعلة للمشاركة المجتمعية فهو يوعي الجمهور العريض بمبادئ الاستدامة والحفاظ على البيئة وإدماجها في صلب الحياة اليومية لكل مواطن .
ويقدم أسبوع قطر للاستدامة فرصة لمختلف الجهات والهيئات المهتمة بقطاع الاستدامة داخل دولة قطر لتقديم مبادراتها وتسليط الضوء على حلولها العملية والمبتكرة في هذا المجال إضافة إلى الإسهام في ترسيخ ثقافة الاستدامة ونشرها بين جميع فئات المجتمع، من خلال عدد من الأنشطة منها “مسابقة بناء الجسور، ومنافسة التصوير الفوتوغرافي، وتنظيف الشواطئ والصحراء وغيرها من الفعاليات المختلفة” إضافة إلى جائزة قطر للاستدامة التي تحفز المؤسسات على حماية البيئة في قطر والمنطقة.
ويعمل مؤتمر قطر للمباني الخضراء على جذب الباحثين والأكاديميين والخبراء والنشطاء والمخططين في قطر والعالم للخروج بأفضل التوصيات التي تسهم في تعزيز التنمية المستدامة داخل الدولة من خلال ورش العمل والجلسات، حيث يناقش أكثر من 50 متحدثا آليات التنمية المستدامة وطرقها، وتطوير المجتمع، ودور رجال الأعمال في الاستدامة وغيرها من القضايا الخاصة بهذا المجال، عن طريق التركيز على ثلاثة محاور رئيسية هي “المدن المستقبلية المستدامة، ونحو اقتصاد مستدام ، والاستدامة كأسلوب حياة”.
يذكر أنه خلال افتتاح أسبوع قطر للاستدامة 2017 اليوم، وقع مجلس قطر للمباني الخضراء خمس مذكرات تفاهم مع كل من مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة، ووزارة البلدية، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء” ، ومؤسسة اسباير، ووايل كورنيل للطب قطر.